مرض انتظار الطبيب…

جسر التواصل2 فبراير 2020آخر تحديث :
مرض انتظار الطبيب…

بقلم طارق المعروفي

هل سبق لكم أن زرتم الطبيب في الموعد المحدد ؟
أي دخلتم قاعة الفحص في الوقت المتفق عليه؟
بعد أخذ موعد لزيارة الطبيب ،تحضر عادة قبل الساعة المحددة و تنتظر في قاعة الانتظار . يمر الوقت و يتكاثر المرضى داخل القاعة ،كل واحد يعطي فيروسه للآخر،
و يلتقط الأطفال تلك الفيروسات بسهولة،و تجد أمامك على الطاولة كتبا قديمة و مجلات طال عليها الزمن، إذا ما لمستها فإنك ستصاب لا محالة بأنواع كثيرة من المكروبات…
و مع ذلك لا زلت تنتظر الطبيب الذي لم يصل بعد إلى العيادة،و تمتلئ القاعة بالناس المغلوبين على أمرهم . و يتساءل البعض عن سبب هذا التأخر، فتجيبه الكاتبة بذلك الجواب الجاهز عند جل كاتبات الأطباء: “الطبيب في البلوك يجري عملية مستعجلة” .
و ما أن يظهر الطبيب، حتى يلتف الجميع أمام الكاتبة من أجل دخول قاعة الفحص،
و يكثر الصياح و التشاجر، ثم تتدخل الكاتبة لتخبرنا أن أولوية الدخول ستعطى للذين لم يتمكنوا من زيارة الطبيب البارحة، و ما على الآخرين إلا الانتظار ثم الانتظار.
و كيف لا يمكن للإنسان العادي أن يصبح مريضا بشتى أنواع الأمراض العصبية في هذه القاعة المشؤومة ؟
الملاحظ هو كلما أردت زيارة طبيب ،تجد قاعة الانتظار مملوءة عن الآخر.
فما هو السبب ؟
ربما هناك حالة نفسية مفادها أنك عندما تلاحظ كثرة المرضى عند طبيب ما ، فإنك ستستنتج بأن ذلك الطبيب يتوفر على الكفاءة و الخبرة، و إلا لما توافد عليه هذا البشر . أما ذلك الطبيب الذي يريد تنظيم أوقات الفحوصات كل واحد في الوقت المحدد سلفا
و يحترم زبنائه، فإن قاعة الانتظار ستكون شبه فارغة، و ربما سيظن البعض أن الطبيب لا يتوفر على “الكليان” .
هنا نتكلم عن زيارة بعض الأنواع من الأطباء في القطاع الخاص، أي القطاع الذي سوف تؤدي مباشرة ثمن الفحص، و لا أصف هذه الوضعية بأنها تشمل جميع الأطباء ،أما عن القطاع العام فإنه يتعذر علي وصف ما يدور في ذلك العالم الرهيب

الاخبار العاجلة