طارق المعروفي يكتب في حديث الاثنين : ما الجدوى من الانتخابات ؟

جسر التواصل8 أغسطس 2021آخر تحديث :
طارق المعروفي يكتب في حديث الاثنين : ما الجدوى من الانتخابات ؟

طارق المعروفي

ما الجدوى من الانتخابات ؟
موضوع يتم طرحه و مناقشته على صعيد عدة دول حتى منها المتقدمة في مجال الديمقراطية.
و نحن على أبواب الانتخابات المقبلة ، نتساءل بدورنا، ما جدوى الانتخابات، و جميع المعطيات و المؤشرات تميل كل يوم إلى الاتجاه المحتوم .
سوف تكون نسبة المشاركة ضعيفة نظرا للإحباط الذي مس المواطنين و عدم الثقة في جميع الأحزاب التي جربها و عقد عليها الآمال ، حتى أصبحنا اليوم لا نفرق بين هذا الحزب و ذلك. كل واحد يسعى بجميع الوسائل للظفر بالمناصب و المكاسب . و لكن نسبة المشاركة الهزيلة سوف يتم تبريرها فقط بجائحة كورونا . فعلا هناك تباعد بين المواطن و الحياة السياسية التي أرْهَقَته. و هناك تعقيم حتى لا تتلطخ الأجساد و العقول بالوعود الكاذبة و البرامج الفارغة . كما أن هناك كمامة حتى لا يدلي المواطن برأيه مهما كان و مهما صار .
و لهذا نقول مرة أخرى ما الجدوى من الانتخابات ؟
حسب المعطيات الواضحة ، نتساءل ما إذا كانت الحكومة مختلفة مع المعارضة في البرامج و التصورات و المناهج و الاهتمامات، أم أنهما عملة واحدة ؟
في كل مرة و في كل مناسبة ، يناقش الطرفان الشكليات و المساطير و التفاهات و الأمور البعيدة عن المضمون و الجوهر و الأهم ، حتى يتيه المواطن في الهامش ، و ينسى تقديم الحصيلة و استخلاص النتائج، سواء كانت إيجابية أو سلبية ،حتى يتمكن من تشجيع الإيجابي و تنميته و معاقبة السلبي . سوف تسمعون نفس الخطاب في الحملة الإنتخابية لجميع الأحزاب ربما بنفس الأسلوب ، تكاد تقول هل هناك حزب واحد؟
و من جهة أخرى نتساءل هل الحكومة قادرة على إنجاز برامجها، إذا كانت عندها فعلا برامج ، أم أنها تتملص من مسؤوليتها و اختصاصاتها عندما تصل إلى مركز القرار ؟
لماذا إذن الوعود في الحملة الانتخابية ،إذا كانت الحكومة غير قادرة على إنجازها ؟
ما قيمة الانتخابات إذا كنت تروج في الحملة الانتخابية لبرامج معينة تصب في اهتمامات المواطن و تطلعاته ، و ما أن تصل إلى المقعد حتى تتنصل من الوعود؟
و في الختام ، لماذا هذا التهافت على المناصب في الحملات الانتخابية و هذا الحماس؟
إنه “خدمة” للمواطن و سعيا لتحقيق متطلباته البسيطة.
فهل يا ترى يمكن للمنتخب أن يشتغل بالمجان ؟
و بعبارة أخرى ، هل سيكون نفس التهافت على المناصب إذا كان البرلماني لا يتقاضى أجرا و لا تعويضا ،حيث يقوم بواجبه بصفة تطوعية ؟
هناك سوف نرى من هو المناضل الحقيقي ، و من هو المواطن الذي يريد الخير لهذه الأمة .
إذن ما الجدوى من الانتخابات، إذا كانت النتائج محسومة، و التناوب على الكعكة مستمر ، و أولاد عبد الواحد واحد.

Views: 4

الاخبار العاجلة