عبد العزيز حنان
الدار البيضاء في 12 مارس 2021
“” أفعل بك ،
في الحلم انتظارا …
وأنا على مفارق الطرق .
أترقب طلوعك من مفرق،
وأنا على ممرات الغيم …
لعلك تمطر
أقلب تربة قلبي
وأبذرك كل فجر
لعلك يوما ،
تنبت وتثمر … “”
أمينة العربي
*********
على مسرح الحلم ، يتحول العاشق مخرجا من طراز رفيع . يشكل الديكور حسب المشتهى … و يُرقص الشخوص ، كما يرسم في مخيلته …
لا شيء يحده ، لا شيء يمنعه من التمديد و التمطيط ….
ضمير المتكلم يتحكم في المشهد ، لا إحالة هنا للغير . الأنا سيد الموقف . و الزمن الآني المستمر في الآتي ( الزمن المضارع ) يوجه المشهد كله للأحلام القادمة الممكنة .
المخاطب هنا شخص ، لا يهم من يكون لكنه يسيطر على المشهد و الحلم ….
و على قارعة الانتظار يتسع مدى الحلم ….طرق كثيرة و متداخلة ، لكن على المفارق يترصد الانتظار ذاك المأمول بالقدوم .
الترقب يشكل موقف الأنا ، و الترقب المتحفز يفضح ما يعتمل بالقلب …
و ممرات الغيم امتداد بلا حدود ، ” أنا ” هناك ليس بين ، بل على الفوقية أدق وصفا من التواجد يشكل مسطح . على ، استعلاء ، علو يرقب المشاهد كلها ، يحاصرها تحت ناظريه فلا يمكنها الانفلات من ربقة الترقب .
في انتظار أن يجود الآخر بالغيث ، و ينهمر رض رضاه مطرا يخصب القلب ، حينها تقلب الأنا تربة هذا القلب ، حتى يغمر الماء كل جوانبه ، فالماء عنصر الحياة …و القلب وحده حقل لتزرع به بذور الحياة …
و مع نسائم الفجر ، لحظة إشراقة الحياة يتم زرع البذرة لعلها على مدى تواتر الزمن تينع ثمارا …..
الأنا و الآخر .. ثنائية الحياة لا تتوقف تتوزع بين التنافر و التوافق لكنهما متلازمان في التواجد …..