جسر التواصل/ الرباط
يعيش حي أبواب بمقاطعة العيايدة بسلا وضعا بيئيا واقتصاديا صعبا، بسبب الإهمال والتهميش وسوء التدبير الذي جعله يئن دون منقذ..حيث عانى طوال فترة تسيير حزب العدالة التنمية الويلات وعلى كل المستويات.
هذا الحي السكني الفتي والأحياء المجاورة له..لم يكتب له الاستفادة من التفاتة من الجهات المسؤولة ، أو اهتمام من طرف أهل القرار.
حي أبواب سلا مازال تحت غطاء ضبابية العالم القروي رغم كونه يتواجد بمدينة قريبة من العاصمة..لا أدل على ذلك من تلك المزابل “الفسيحة” التي تستقبل كل زائر في الأزقة.. والتي تزداد مساحتها يوما بعد آخر، فتوالت السنوات لتصبح عبئا كبيرا على تجمع سكاني ..نعم سنوات من الأزبال، فالمزابل إضافة لكونها تسيء لجمالية الحي ، فقد أصبح لها تأثير على صحة السكان.. ، ولها آثار على التربة والهواء، فأضرارها البيئية لا يمكن إخفاؤها، كما أن الحشرات والكلاب المنتشرة بكثرة في الحي..و تهدد بنقل الأمراض إلى السكان ، والذين تعودوا على تواجدها بجانبهم، وصارت واقعا حتميا أمام عجز مجلس المقاطعة السابق وتجاهله للمشكل وكأن الأمر لا يعنيه.
المسؤولية لا تقتصر هنا على المجلس، بل يتحمل المسؤولية ممثلو السلطة المحلية، ومسؤولو القطاع الصحي الملزمون برفع تقارير عن وضعية الازبال وتأثيرها على السكان ان كان فعلا اهل الصحة يعرفون من يتواجد بهذا الحي؟؟.
واقع الحال بهذا الحي يدمي القلوب،لا وجود لمستوصف صحي ولا وجود لمكتبة ولا وجود لدار الشباب ولا وجود لملاعب القرب..وان كان مركز بوشوك الذي يضم قاعة وملعبا..فان لغة الأداء هي السائدة..اما أبناء الشعب فليذهبوا إلى شرب ماء البحر..فهل يتدخل عامل سلا لمعرفة ما يجري بهذا المركز السوسيو رياضي؟؟ ومن يتحكم فيه؟وأين تذهب عائداته المالية؟.
اما الثانوية الوحيدة المتواجدة بهذا الحي”ثانوية أم الربيع” فهي بلا ملاعب..تصوروا ان تلاميذ هذه المؤسسة يقومون بأنشطة التربية البدنية وهي مادة حيوية بإعدادية مولاي رشيد؟؟ تصوروا ثانوية لا تبعد عن العاصمة الرباط الا بكيلومترات معدودة..لا تتوفر على ملاعب رياضية؟؟.
والغريب الأغرب..والسواد الأعظم هو تواجد المواشي والأبقار تتجول بكل حرية..وأمام أنظار السلطات المحلية..التي تتفرج على المشهد..وكان الأمر لا يهمها.
وتبقى ظاهرة احتلال الملك العمومي من نقط السوداء التي بزغت في الوهلة الأخيرة..أمام أعين السلطات المحلية/الحاضرة/الغائبة.والتي تطبق مقولة..”شاهد ماشاف حاجة”..وخير مثال ممرات الراجلين التي أصبحت محتلة من طرف أصحاب المحلات التجارية..الذين لايهمهم سوى الربح المالي.
وما دمنا نتكلم على احتلال الملك العمومي هناك احد الأشخاص الذي يملك مجموعة من المحلات..والذي فتح مؤخرا مكانا لغسل السيارات والزرابي..حيث يقوم بتنظيف السيارات..ولكن ينشر الأوساخ في الشارع العام..من خلال المياه المتسخة التي تبقى لساعات طويلة راكدة أمام المكان والمحلات المجاورة( هذا الموضوع سوف نعود اليه قريبا..لانه يحتاج الى سطور وسطور).
هذه أنواع قليلة من حجم التهميش الذي يطبق على سكان هذا الحي المنسي، ناهيك عن الفقر وانتشار المخدرات بين الشباب.
ساكنة الحي الغارقة في النسيان، توجه نداءها ليصل إلى الجهات المسؤولة لاجتثاثها من آثار التهميش والهشاشة، بدءا بالمنتخبين المحليين، مرورا بمجلس الجماعة والسلطات، وانتهاء بالمصالح المركزية لإخراج برامج تنموية ومشاريع بنيوية تنقذ حي أبواب سلا من عزلته ومعاناته.