
طارق المعروفي
أصبح عدد مهم من الرجال مدمنون على هذا الهاتف…
يتبادلون مع بعضهم صور النساء العاريات، و يشاهدون باستمرار الفيديوهات الخليعة، و يدخلون إلى بعض المواقع لكي يربطوا علاقات مع فتيات في سن بناتهم . و هؤلاء الفتيات ينسقن وراء هذا الاتجاه المنحرف ، نظرا للظروف الاجتماعية التي يعشنها، و الفقر و الهشاشة التي ينخرنها . و كثير منهن انقطعن عن الدراسة مبكرا، و لم تجدن عملا مناسبا ، فتسعين إلى النصب على هؤلاء الرجال، بامتصاص النقود مقابل الكلام الجميل و الخيال اللئيم. و هؤلاء الرجال المتزوجون و الذين لديهم أولادا و بنات، اشتاقوا في سن متأخر إلى المراهقة، و يسعدون السعادة المزيفة في ربط تلك العلاقات الوهمية .
هنا نتساءل:
هل كان هؤلاء الرجال محرومون من التمتع في أيام الشباب ؟
هل كان زواجهم تحت الضغط ؟
هل كان الغرض من الزواج هو البحث عن امرأة مهمتها “ربة البيت”، و سرعان ما ندموا على هذا الاختيار؟
هل المسؤولية ملقاة على الزوجات ،اللائي ما إن تتزوجن حتى تهملن أنفسهن، فلا تتزين و لا تعطين القيمة لحالتهن .و ما أن يلدن حتى تصبح المرأة في شكل آخر، خلافا لما نلاحظه عند المرأة الأوربية، التي تهتم بنفسها و هندامها و شعرها و أناقتها حتى و إن بلغت سنا متقدما.
أنا لا ألوم الرجل و لا المرأة في هذا الموضوع، بل أتساءل مع نفسي عن الأسباب الحقيقية التي تؤدي إلى هذا الانزلاق، الذي ينخر المجتمع و يهدم الأسر.
و من الرجال من يذهب إلى أبعد الحدود،فقد سمعت مؤخرا أن أحدهم طلب من زوجته و أم أولاده و بناته، تعدد الزوجة بعد مدة من الزواج دامت أكثر من عشرين سنة. و قد برر هذا الطلب، بالاستناد إلى الشرع و الحلال ،غير مبال بالعواقب التي تجر هذا الاتجاه .و عندما رفضت الزوجة الطلب قام بتطليقها ، و يبرر ذلك بأن تلك الزوجة لم تعد تصلح إلا لتربية الأطفال، و هي غير مؤهلة لكي تكون صديقة و حبيبة تجلس معه في المقاهي و تتنزه معه في الحدائق .
إنه يريد العودة إلى نقطة البداية، ملبيا شهواته التي لا تنتهي، و أنانيته التي تطفو بعد السنين الطويلة من المعاشرة.
فهل نحن فعلا أمام ظاهرة المراهقة المتأخرة ؟