جسر التواصل/ الرباط: الحسين بلهرادي
قطاره لا يتوقف..يعبر المحطات بدون ملل..خلال كل محطة يترك بصمة بكل ألوان الطيف..منذ سنوات وهو يسهر الليالي من اجل إسعاد الجمهور العاشق..من السنوات وهو يكتب ويلحن ويعزف ويغني..ليس من أجل المال والشهرة..ولكن ميثاق الشرف الذي وقعه مع نفسه ..وبينه وبين جماهيره..فرض عليه مواصلة رحلة الألم والأمل..وعندما أقول الألم اعرف ماذا أقول..؟؟؟.
هذا هو مصطفى بوركون..الفنان المبدع الذي يرحل إلى عالمه الخاص خلال كل لحظة ليعيش روحانيات الفن النبيل..يغوص وسط محيطات الفلك الغنائي الهادف.. ليقدم أجمل الهدايا.
قبل أعوام..وبالضبط 1989 قدمت مجموعة بوركون أغنية “خليك كيف كنتي”..أغنية هزت قلوب .العشاق..وكسرت حواجز الظلام..وأشعلت قنديل الليل..كلماتها حملت أكثر من دلالة.. وهي تقدم بآلات بسيطة..وبأصوات أربعة أفراد..مصطفى/ الزيتوني/ بوشعيب/ رشيد.
هذه الأغنية التي حققت رقما مهما في المبيعات..وتركت ردود فعل قوية من طرف الجمهور الخاص والعام..والذي مازال يرددها إلى يومنا هذا..نظرا للمحتوى والمضمون والخطاب السردي المضبوط الذي نجحت من خلاله المجموعة في أدائه.
وقبل ساعات ودع الجميع سنة2020..واستقبل 2021..و التي يتمناها الكل أن تكون مخالفة عن السابقة..ومع ضربة البداية..كان لفناننا الخلوق أن يختار لنا هذه الأغنية الجميلة الرائعة..التي مهما أعدت ترديدها لن تمل منها..لأنها رسالة حقيقية..اجتماعية عاطفية إنسانية..
أغنية بإيقاع جديد عصري ..لكن الطابع الأصلي يبقى حاضرا..لان صاحبه يملك أصولا لا تتغير بتغير الزمكان.. لأن جذوره الفنية تحمل وسطها التربة النقية..التي لا تتأثر بالتغيرات المناخية الصيفية أو الشتوية..ولا تغيره لا فضة ولا ذهب.
هذا هو مصطفى، وهذا فنه..هذا هو مصطفى، وهذه طريقته التي لا عوجاج فيها..وهذا هو مصطفى ،وهذا هو نمطه الراقي.
أغنية “خليك كيف كنتي”..رسالة مباشرة..ولكن تحمل بين سطورها رسائل غير مباشرة..وتلك حكاية أخرى لا يعرفها إلا القليل.
هذه الأغنية كل من سمعها سوف يجلس ليتذكر الماضي الجميل..ويسترجع سيناريوهات مرت بسرعة البرق..خلفت مجموعة من الرسومات الوجدانية الراسخة في القلب والموشومة في العقل..
هذه الأغنية وان كان قد سمعها الآلاف في الفترة الماضية..فهي تبقى من خالدات..التي يجب أن تسمع..ولكن بطريقة جديدة ..وفي سنة جديدة..ألا وهي سنة 2021..التي نتمنى أن تكون سنة بكل ألوان الأفراح والمسرات على الجميع.