اعداد وتقديم الشاعر والكاتب محمد كمل
مجموعة ” ناقوس الفن Cloch’art7″
و ” قاموس الفن”
يستضيفان الكاتبة المغربية السيدة: هدى الخطابي يوم السبت 22ماي. 2021 على الساعة الخامسة بعد الزوال بصفحة Cloch’art7 وذلك في إطار انشطتها الثقافية_ الإبداعية المتنوعة وذلك بتنشيط كل من :
_ الفنان التشكيلي : عثمان الشملاني
الكاتب والشاعر : محمد كمل
والمناسبة صدور رواية للسيدة هدى الخطابي بالفرنسية : “
Les Fantômes de l’histoire ” اشباح التاريخ
وذلك من قبل دار النشر :” Éditions & Impressions Bouregreg ” 2021
في طبعة أنيقة و مزينة بغلاف يشكل فارسا ممتطيا صهوة جواده.
وسوف يتناول هذا البرنامج في هذا اللقاء هذه التجربة الإبداعية الجديدة للكاتبة المغربية التي تعيش في سويسرا وظروف كتابة هذه الرواية و تصور الكاتبة ونظرتها للاوضاع الفكرية والثقافية والحربية والجهادية التي تتمحور حول ” الزعيم ” : محمد عبد الكريم الخطابي المجاهد الكبير الذي نحت لأسمه
مكانة وصيتا على مستوى المغرب والمغرب العربي والعالم.
وتتناول هذه الرواية هذه الشخصية من خلال احداث تاريخية عرفها المغرب الحديث من ” حرب أنوال” إلى غاية فبراير 1963 التاريخ الذي وضع عبد الكريم الخطابي -السلاح-والقلم وسافر الى جنان الخلد بعد أن قضى حوالي ثمانية عقود منشغلا -بالحرب_ مقاومة الاستعمار _ المنفى _ المطاردة _ التراجع عن القتال عندما يكون العدو قويا _ والتفكير والكتابة والاشعاع الدولي والمغاربي ؛ وبعد الاطلاع على هذه الرواية_وفقط لاعطاء فكرة عامة وشاملة عنها دون ان نغوص في الاشياء بدقة _ لنترك الفرصة للقاريء وللكاتبة الفرصة للتحدث عن هذه الرواية الشيقة ” Les Fantômes de l’histoire” فإننا نجد أن السيدة هدى الخطابي قد وضعت الى جانبها كل مفاتيح النجاح لعمل روائي ذلك ان دقة وشاعرية هذا المنجز الثقافي هو انه يرتكز على احداث واقعية مع ان الصعوبة هو عندما نتناول عملا إبداعيا مرتكزه وسنده التاريخ هناك صعوبة حقيقية لان توارد التواريخ والاحداث يكون معروفا لذى الجميع وهنا يصعب ان تحيد الكاتبة عن المنحى الحقيقي الذي سارت فيه الأحداث مع ان التاريخ يمكن ان نتعامل معه وندلي براينا فيه ونصبغه حسب التوجه السياسي أو الفكري او الانطباعي لكن ذكاء الكاتبة في هذه الرواية هو تلك اللمسة الشاعرية العميقة للخيال والتي يمكن للمبدع ان يرمم التاريخ بجمالية إبداعية رقيقة ونافذة وهذا مانجحت فيه المبدعة : هدى الخطابي …والذي عدة أسئلة صاحبتني بعد القراءة الأولى والثانية للعمل :
_حول العنوان
_تراتبية وتوالي الأحداث
_ طريقة السرد وعمقه
_شخصيات الرواية ومدى دلالة الاسماء فيها : ناصر ….
الرواية بحكم تشدنا الى هذا الرجل الذي ولد في أجدير _ الريف _ في أسرة علم وقضاء
ومعرفة اخد قسطا من التعليم على يد والده عبد الكريم ودرس في القرويين و عاد الى أجدير وهو المثقف والمترجم والعالم والمفكر المغربي الذي لا يقل قيمة عن مولاي العربي العلوي _ المنجرة _ اليوسفي _ او عبد الخالق الطريس وقد كان الى جانب كل هذا مدرسا ومهتما بالعلوم وقد كانت له فكرة المقاومة منذ البداية فبعد أن كان قاضيا وصحفيا بمليلية قفد طلق المستعمر الاسباني بعد أن تبين له خطط سحب خيرات المغرب والاستفراد بالشمال
ومن هنا استقر في أجدير وعمل على توحيد القبائل التي كانت تحارب بعضها في حروب الجدوى منها الفديات والسرقة وبعد توحيد القبائل عمد إلى تنظيم المقاومة والصمود في وجه المستعمر ومن ثمة احداث” ملحمة أنوال ” والانتصار على الاسبان ووضع اسمه وصيته امام العالم وذلك الانتصار كان عن طريق استراتيجة حرب العصابات والتي صارت كل حقوق الاختراع تعود الى محمد عبد الكريم الخطابي وقد كانت الرواية ” اشباح التاريخ” قد وضعتها الروائية في ثبات محطات من حياة محمد عبد الكريم الخطابي :
– حياة اولى : أجدير
_حياة ثاني : لارونيون
_حياة ثالثة : القاهرة
وهذه المراحل كلها في نسق فكري وانسجام وروح شاعرية
وعمق تاريخي وارضية تاريخية
وعلى الرغم من أننا نعرف تراتبية الاحداث فقد اجتهدت الكاتبة المغربية في جدبنا وخلق الاشتياق لدينا لتتبع الأحداث ومعرفة تطورها.
وتداخل هذه الأحداث وعمقها يشدنا ويخلق لدينا متعة حقيقية للمتابعة وترقب سيرها وقبل الحديث عن الاحداث اريد ان افتح قوسا عن اشياء اتارتني في هذه الرواية هو الراوي او من يسير معنا في أحداث هذه الرواية فهو كما نعرف هو ” ناصر ” الذي يصاحبنا في الرواية وانا كنت اظن ان الراوي سيكون سيدة _ بحكم ان الكاتبة سيدة _ لكن يستمر معنا الراوي “ناصر ” وكانما ننظر من خلال زاوية “l’oeil du boeuf” و نستمر في سيرة ذاتية لكل مراحل الحكي الروائي..
وهذا تفرد يبدو فيه الحكي بمثابة ” روبورتاج” شبه وثائقي لكل الأحداث منذ البداية إلى مدينة ليون حيث استقر مع حفيدته ” رقية ” وزوجته …
ففي الحياة الأولى كانت المقاومة والتنظيم استراتيجية
المقاومة والانتصار وهنا نجد أن الوسط الذي تربى فيه عبد الكريم الخطابي فيه رجالات اشداء متضامنين لايقبلون الذل وكرامتهم كجبال الريف وقد جمعهم ووحدهم وانتصر على الاسبان ولقنهم درسا لن ينسى سيحفظه التاريخ وخلق الشخصية الريفية الأسطورة التي تقاتل بذكاء وعزيمة وعبقرية لمواجهة الظلم والعدوان وذكاء محمد عبد الكريم الخطابي في كونه قد سبق عصره وهو عندما وجد نفسه في وضعية لا يمكن له أن ينتصر وامام قضاعة المستعمر فقد عمد إلى رمي الجبال الريفية بالأسلحة الكيماوية والفوسفور وما الى ذلك مما خلف خسارات في الارواح ومن عاشوا يحتضرون والموت يعذبهم تدريجيا وهو في قوته وعزيمته ” سلم” نفسه للاستعمار الفرنسي
خوفا من انتقام الاسبان .
وفي الحياة الثانية فالاستعمار الفرنسي قد فطن الى الدور القيادي المؤثر على الساحة الإعلامية الدولية _ والحركة الوطنية في المغرب فقد عمد إلى نفي الزعيم محمد عبد الكريم الخطابي الى ” لارونيون ” في المحيط الهادئ وذلك لكونها بعيدة عن المغرب والريف بألاف الكيلومترات وهناك على الرغم البعد والضغط والابعاد والحراسة المشددة في العشر سنوات الأولى فقد بقيت صلة المقاومة والتاثير على الساحة الصامدة عن طريق مواصلة المراسلات عن طريق مقاومين وشرفاء هذا الوطن الذين استمروا في كفاحهم وقد نجح الى حد بعيد في مد خيوط المقاومة بشكل خيالي مع مواصلة المراسلات مع المناضلين والزعماء السياسيين الذين ظلوا اوفياء للافكار والخط النضالي لعبد الكريم الخطابي ” الزعيم ” التاريخي.
وفي المرحلة الثالثة مصر فقد كان في عودته عبر الباخرة من لارونيون الى فرنسا فقد تم السطو على الباخرة وانزال القائد من على ظهر الباخرة في بورسعيد وهنا تبدأ المرحلة القاهرية حيث مرحلة النضال المغاربي والوقوف كرجل واحد ضد الاستعمار الفرنسي والاسباني والتاسيس لجيش التحرير والكفاح المسلح ومد الثوار بالعتاد والدعم اللوجيستي وهنا يمكن ان تتحدث عن مرحلة النضج الثوري والتاسيس لمقاومة الاستعمار الفرنسي_ الاسباني والاطماع الانجليزية والامريكية فيما بعد والدور الذي لعبه علال الفاسي _ بنونة _ شكيب ارسلان_ الوزاني _ الطود والمقاومين الاحرار ..
وهنا لا اريد ان ادخل في التفاصيل السياسية فقط اريد ان اختم باشياء جميلة جعلت الرواية تحفة فنية:
_العنوان _ Les Fantômes de l’histoire” لماذا ” اشباح التاريخ ” لي تساؤل على المباشر سوف اطرحه على الكاتبة السيدة هدى الخطابي الى جانب أسئلة اخرى ؟؟؟!
ومن الاشياء الذي اعطى اضافة للرواية هو تلك المقولات التي توجد في ابواب الصفحات _ 12_43 _46_55__64_74_81_141_157_176_201_205_210_215 هي منارات قادتنا فكريا لتتبع الرواية الشيقة.
اتمنى ان اكون قد اثرت فضولكم لتتبع برنامج ” قاموس الفن Cloch’art”
و”قاموس الفن “
من تقديم وتصور ” عثمان الشملاني”
اعداد وتقديم الشاعر والكاتب محمد كمل .
عبر تقنية الزوم يوم 22/05/2021
مساء.