Array
مراكش. محمد صقلي
اما كان اولى ان يطرح السؤال من نحن؟ ومن كنا وكيف تحولنا؟ و ما مدى هذا التحول وما هي آفاقه. و ما هو تصورنا حول المستقبل الداهم وهل هو مشرق ام قاتم.
الحق يعلو ولا يعلا عليه. لسنا بحاجة لمن يذكرنا بأننا أمازيغ. حتى لو نسينا فسنظل متمسكين بتربة الهوية
غير أن النسيان لا يعني الجحود و النكران.
نحن لا نشك ان ساكنة المنطقة كان اباؤنا الاولون.وان دولا شتى وعلى قدر من القوة و السيطرة و الهيبة هم نتاج هذه التربة. اما نسبة الدم العربي قبل غيره فلا يمكن ان تكون الا بقدر و مقياس معينين قد تزيد هذه النسبة او تنقص حسب ملابسات و ظروف كل مرحلة.
قد يقتصر بعض الباحثين على أطروحة ان من لا يتكلم الأمازيغية ليس امازيغيا خالصا. وفي هذا الطرح حيف بين و اجحاف ايضا كون ما يقارب غالبية الساكنة في المدن انما هم نسوا او تنساوا عبر اجيال متعاقبة الحديث بهذه اللغة اذن يجدر ان نصفنهم خارج الإطار كما لو نرفض أن نعطيهم صك المواطنة رغم تعلقهم الوثيق و المتجذر في صلب التربة الهوية.
لنترك الجدل العقيم حول بعث جذورنا و تاريخنا المديد وفق معايير اثنولوجية فقط دونما اعتبار لبقية المكونات المتمثلة في النسيج العام لساكنة المغارب حتى لا نقول للمغرب بدرجة ملحة.
بعض معايب و سلبيات هذا المنظور كونه يتجاهل او يتغاضى عن الأهمية القصوى لبقية العوامل التي هي في صلب الطينة الأصلية في تركيبة المواطن المغربي
ما بين دم عربي و افريقي و موريسكي وان هذه الوشائج مع الامازيغ تعاقبت عليها حقب متفاوتة احيانا عبر حروب او تجاذبات وصراعات واحيانا التقاء مصالح ما بين تجارة و مصاهرة و تعاملات.
فالمواطن المغربي لم يتم التشاور معه او استفتاؤه حول استبدال التسمية التي نشانا عليها كمغاربة بتسمية بديلة
هذه الأمة ليست أمة طارئة بقدر ما هي تاريخ عتيد عتيق. ولعل تسمية المغارب وافدة علينا منذ بدء الدولة الإسلامية في بغداد و دمشق كما هو وارد مذكور في المصنفات التاريخية لتتجذر التسمية بتتبيثها في الرسميات و الإدارة و المواثيق الدولية
هل نستشير المواطن المغربي ان نضع له في خانة الجنسية امازيغي عوض مغربي.
قد يتحجح باحث من هؤلاء بان البنت التي تسمى في ايامنا هذه لبنى كان اسم جدتها ايطو. وقد نرد عليه بأن الجدة لم تكن ترتدي الدجين و تستخدم البرتابل.
هل الأمازيغية يراد لها كلغة تعليم ان يتم ذلك على حساب لغة الضاد. وحروف التيفيناغ كبديل عن الابجد العربية.
و كلغة تعليم هل هي مؤهلة. وقد ياتي من يطرح السؤال معكوسا حول ما إذا كانت العربية بمستوى استيعاب الجديد في العلوم و التكنولوجيا. وحتى نبتعد عن المضاربات في الراي و الجدل العقيم باعتقادي ان عشرات الجامعات في الاقطار العربية تعتمد هذه اللغة في مناهجها الدراسية بينما علينا ان تنفق جهدا ومالا وحقبة زمنية قد تطول بنا في محاولة تحديث و تحيين هذه اللغة اي الامازيغية المفروض فيها و منها ان تكون مطيتنا الى المستقبل المضمون و المامول.
المصدرArray