اسمهان عمور
كلما ابتلت عروقي بماء معبئ في قنينة منبعه عين السلطان، إلا وأحسست بجفاف عروق ساكنة اموزار…
انبجست عيون وتشعبت روافد لتروي النبات والبهيمة والبشر، وشكلت جداول يلتف حولها من يودون ملء العين باخضرار الجنبات، وضخ الرئتين بهواء خال من أي تلوث…
هكذا كان محيط عين السلطان قبل أن تمتص شركة متخصصة في تعبئة قنينات من مختلف الأحجام لمياه العين ليجف النبع وتخلو الجنبات من روادها وتشكو الجداول شح الماء!.. أسطول من الحافلات تصطف لحمل القنينات البلاستيكية الى مختلف نقاط البيع في المغرب، لا يعلم مقتنوها أن الماء الذي انتشل من منبعه شل حركة سياحية واقتصادية هي مصدر دخل ساكنة تعيش التهميش والإقصاء.
إموزرا كندر التي جلبت مستثمرين إلى أراضيها ومدوا ضيعات الاشجار المثمرة فيها من فواكه عدة تغني الأسواق، لم تحظ بما يليق بمؤهلاتها الطبيعية الجالبة للسياحة، فهي لا تعود ان تكون معبرا لوجهة سياحية بامتياز هي افران.
تناوبت على مجلسه البلدي ألوان حزبية، كل لون يوهم ساكنته بالمشاريع وتطوير البنيات وجعل المدينة.. القرية… مركزا لا معبرا…
هكذا مرت السنون لتجف ينابيع ماء عين السلطان التي امتصتها شركة خاصة، بعد أن منحت رخصة الاستغلال ثم التوسعة…
جفت البركة التي تتوسط المدينة فلم يعد للبط مكان…
هكذا تحولت إموزار كندر من منبع للماء والخضرة ومراكز اصطياف لمؤسسات كبرى إلى إسمنت غزا الوسط والحواشي..
وظلت الفاتحة لشهية أرباب الضيعات واستغلال الايادي الخشنة ذكورا وإناثا. ولا يعدو أهل إموزار أن يكونوا طعما انتخابيا، يجترون وعود الأحزاب التي كذبها واقع المدينة القرية، والتي لا تستفيق إلا على الترقيع وتناسل الإسمنت.