جسر التواصل محمد نجيب الرباط
للألوان بريقها …وسلطتها… وسطوتها ….ورمزيتها ….ووظيفتها…. وجماليتها…. وايحاءاتها … هذا ما استوعبه فناننا الكبير عبد اللطيف نايت عدي منذ فترة طويلة .فمنذ 1986 راح عبد اللطيف نايت عدي يستكشف أسرار الألوان ويميط اللثام عن غموضها …..ويبحث عن مدلول تناغمها وتمازجها ,ليستخرج منها ما يعبر عن احساسه ودواخله…. وأحلامه ….وآلامه في لوحات تفيض بالضياء والبهاء … تنبض بالحياة … هي بلسم للروح … وللعين مشهد حالم …. وللمشاعر أفق لا حدود له ….
تلك هي حرفية الفنان حينما يبدع …. ومهنية المبدع حينما يسافر بنا الى اللامدى ….وتقنية العارف بخبايا الألوان وبأسرار الأضواء والظلال … وذلك هو اسلوب الفنان المبدع عبد اللطيف نايت عدي الذي يعكس فكره وأحاسيسه…. ومشاعره على بياض اللوحة فيحيلها ايقونة … وواسطة عقد وسط اللوحات في المعارض الجماعية … عبد اللطيف نايت عدي يغازل الحرف…. يطوعه … يمرنه…. يعطيه من روحه ليظهر جماله ويبرز فتنته … فينتشي الحرف من لمسات هذا المبدع كما تتراقص الألوان في ثنايا اللوحة مختالة بزهو…. لتؤكد لنا انها من وحي فارس في المشهد التشكيلي المغربي … سابر لأغواره … سيد في مجاله … وفلتة في مساره الابداعي قل نظيرها …
عبد اللطيف نايت عدي سيرة فنان عميق الرؤيا … تعايش مع الشكل والمضمون وغاص في عمق الألوان … وخبر المنتديات واللقاءات والمهرجانات الوطنية والدولية … فعرفت تجربته مسارات متجددة فيها من العمق الشيء الكثير ….ومن المثير الشيء الغزيز…. ومن الصدق ابلغ تعبير …. ومن الابداع لغة جديدة للتأثير …
اليس هو من بادر الى فكرة أول طابع بريدي يحمل صورة لوحة تشكيلية تجمع الخط العربي بالصباغة.؟
وهي مبادرة اعتبرها الفنان التشكيلي عبد اللطيف نايت عدي، صاحب اللوحة، اعتناء بالفنانين التشكيلين، وتوثيق لأعمالهم التي غالبا ما تبقى حبيسة جدران المعارض، ولا تحظى بفرصة التقاء الجمهور المغربي على عكس العروض المسرحية. وعن تتويج لوحته بمناسبة اليوم الوطني للمسرح، أشار نايت عدي إلى أن اللوحات التشكيلية تعد جزءا لا يتجزأ من الديكور المسرحي ومكمل له.
لقد دأب ايت عدي على دمج الخط العربي بأبرز أنواع الصباغة، منتميا في ذلك للمدرسة الواقعية الانطباعية، كاشفا روعة الخط العربي الأصيل وموثقا لمختلف الأنماط الحركية المغربية، عبر ارتكازه أكثر على الاشتغال على البورتريهات الحية.
وياتي اليوم “ناقوس الفن ” للرائع عثمان الشملاني ليدخلنا الى عوالم هذا المبدع….. ليحدثنا عن مسار ثري وغني ومبهر ومشرق من الابداعات الرائعة التي سجلت ولازالت اعجاب المتلقي والجمهور المتعطش دوما لاعمال عبد اللطيف ايت عدي … فقد نقترب من هذه التجربة الملهمة والبهية لعبد اللطيف ايت عدي في “يوم مع فنان ” وقد يفسر لنا هذا الفارس المغوار في ساحة الفن التشكيلي المغربي سر هذا التميز وهذا الابهار وهذا التألق الذي يجعلنا دائما مشدوهين…. ومشدودين امام لوحاته الأنيقة …. وسر هذا الحب الذي تنبض به لوحاته …
لعلنا لن ننتظر طوبلا فالحلقة الثلاثون من” ناقوس الفن” تضرب موعدها مع العاشقين والباحثين والملهمين بابداعات……. الفنان الكبير عبد اللطيف نايت عدي ….