محمد كمل القنيطرة المغرب 23/072021
” المشهد الاول “
كانت جميلة الرائعة تعانق الاسم الحقيقي لها وهي بقدر من الحسن والبهاء لا يمكن ان تصل اليها قصائد الاقدمين او المحدثين عندما تصادفك ينتهي الكلام ويفقد اللسان القدرة على أن ينسج لوحات يمكن ان تحدد أوصافها وحسنها الرباني الفتان .. لم اكن اعرفها شخصيا كانت معشوقة في
عمر الياسمين المزين بالزعتر والقرنفل لصديق لي ” مومو ” الذي كان مهووسا بها _ بجمالها_ بما يحيط بها بسكناها باهلها وصداقاتها حتى خلته سوف يضع نظرية جديدة في عشق الصبايا يتحدث لي عنها في كل وقت ومن دون سبب او مناسبة المهم هو ان يملأ ذهني بهمسها والوانها وعطرها المفضل حتى جعلها تسكن في احلامي وتحدد توزيعها في راسي _ في غرفتي التي كنت اقطن فيها الى جانب اخوتي ووالدي _المطلق رحمه الله_ في هذا الحي الشعبي_ الاطلس غير بعيد عن قاعة سينما تحمل نفس الاسم_ وهكذا صارت هذه الآنسة تلاحقني في الصباح والعشية حتى انني فعلا صرت أحبها واكثر من ذلك انني شرعت في اعداد قصائد عن حبها ربما قد تكون جاهزة عندما نلتقي.
وبقيت هكذا مغرما بها عن طريق السماع لمدة تناهز السنة الدراسية _عندها كنت في كلية الحقوق بالرباط_اكدال _ وهي في السنة السادسة ثانوي _ سنة قبل الباكالوريا_ ولم اذق بعد طبق العشق والغرام والهيام _ المرأة بحر اسود امامي لا اعرف الغوص فيه ومرت الامور هكذا استمتع بالسماع عنها وصديقي يغذيني عشقه لها ويحكي لي عنها الى ان دق القدر للصديق المغرم بها ” مومو ” بالرحيل الى بلد غنت عنه ” اسمهان ” وعانق الخلود والعالمية ومباشرة بعد أن رتب امور سفره اتصل بي
“مومو “وطلب مني أن أحمل رسالة
للمعشوقة مع رواية ” الاشجار واغتيال مرزوق” وانا
المغتال الذي يسير اليها قلت له :”_ انني لا اعرفها ” فوصفها لي على عجل وقال لي:_ ” ان حسك وحبك لها سوف يوصلانك لها.”
وهو على عجل كان يستعد لمغادرة المغرب الى بلاد منحت العالم ” موزارت “
“المشهد الثاني “
عندما سلمني ” مومو ” الرسالة والكتاب لحبيبته ترددت كثيرا لكن الخطأ الذي صاحبني خلال حياتي هو عدم القدرة على استعمال كلمة ” لا” حتى انني اتذكر انني استعملتها مرة او مرتين في عمري الذي تجاوز عقده السادس بقليل_ لكن الرغبة في التعرف عليها واكتشاف هذه الحبيبة _ ممزوجة برغبة دفينة في تجريب حظي مع هذه الأنسة _ الغريبة علي _ وفي اليوم المحدد
علي _وفي اليوم المحددامتطيت الحافلة غير الأنيقة ليس ترفا ولكن لان الحافلة رقم “7” لها موقفا مقابلا للثانوية التأهيلية التي تدرس فيها ” عبد الرحمان الناصر ” وصلت قبل الخامسة بقليل ووقفت امام باب الثانوية وتذكرت ان ” مومو ” قد قال لي انها ستنهي حصص الدراسة لهذا اليوم على السادسة وكان علي ان اقف كالمعتوه انتظر خروج التلاميذ لساعة كاملة _ لم يكن في اواسط الثمانينات هناك الهاتف لخليوي لم يكن قد وصل إلى المغرب بعد_ وكان علي ان انظر الى السماء والأشجار وبائع الحلويات و حلوة _ جبان كولوبان _ و ان اتحمل هؤلاء والتعايش معهم وليس “بالجيب ولا مليم “الاعب اصابعي لاعجل عقارب الساعة بدون جدوى ….
حلت الساعة السادسة وبدت لي الأفواج الأولى للتلاميذ تتقدم لمغادرة الثانوية وكان علي ان اتعرف
على تلك التي احمل اليها رسالة وكتابا مع انني لم يسبق لي ان شاهدتها مباشرة _فقط رايتها مرة واحدة من الخلف كانت تسير الى جانب ” مومو ” في حدائق بالقرب من عمالة القنيطرة _مع من هجرها بالامس وكلفني ان اتحمل قوة الصدمة عندما اسلمها بيدي _ طلاقا رمزيا_ يعلن عن نهاية علاقتهما عندها زارني احساس غريب عند مقدم شابتين دون العشرين من عمرهما وناديت :” _ جميلة !؟؟”
فابتسمت وتقدمت نحوي :
_ السلام عليكم
_اهلا وسهلا !
_انا ..
“_ انت كمال …
_ نعم انا كمال!
_ كيف حالك؟
_قلت لها الحمد لله؟ كيف عرفتني !؟
_قالت :” انا اعرفك من خلال مايحكيه لي عنك و عن محمود ” “مومو”…
_ وقد احببتك عن طريق السماع فقط !؟؟؟
لبستني الدهشة _ الانبهار _ الخجل _ الحيرة ؟
شرحت لها الموضوع وسلمتها الرسالة والكتاب هذه الآنسة لاتعرفني وقد احبتني وهذه نقطة ضوء في هذا اليوم وعندما تكون محبطا وتعيش في قعر البئر وتحس انه لا يمكن ان يوجد انسانا في الارض يمكن ان يحبك ومع ذلك قد تفاجأك الدنيا باشياء لم تكن في الحسبان..
وانا في حيرتي وفرحة عبرت وجهي جعلت منه حديقة من الورود الحمراء .
اتفقنا على أن نلتقي وهكذا كانت بداية قصتي الغرامية معها والتي امتدت لسنة تقريباً عشت فيها على تنوع اطباق العشق _ الغرام_ والشعر وعدت للاستماع الى اغاني عبد الحليم حافظ شادية _ نجاة الصغيرة_ فائزة احمد واسمهان.
” المشهد الثالث ”
عشت الحب كله الذي كنت اتغنى به مع فيروز ومارسيل خليفة واحمد فؤاد نجم و ليو فيري _ احمد قعبور _ جاك بريل _ كاترين سوفاج ..
عشت الحب لكن الجميل لايدوم ويكون عمره قصيرا فقد مرت سنة على هذا الحب الذي سقط علي من حيث لا ادري وقد لاحظت ان الحبيبة قد تغيرت ولم تعد عذبة كما كانت نسيما يسكرني كل يوم الاف المرات ومع ان الانبهار بي لم يتواصل فقط كانت تجربة _ حضارية _ إنسانية _ غرامية _
رائعة _قوية _ جديدة علي تماما؛ بعدها بدت لي انغام الفتور والتنكر لي وعدم الالتقاء بانتظام
وعدم الاكتراث بي حقيقة اعرف انني لا اصلح لاكون موضوع اهتمام لكن اجمل مافي هو التألق في اللقاء الاول _ الثاني بعدها اصبح كما الناس جميعهم أشبه العوام وصرت متيقنا ان شيئا ما قد وقع وهو الذي غير مجرى هذه العلاقة التي كانت قصة حقيقية ؛ وانا منشغل بهذه الامور قررت ان اقوم بزيارة صديق مشترك بيني وبين من ورتث عنه هذه الصديقة الفاتنة ” جميلة ” وهي من احبتني ولست انا الذي فتح كتاب العشق والغرام.
صعدت الى الطابق العلوي حيث يسكن صديقي ” محمود ” ووضعت يدي على الجرس حتى ضايقني رنينه ففتح لي الباب والعرق يغزو جبينه والوجه مع حمرة غير طبيعية تكسوه وقال بصوت مرتفع :
_” كمال … “
وكانه يخبر من معه بمقدمي ..
فخرجت ” جميلة ” من غرفة النوم وهي بزي خفيف
حيتني وقالت : ” _ سوف اشرح لك”!؟؟؟
صمت اصابني وراحت لترتدي بقية ملابسها وتركتني انا و” محمود ” وقال لي :”_ اني اهنأك على حب جميلة لك ” !!!!
وأكد أن هذه حقيقة فقد كان صديقا لها لمدة ثلاثة أشهر وانا اخر من يعلم حقيقة هو له جمال غير عادي وفنان تشكيلي متميز ويغني لفريد الاطرش و عبد الهادي بالخياط _ الشاطيء _ القمر الاحمر و راحلة للحياني_و مارسيل خليفة _ بين ريثا وعيوني_ قصة “جميلة ” _وله العديد من المواهب
وانا عديم المواهب لكن لم اتقبل الأمر …؟!
خرجت من عند ” محمود ” وقد وقع لي ماوقع في أغنية تشدو بها الكروان ” فائزة احمد ” في” رسالة من امرأة حاقدة ” الفرق بيننا أنني قابلت ذلك الذي سرق مني حبيبتي الى الابد والذي هناني بحبها لي بعد أن فات الاوان …
اني اراها اني اراها جالسة ذات المقعد….