محاولة للفهم ليس الا….. لماذا تم توقيف برنامج “نجوم الأولى “؟

جسر التواصل12 أبريل 2021آخر تحديث :
محاولة للفهم ليس الا….. لماذا تم توقيف برنامج “نجوم الأولى “؟

جسر التواصل محمد نجيب الرباط

لماذا نغتال كل ما هو جميل ؟ لماذا نسعى دائما الى وضع عراقيل أمام كل عمل ناجح ؟ كيف لنا ان نقنع أنفسنا أن ضريبة النجاح هي التوقيف …؟ للأسف هذا ما وقع … لقد تم توقيف برنامج “نجوم الأولى ” … رغم نجاحه وجماهريته وانتشاره الكبير ولهفة المشاهدين له وحب كل الفنانين له …. لكن دعونا نحكي الحكاية من البداية …..

كان ياماكان … في زماننا ….ياسادة ياكرام….. في شاشتنا …. بقناتنا “الأولى “…. برنامج حقق أعلى نسبة للمشاهدات … متفوقا على برامج العديد من القنوات … التي تعج بها الفضاءات … والسماوات … يتابعه الملايين داخل المغرب وخارجه … فاز أكثر من مرة بجوائز دولية منها جوائز أولى بذهبيات توجهته على رأس كل البرامج من المحيط الى الخليج …وتحدثت عن الصحافة الوطنية والعربية … من الماء الى الماء ..

هذا البرنامج ياسادة ياكرام هو “نجوم الأولى ” لمعده ومنتجه الصحفي الكبير محمد السعودي ولمقدمته الصحفية المقتدرة مريم قصيري …ثنائي الابداع والتميز اللذين جعلا من نجوم الاولى على مر الأيام والأسابيع والشهور والسنوات ….بجهدهم وعرقهم وحبهم للميدان الفني محطة لأنطلاق العديد من الفنانين وابراز طاقاتهم وانتاجاتهم وابداعاتهم وفنهم وعطاءاتهم لجمهورهم على امتداد الوطن وخارجه …

“نجوم الأولى ” صار عنوانا لأرقى برنامج … وعلى كل لسان….. كمحطة للثقافة والفن ….وجسرا للتواصل مع المشاهدين ….ومع الملايين في كل القارات التي تحتضن جاليتنا بالخارج…. ليتذوقوا حلاوة الفن المغربي في أبهى تجلياته … فهذه حلقة بهية عن الطرب الأصيل …..واخرى راقية عن الفنون الشعبية وسهرات عن الفنون الشباببية والعيطة والأغنية العصرية والمجموعات والأغنية الدينية والتراثية والملحون والأندلسي … في سعي من “نجوم الأولى” لعدم اقصاء اي لون فني ….. مانحا الفرصة للجميع من الفنانين للتواصل مع جمهورهم وتقديم جديدهم مما خلق نوعا من التنافس الجميل بين الفنانيين لتقديم الأحسن والأجمل والأبهى .. في محاولة من هؤولاء الفنانين لتطوير أدواتهم الابداعية … وهذا الانفتاح الذي خلقه برنامج “نجوم الاولى” على الموروث الثقافي والفني ببلادنا يعكس ثراء التراث المغربي وتنوع روافده وتعددها ليصبح مدرسة فنية قائمة الذات على اعتبار انه يعكس التنوع الغنائي والثقافي والحضاري الذي يزخر به بلدنا المغرب ..

لقد أعطى “نجوم الأولى” الفرصة لكل المبدعين والفنانين وأسس لمفهوم جديد في الاعلام البصري المغربي عنوانه الكبير ” الاعلام في خدمة الفن “فوجد فيه الفنانون كما المشاهدون ضالتهم … فتح الباب لابداعات الشباب ليعبر عن مواهبه وابداعاته واحتضن كل الفنون …. واستطاع بعد أسابيع فقط من بداية بثه أن يتربع على عرش البرامج الفنية…. وأن ينافس العديد من البرامج التي عمرت لسنوات فضاء الشاشات ….في مختلف القنوات …. لقد استطاع “نجوم الأولى” أن ينتزع تتويجات كبرى من منتديات ومهرجانات عربية شاركت فيه المآت من البرامج … فتجاوزها عن جدارة واستحقاق …. وقد كنت شاهدا على تتويج كبير في تونس في المهرجان العربي للاذاعة والتلفزيون سنة 2015 حينما نال برنامج نجوم الاولى ذهبية مستحقة كجائزة أولى متفوقا على العديد من البرامج شاركت بها قنوات عربية في هذا المهرجان …. ولا سبيل للحديث عن لجن التحكيم وصرامتها في اقتناء الأعمال الجادة فهي مكونة من خبراء في الاعلام والاتصال .. ومدراء ورؤساء اقسام وباحثين مما لا يفتح مجالا لأي تشكيك في الجوائز الموزعة على مستحقيها ….

لم يكن نجاح نجوم الاولى عشوائيا او عن طريق الصدفة … انما هو نجاح انطلق من الفكرة أولا ….لينتقل الى الاعداد ثم الاخراج فالتقديم….. وصولا الى مراحل البث….. مرورا من التوضيب والاختيار والانتقاء …. هي سلسلة مترايطة ومتماسكة من النجاحات أعطت النجاح الكبير للبرنامج … بتأطير ذكي من الصحفي الكبير محمد السعودي الذي له من التجارب الكثير…. ومن الأنجازات في التلفزة تراكم سنوات…. ومن الخبرة ما لا يستهان به … هو وفريقه وطاقمه المصر على مواصلة واستمرار نجاح البرنامج . فليس من الصعب ان ننجح ولكن من الصعب ان نحافظ على النجاح دائما ………ومع كل حلقة من “نجوم الاولى” … كان النجاح حليف هذا الطاقم لأنه يشتغل بحب وغيرة وايمان …. وعهد قطعه على نفسه أن يكون دائما في خدمة المشاهد والفنان وأن يبقى وفيا للاعلام في خدمة الفن …

لقد ساهم البرنامج في تطوير الأغنية المغربية وفي خلق تنافس كبير بين المبدعين من أجل تقديم جديدهم للجمهور والمتلقي … فكان ان صار “نجوم الأولى “قلعة للانطلاق نحو النجومية وفرصة للشهرة والتواصل مع الجمهور … لم يستثني البرنامج أحدا … أشرك النجوم والفنانين في حلقاته … الكبار والصغار” بالمفهوم الفني “……القديم والجديد … كل الألوان الغنائية المغربية .. أمازيغي وحساني وعصري وأغاني وأهازيج الشمال والجنوب والشرق والغرب … دون اي تحيز لاي لون او اقصاء لآخر … في محاولة لارضاء اذواق الجميع ….

ولعل في التكريمات التي حظي بها منتج البرامج ومعده محمد السعودي ومقدمته مريم قصيري خير شاهد على اعتراف الفنانين والمبدعين بجهود هذا الثنائي في خدمة الفن المغربي اعلاميا … فالتكريم لحظة وفاء وعرفان واعتراف بكفاءة هذين الاعلاميين وسعيهما لخدمة الفن والمشاهد … وهي تكريمات تمت في العديد من المهرجانات المغربية بالعديد من المدن المغربية ….

بعد كل هذا تطلع علينا أصوات نشاز تغرد خارج السرب … وتكيل اتهامات للبرنامج مع أنها كانت من الأصوات الداعية الى الاهتمام بالفن المغربي … وتخصيص سهرات له … لكنها أصوات مبحوحة فشلت فنيا وتريد أن تسقط فشلها على “نجوم الاولى” … وهو البرنامج الجماهيري الذي يتابعه الملايين … والذي حقق اعلى نسب المشاهدة ….. وللأسف صفق عدد من المطبلين للاصوات المبحوحة فكانت الردود قوية كثيرة على أعداء النجاح …. فصمتت وركنت الى الصمت بعد أن أفحمها الجمهور بتعليقاته النارية مدافعا عن البرنامج الأكثر مشاهدة …

لم تنتهي الحكاية بعد …. ليبقى السؤال الحارق لماذا تم توقيف نجوم الاولى ؟ من ساهم في اغتبال حلم العديد من الفنانيين والمبدعين ؟؟؟ من أخلف الموعد مع الملايين من المشاهدين …. ؟

في انتظار الأجابات “الشافية”… سنظل نروي الحكاية من البداية للنهاية …..

 

 

الاخبار العاجلة