بأزرار أبو سرين
ربما تطالعك أحداث تنبئك أن السياسة والمواطن بينهما جسور دون إمتداد لتظل أواصر الإتصال معلقة إلى أجل غير مسمى .
في الآونة الأخيرة إنشغل السياسي بالسبل المؤدية إلى الكراسي في تجاهل تام لماهو مرتهن بفعل الأزمات الإقتصادية والإجتماعية. لقد كان لزاما على الفاعل السياسي إلى جانب صانع القرار أن يصب إهتمامه حول مايشغل المجتمع من نقاش حقيقي تتقدمه العدالة الإجتماعية التي توارى النقاش حولها أمام سجال يراه الكثيرون عقيما ويندرج في سياقات قديمة جديدة ألا وهي توزيع الغنيمة ؛نقاش وسجال تعلو فيه أصوات البرلمان والحزب والنقابة والغرفة والإعلام الموازي وكأن الإنتخابات والقاسم الإنتخابي غايتنا في السياسة .
إن ما راكمه المواطن المغربي من تجربة في إدراكه للأشياء بفعل إنفتاحه على تجارب الآخرين ،جعل منه مواطنا يرى واقعه بعين الحداثة والتقدمية والديموقراطية بعيدا عن الفاعل السياسي الذي ينظر إلى الوطن من خلف الأبواب المغلقة وأريكة مريحة ومكتب مكيف وسيارة فارهة تنقله من وإلى منزله عبر طرقات معبدة .
إن المسافة بين هذا وذاك تزداد اتساعا وشساعة لتباين الغايات والأهداف أمام خطاب مفبرك يسير بعكس ماتمليه الوقائع على الأرض . لقد آن الأوان أن ننظر جميعا إلى قبلة أوضاعنا السياسية والإجتماعية والإقتصادية من خلال مجهر موحد على مستوى الرؤية والمسافة الفاصلة بين السياسة والمواطن.