جسر التواصل/ الرباط: الحسين بلهرادي
أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله ورعاه تعليماته السامية،كما هو معلوم بانطلاق النسخة الثانية والعشرين من عملية توزيع الدعم الغذائي “رمضان 1442” لفائدة ثلاثة ملايين شخص (600 ألف أسرة على الصعيد الوطني منها 459 ألف و504 أسر من الوسط القروي)، حسب ما أعلنت مؤسسة محمد الخامس للتضامن الثلاثاء ما قبل الماضي.
وكانت مؤسسة محمد الخامس للتضامن قد اكدت في بلاغ لها أنه تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، تعبأت مؤسسة محمد الخامس للتضامن لتنفيذ وإطلاق عملية الدعم الغذائي لفائدة الفئات المعوزة”، مشيرة إلى أن هذه العملية التضامنية واسعة النطاق ستنطلق في اليوم الأول من هذا الشهر الفضيل.
وأضاف البلاغ أنه، وعلى نفس نهج السنوات الماضية (منذ سنة 1999) وبالرغم من حالة الطوارئ الصحية السائدة، تواصل مؤسسة محمد الخامس للتضامن إنجاز هذا العمل التضامني الوطني باعتباره أمرا أساسيا للتخفيف من الآثار الاجتماعية والاقتصادية لهذه الأزمة الصحية على الأسر التي تعاني من الهشاشة.
وقد كانت مجموعة من الأسر قد استفادت من النسخة الثانية والعشرين من عملية توزيع الدعم الغذائي “رمضان 1442” على مستوى مجموعة من العمالات والأقاليم..وهي من الفئات المعوزة.
وكما هو معلوم فانه يتم إيصال المساعدات مباشرة إلى المعنيين بالأمر في منازلهم، في ظروف عادية وسلسة وتجري عملية التوزيع مع اتخاذ جميع التدابير الوقائية، وذلك التزاما بالقرارات والإجراءات الاحترازية التي أقرتها السلطات المعنية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.
وتمثل هذه العملية، التي تشرف عليها مؤسسة محمد الخامس للتضامن والتي أرسى أسسها جلالة الملك محمد السادس نصره الله بهدف محاربة الفقر والتخفيف من معاناة الفئات المعوزة خلال شهر رمضان، موعدا سنويا يتوخى تقديم المساعدة والدعم للفئات الاجتماعية الأكثر هشاشة، لاسيما النساء الأرامل والمطلقات والأشخاص المسنين والأسر في وضعية صعبة.
وتتكون القفة الرمضانية للدعم الغذائي من سبع مواد غذائية، تتمثل في 10 كلغ من الدقيق، 5 لترات من الزيت النباتي، 4 كلغ من السكر، 1 كلغ من العدس، 1 كلغ من الشعرية، 850 غرام من مركز الطماطم و250 غرام من الشاي، مما سيساهم في التخفيف من عبء الاحتياجات الغذائية المتعلقة بشهر رمضان المبارك.
وإذا كانت هذه العملية،قد خلفت ارتياحا عميقا في صفوف الفئات المستفيدة، خصوصا وأن مثل هده الالتفاتات التضامنية يكون لها الوقع الحسن في نفوس السكان..فان هناك مجموعة من العائلات لم تتوصل بهذه القفة.. ومنها من وجدت صعوبة كبيرة في الحصول عليها..والسبب طبعا مجموعة من اعوان السلطة الذين خولت لهم مهمة التوزيع.
ومن بين الفضائح التي عرفتها هذه العملية ما جرى ويجري في مجموعة من دواوير المناطق النائية..سواء في دكالة او الشاوية..وخير مثال على ذلك ما عرفه دوار أولاد سي هواري بجماعة اكدانة قيادة امزورة بإقليم سطات..حيث كانت الفوضى والمحسوبية والزبونية هي الشعار الحاضر..وقد توصلت “جسر التواصل” بفيديوهات توثق كيفية توزيع هذه العملية وهناك شهادات حية تؤكد ما حصل.ومن استفاد من القفة ومن حرم منها..ومن حصل عليها بطرق معينة..نحتفظ بالتسجيلات عندنا.
ترى هل تتحرك الجهات المسؤولة للوقوف على كل ما يقوم به هؤلاء؟ وهل سوف يتم معاقبة كل من سولت له نفسه التلاعب بعملية تضامنية مساهمة في التخفيف من عبء الاحتياجات الغذائية المرتبطة بشهر رمضان الفضيل، و الظروف الصحية الحالية، وكذا مساعدة الأسر المعوزة التي تأثرت جراء الأزمة الصحية على المستوى الاجتماعي والاقتصادي؟
وتندرج هذه العملية التي تشمل مختلف التراب الوطني في إطار تكريس ثقافة التضامن والتآزر التي أرسى أسسها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتي تهدف إلى محاربة الفقر والتخفيف من معاناة الفئات المعوزة والفقيرة خلال هذا الشهر المبارك، انسجاما مع مبادئ الدين الإسلامي الحنيف وقيم ومبادئ وفلسفة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أعلن عنها جلالته في خطابه السامي بتاريخ 18 ماي 2005.