مونودراما قلنديا .. تابع (التركيب الثالث)

جسر التواصل10 فبراير 2020آخر تحديث :
مونودراما قلنديا .. تابع (التركيب الثالث)

سعيد غزالة

4
(عابر ممسكا بحبل..)
عابر:
أجمعوا أغراضهم لقد انتهى العرض الذي لا ينتهي.. وإني لعازم على أن أربط كل أخباركم إلى بعضها البعض وأشيد برجا لي لوحدي أوحد فيه كل معارفي ومجاهلي وأسكن فيه سكنا غير عادي من أجل عالم غير عادي.. ولأزرع نطفتي المليون في كل خلايا الكلمة والرَّسمة وقضايا الهوج الإنساني علِّي بها ألد لي خلفا بلا سلف.. خلفا يجمع بقايا أزبال من على وجه هذه الأرض التي ضاقت بنا على رحبها.. وضاقت بصخب فسادهم وسفك الدماء.. فلا علم لنا إلا ما علمتنا.
اجمعوا أغراضكم لقد انتهى العرض الذي لا ينتهي.. وإني سأجمع كل أغراضي الصغيرة والقيمة وأرحل عن كل مفاتن دنياكم المفتنة.. المفاتن تبتلى بالمفاتن.. وأشيائي الصغيرة تستحيي قوة وتخجل بحكمة وإني لأعشق كوني أنا دونكم يا من انتعلتم المذلة نهجا وركبتم الخنوع معرجا.. سأجمع أغراضي وأنسج بالخيال جبالا تقف شاهدة على سفالة السافلين ونذالة الأنذال وحقارة الحقراء وعمالة العملاء.. على تفاهة التافهين وسخافة السخفاء.. سأرحل لأني خلقت لأرحل.. خلقت لأخلف صروح الكرامة تتمرن لطرد آخر ملوك مماليككم.. ولتجفيف الأرض من منابع دمائكم العطشى للدماء.. سأرحل بعد الرسم ومع الرسم وفي الرسم.. سأقطع دابر الإنتظار وسيأتي الذي لا يأتي وحتى ترعبون من وجوهكم أمام مرايايا.. وستتلون في مذلة كتابكم.. اقرؤوه، لم يعد لدي ما ألقنه لكم.. بكم كنت أحكي غبن الحياة، فلما طلقت الحياة الحياة تقفون عراة إلا من تقارير الحكاية.. والحكاية ستبقى حكاية..
أجمعوا أغراضكم لقد انتهى العرض الذي لا ينتهي..
يا سادة.. هذه البركة المباركة..
وذاك الجدار والحائط المقهور..
وهذا الرسم اكتمل وتبرج في عنفوان..
هنا يا سادة وليست هذه عادة..
هنا أيها المحسوبون على البشرية.. انهي الخط واللون آخذ من دمي كل التعابير.. هنا أختصر الزمن وتكاثف المكان.. هنا سأتلو عليكم آخر قصيدة الشاعر الحزين ذاك الصديق حتى ما يهديها لي وانا فيها رسم لا كلام.. حس لا وزن ولا نظم ولا أحلام..
أجمعوا أغراضكم.. لقد اكتمل السرد وتوقف النرد عن الدوران ورقم الحظ لم يُعرف عن نفسه واللعبة ستبدأ من جديد..
يا سادة هذه هي العادة.

الاخبار العاجلة