طارق المعروفي
“اليوتوب و الله يتوب” .
بالأمس القريب كان” اليوتوب” يقدم أغاني أو مسلسلات أو أفلام وثائقية أو معلومات عامة. و اليوم فإن أكبر الفيديوهات انتشارا ،هي للتعريف بالحياة الشخصية لمصوريها .لقد انتقل “اليوتوب” من وسيلة للتعلم و التثقيف و المعرفة ،إلى وسيلة لعرض تفاهات الأشخاص و حياتهم اليومية و الشخصية . و نعطي في هذا الإطار بعض الأمثلة مع أنها كثيرة و متعددة :
لبست هذا السروال اليوم، ما نظركم فيه ؟
جاءت عندي صديقة البارحة، ماذا أقدم لها ؟
هذه صورة أبنائي في حفل عيد ميلاد أخيهم؟
زيادة على “فيديواهات” ما يسمى ب “روتيني” ،و نشر الصور الخليعة و اللقطات المثيرة . فماذا نستفيد من هذا كله ؟
ثم نتساءل ،من هم هؤلاء الذين يواظبون على مشاهدة تلك التفاهات حتى تصير تلك الفيديوهات أكثر” رواجا” ،سرعان ما تطلع في “اليوتوب” في كل وقت و حين ؟
لماذا تنتشر بسرعة و تلقى الاهتمام من عدد كبير من الناس ؟
ماذا تقدم من إضافة لهذا المجتمع ؟
سيقول البعض ،لا تدخل تلك المواقع ،و لا تفتح الفيديواهات حتى لا تصاب بالاكتئاب. و لكن يتعين أن نشير أن الفيديوهات الأكثر” رواجا” ،هي تلك التي ذكرنا ،و يربح أصحابها أموالا طائلة نسبة لكثرة مشاهديها .
كما أن هناك ربما هناك جهات مشبوهة تساهم و تشجع هذا التوجه الجديد حتى يزيد المجتمع جهلا و الشباب انحرافا ، و حتى يبقى الإنسان لا يفكر إلا في قوته اليومي بدون التطلع إلى المستقبل و لا فرض شخصيته ليكون فردا فعالا في المجتمع، ينتج و يبتكر و يقدم الخدمات لبلاده و مجتمعه .
ربما سيظل هذا الإنسان في قاعدة “ماسلو”، يحوم في دائرة مغلقة و يدور في حلقة مفرغة .
علينا أن نواجه هذا الشكل من الانحطاط ،لكي نجنب أبناءنا هذا الفيروس الخطير الذي ينخر المجتمع ،و ليس له لحد الساعة لقاح .