جسر التواصل/ الرباط: الحسين بلهرادي
هو التاريخ الذي يكتب، يُنصف، يغالي، يجانب الحقيقة أو يجافيها. هو من ستتوارثه الأجيال أباً عن جدّ، يُدرّس في الكتب، وتتناقله الألسن.. فيه من الواقع والمتخيّل والمفترض والمدسوس ما لا يمكن فصل عراه.. فقد كُتب من الناس انتصروا.. فقهروا ساكنة المنطقة.. فصاغوا لهم تاريخاً ليفتخروا به أمام آخرين….
لقد ابتُليت أولاد أفرج وأولاد زيد ومتوح وبولعوان والقواسم والعديد من الجماعات الأخرى بمجموعة من الوجوه ضاعت معها خيرات هذه المنطقة ..وضاع شبابها..وحطمت البطالة الرقم القياسي..وغابت العدالةالاجتماعية..و تجبر مجموعة من يعتقدون أن المنطقة غابة لهم..وسيطر الفقر والجهل والأمية.. وضاقت بين البحث عن المصلحة الخاصة والسباق عن جمع الأموال والشقق بالجديدة وترك المنطقة غارقة في أوحالها و وحربها، داحس وغبرائها،وتحت أشعة شمس حارقة، تذيب العقل وتذهب به، فصيغ وفق مقاسات معينة وتحت أعين وأنظار الجميع ورسم الأدوار.
وها هي أولاد أفرج ومن معها، تعيش مخاض أزمة منظومة السياسية، و أزمة بنيوية ؛ فالأساس هو المعطوب بنتيجة التركيبة التي عليها المنطقة منذ ولادتها.. لم تكن تلك الصيغة نابعة من حاجة موضوعية مرتكزة إلى مصالح المواطنين.. و أهدافهم وتحقّيق طموحاتهم.
طبيعة المنطقة تنقصها المناعة.. عاهتها مستدامة..وجوه التي لا تُشبع أو تُغني من جوع. فصدّق ما قيل عنه ويُقال، وعليه بدأ مشواره بوهمٍ مستحكم بسلوكه على الدوام.
معركة اليوم هي ضد العديد من الأسماء أصابها العجز المؤدي إلى الانهيار..هنا العلّة وعليه يجب أن يتحدد الترياق اللازم.. وجوه استنفدت كل أوراقها.. لم يبقَ لها سوى الإجهاز على ما تبقى من مقدرات شحيحة..حولت البلاد إلى شيخوخة المبكرة.
أصل العلّة،هو هؤلاء وأصحابه.. ومن منحهم كلمة المرور.. لا فرق هنا، بين الفاعل والساكت عنه..أطماعهم في المنطقة التي لا تزال قائمة.
الآن هناك مشروع نضالي يهدف إلى التغيير الشامل، والانتقال ببلدة إلى منظومة ديمقراطية حقيقية..القائمة على المواطنة والعدالة الاجتماعية وسيادة القانون…
الواقع اليوم مؤلم لأسباب متعددة من الجوع والمرض… لقد صبر أهل المنطقة وتحمّلوا المعاناة، وسامحوا وغضوا النظر، فهم الذين قاوموا المعاناة.منذ فترة ولكن حان وقت يُعطى المجد لأوفياء المنطقة وليس لغيرهم…