جسر التواصل/ الرباط: الحسين بلهرادي
منذ تولي صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله العرش في 1999..وقطاع الرياضة يعرف مجموعة من الأوراش الكبرى…
وكان لهذا القطاع أهمية كبرى،لكونه رافعة للتنمية البشرية،وأعطى جلالة الملك حفظه الله تعليماته من أجل الاهتمام بالرياضة،وقد شكلت الرسالة الملكية الموجهة إلى المناظرة الوطنية بالصخيرات في 2008 بمثابة النقلة النوعية في تاريخ الرياضة، بالنظر إلى ضمها توجيهات أساسية لضمان إقلاع رياضي حقيقي.
وكانت الخطابات والرسائل الملكية تؤكد على الاهتمام بالشباب والقطاع الرياضي، عبر وضع إستراتيجية واضحة تعنى بتأهيل الشباب وتحسين قدراتهم وتوفير البنيات التحتية الرياضية والتجهيزات اللازمة، لممارسة سليمة لمختلف الأنواع الرياضية..
جلالة الملك نصره الله أكد في مناظرة الصخيرات.. أن الممارسة الرياضية أصبحت حقا من حقوق الإنسان، الشيء الذي يتطلب توسيع ممارستها وقاعدتها لتشمل مختلف المناطق النائية والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، بهدف الاندماج والتلاحم الاجتماعي ومحاربة الإقصاء والحرمان والتهميش..
وظلت المشاريع الرياضية حاضرة بقوة في مختلف المشاريع.. التي أطلقها جلالة الملك بمختلف مناطق المغرب، استجابة لانتظارات وتطلعات الشباب المغربي…
و أكد جلالة الملك أن تطوير الممارسة الرياضية بكل أشكالها، وكرة القدم بالخصوص، يمثل إحدى الركائز الأساسية لتنمية الشباب، وإدماجهم في محيطه الاجتماعي والاقتصادي، ولتقوية مناعتهم ضد كل أشكال الانحراف والتطرف، والمغامرة بأرواحهم وبمستقبلهم عبر اللجوء إلى الهجرة غير الشرعية..
وأوضح جلالته أن كرة القدم هي قيم ومبادئ، قبل أن تكون مجرد رياضة تهدف إلى تحقيق الألقاب فقط، فهي تقوم على إذكاء الروح الرياضية، والعمل الجماعي، والتنافس الشريف، وتساهم في تعزيز الانفتاح والتفاهم والتقارب بين الشعوب…
و أكد جلالته أن كرة القدم هي الرياضة الأكثر شعبية في إفريقيا، بل وفي العالم، وتحتل مكانة هامة في حياة شعوبها؛ بل إنها تتجذر في أعماق هويتها الاجتماعية. كما أن تاريخ كرة القدم الإفريقية حافل بالإنجازات في مختلف التظاهرات العالمية…
ومنذ ذلك التاريخ وجلالة الملك محمد السادس، يشرف كل مرة على إعطاء انطلاقة أشغال تهيئة مجموعة من ملاعب القرب والقاعات.. والتي تنجز في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية باستثمارات مالية مهمة.
ويروم هذا البرنامج الذي يعد تجسيدا جديدا للسياسة الاجتماعية التي يشرف عليها جلالة الملك.. والذي يعكس العناية التي يحيط بها الرياضة والشباب.. وتنمية الملكات الرياضية لدى الأطفال والشباب.. ومحاربة الانحراف، وتحقيق الإدماج السوسيو- رياضي للساكنة المستهدفة من خلال ولوج أكبر للتجهيزات والخدمات الأساسية.
كما يأتي لتعزيز البنيات التحتية الرياضية على المستوى الوطني، وتحسين ظروف ممارسة الرياضة، والنهوض بالأنشطة الرياضية للأحياء..
مدينة سلا و كغيرها من المدن الأخرى، عرفت إنشاء مجموعة من ملاعب القرب.. التي يتم تجهيزها لتستفيد منها الجمعيات الرياضية..وشباب هذه المدينة.. تماشيا مع المبادرة السامية لملك البلاد محمد السادس نصره الله، و جاءت هذه المشاريع الرياضية على إثر جولاته في بعض أحياء مدينة سلا.. ليصدر أوامره السامية في بناء و تجهيز مجموعة من ملاعب القرب..
لكن للأسف الشديد ما تعرفه هذه الملاعب من فوضى..يجعل المتتبع يطرح أكثر من علامة استفهام؟.. وخصوصا على مستوى تسيير هذه الملاعب..؟؟والتي تسير من طرف مجموعة من الأشخاص الذين أصبحوا هم الكل في الكل..،فهم الذين يحددون الثمن.. على كل من أراد إجراء مباراة..داخل هذا الفضاء..كما أنهم هم من يختارون من يلعب في بعض الملاعب التي تجرى فيها المباريات بالمجان..وهي قليلة وقليلة..والغريب أن هذه الملاعب المجانية..هناك من يلعب أكثر من أربع مرات في الأسبوع..والبعض لم يجد ساعة واحدة؟؟..وهنا تطرح علامة التعجب؟؟ زيادة على كل هذا أن اغلب الملاعب المجانية..واغلبها بني مؤخرا..تجدها مملوءة بالناس الكبار..وأغلبهم من مهن معروفة..أما الشباب والأطفال فتجدهم في ملاعب التي يدفع عنها…و بأثمنة جد عالية..والكل يعرف كم يصل ثمن الساعة الواحدة بهذه الملاعب؟..وبالتالي نجد أن الفئات المستهدفة التي من أجلها أنشئت ملاعب القرب..قد تم حرمانها..وبالتالي لاخيار لها سوى اللعب والتدريب فوق ساحات ترابية..محاطة بالأطنان من الازبال..(الصور تؤكد ذلك)
وإذا كانت هذه الملاعب تحقق مجموعة من المداخيل كل شهر والتي تقدر بالملايين..و التي يتساءل سكان سلا عامة أين تذهب؟ فان الأغرب والأخطر في المعادلة بخصوص ملاعب القرب..هم رواتب حراس هذه الملاعب..حيث يحصل كل واحد على (…. درهم)..”حشمت أن أعلن عنه” راتب لا يسمن ولا يغني من جوع ..في غياب كلي لباقي الحقوق الاجتماعية..الحارس الذي يعمل لساعات متعددة يقوم بكل شيء..وخلال نهاية الشهر يتوصل بهذا المبلغ داخل ظرف.. وكأنه يشتغل في ضيعة من يسيرون هذه الملاعب؟ التي تحولت إلى مشاريع تجارية تدر مداخيل تصل إلى ملايين السنتيمات شهريا؟؟
قبل الختام..فان أهل القرار..والذين يتحكمون في ملاعب القرب قاموا مؤخرا بحركة “انتقالية مزاجية” لمجموعة من الحراس..لأسباب لا يعرفها إلا هم؟؟..وأكثر من هذا وخلال عودتنا لهذا الموضوع المثير للنقاش..سوف نشير إلى المنحة الدسمة التي يحصل عليها هؤلاء تحت شعار:تسيير وتدبير ملاعب القرب..وتلك حكاية أخرى؟؟؟