محمد كمل القنيطرة المغرب اهداء خاص للفنان التشكيلي المتميز “عثمان الشملاني” و ” برنامج يوم مع فنان “
30/06/2021.
ليتني اثقن لغة الشعراء
ليتني اعرف كيف يفعلون
كيف يجدون الصور البلاغية_ التشبيهات _ الجناس
كيف يكتبون ولماذا يكتبون ؟
كيف يرسمون بالسحاب على المدى اغاني لا حدود لها_ في رقصات لقوس قزح والقمر !
حين يعزفون بالكلام كما يفعل ” تشايكوفسكي ” في La Dance des Cygnes”_ ” رقصة البجع_
او ” امل دنقل ” حين يجعل الحروف سلاحا في يد “ابي ذر الغفاري” في “لا تصالح ” او ” بالزاك في “Les Fleurs du Mal”_ ” ازهار الشر “_” محمود درويش” في ” مديح الظل العالي” _ “ادونيس” في ” اغاني مهيار الدمشقي ” !
لو كانت الكلمات تسعفني و الجمل لحبست انفاس الكون ولتغنى الطير _ الحجر _ الشجر _ الماء باشعاري _ لو هي غصة تقتلني كل يوم الف مرة؟
لو كانت لي جرأةالمعنى _ رقة التخيل _ عذوبة
ودقة الوصف _ سعة الخيال _ عمق المغزى
لغادرت جوف عقلي تلك الأفعال البكر التي تبحث
عن المعنى ولاخترعت افعالا جديدة تقهر المستحيل_ الخوف _ الندم _ الحسرة_ الانتظار
لو كان ذلك ممكنا لسافرت صحبة “دون كيشوت” عبر مواقع” اللا تواصل الاجتماعي” في حديث شيق مع الموتى _ الذين وحدهم يحسون بما اقول وكيف اقوله ولم نظم القول قبل أن يعانق أذانكم
كيف يكتب الشعراء ؟؟؟
وشلالات ” نياغارا ” خيالا لايجف نبضه يسقي الارض والسماء والنجم والشمس والقمر والانهار والازهار بلا عدد
كيف لي ان اركب المغامرة ؟؟؟
وان اخترع شعائر جديدة تمنح لحروفي حياة اخرى وتدخلها في النشوة القصوى لتحجب عني كل هذا الكلام الحالم_ القديم _ الحالم همه الغد والان حرب _ دمار _ حديد حاجة _ مرض _ بلا امل وانا الان دخلت في صداقة مع الريح علها تقدف بي في عشق جديد غير كل الذي مضى !
وتعود لي تلك النوبة الحارقة
حين تعصف بي الكلمات في حلبة التمرد _ العصيان
وتختار مرسى غير بياض اوراقي وحظي و كل الورود الهاربة من مزهرية دبلت _ انكمشت_ فقدت مساحيقها عندما لم تجد ذلك القلب الذي رهن شفتيه لإبتسامة لاتنتهي…
وسواحل دموع ترسب فيها الهم _ النكد _ الحسرة _ الألم وتشكلت منها اهرامات من الوان العذاب _ القلق _ الغضب _ اللا عودة_ العبث ؟
هكذا تتحالف الكلمات والزمن علي وتمتص تلك الفرحات الصغيرة التي قد تصيبني بالسعادة وتجعلني اعانق جبة الانسان ويحل الله في قلبي وطنا رحبا له وتجعلني تلك الاحلام_ الابتسامة انشغل بي والدنيا وادندن تلك الاغاني التي لا نسمعها في اذاعاتنا وتحرك فينا الامل والرغبة في مغادرة هذا السياج الذي وضعونا فيه منذ “1984”
عندما كان ” جورج اورويل” يقطن “تاركيست”
لأننا نبحث عن ” الحب ” هذا الطائر الغير مرئي والذي يصنع منا انسانا اخر _أخر جديد ..
غير هذه الفزاعات التي نتجول فيها بعيدا عن جبة _ الحلاج _ ابن عربي _ ابن رشد_ ابن الفارض_ المعري _ المتنبي_ ابن الرومي _ محمد اقبال _ ناظم حكمت _ نيرودا _ انطونيو مانتشادو _ ليو فيري _ احمد قعبور ادونيس نجم _ امل دنقل _ الماغوث_ الابنودي _ محمد علي شمس الدين _ فريد الدين العطار_احمد المجاطي _ نجيب سرور _ جمال الدين العبراق_ محمد تيمد_ عبد القادر بويغرومني_عبد الله راجع _ عبد اللطيف اللعبي_ محمد خير الدين و طاغور …
كل هؤلاء” الملائكة” رسموا لنا طريقا في الارض والسماء ونحن اخترنا البكاء والغناء
على ذات الالحان الصدئة التي تاخذنا في ” قداس جنائزي” الى مقابر بلا نوافذ .