محمد كمل Mohammed Kamel Kénitra
القنيطرة
15/02/2020
اليوم خمر
أو
معجزة أبي
إهداء: حمزة وحيد
-قصة قصيرة –
كان في الخمرة شيء من دم والدي وغرامه لها وللشعر و”محمد عبد الوهاب”، ذات مساء كاد يكسر باب شقتنا في الطابق الأرضي وهو ثمل لكونه كعادته قد أفرط في الشرب وهو ثمل ايضا بفرحة يعجز اللسان المثقل بالنبيذ ان يعبر عنها؛ إتجه صوب الوالدة بعد أن فتحت له الباب وامي هذه سيدة لازالت مغرمة بالدمى وعمرها بعد ولادتنا ستة عشر سنة وأخبرها أنه والحمد لله على أفضاله فقد إنتهى زمن العذاب.
والزي النظامي منذ اليوم لن يعمل موظفا مثقلا بالزي النظامي فقط سوف يقوم بالحراسة في هذه العمارة للسكن الوظيفي المكونة من أربعة طوابق وان أمي الصغيرة سوف تتكلف بكنس وتنظيف الطوابق الأربعة وغسل الدروج وحاويات الأزبال كادت امي ان تسقط من هول الصدمة هي بنت اول باشا في “النعيمة” والتي كان لوالدها واخوها العقيد في الجيش الفرنسي عزة نفس جبل ورصيد من كرم النفس وشموخها كيف تقبل ان تغرق مع والدي في بئر المذلة الذي يسحبها إليه والدي لم أفهم ما وقع عندها لكن أدركت وانا بعد في العاشرة من عمري اننا سنكبر لوحدنا من دون أم وقد صدقت نبوئتي.