شلالات الألوان بعين :الفنان التشكيلي سعيد يغفوري وعمق الإحساس في كرنفال الأحلام والفراشات الساحرة.

جسر التواصل30 نوفمبر 2020آخر تحديث :
شلالات الألوان بعين :الفنان التشكيلي سعيد يغفوري وعمق الإحساس في كرنفال الأحلام والفراشات الساحرة.

القنيطرة : 30/11/20
الكاتب والشاعر : محمد كمل.

وتستمر سمفونية غناء الخلود في تغريد فريد وعميق يسعى من خلالها ” ناقوس الفن ” و ” عثمان الشملاني “و المخرج ” طه الشملاني ” و” الأعلامي الفذ محمد نجيب في التعريف بصناع الفرحة والمتعة من رواد الفن التشكيلي المغربي من رواد وشباب. وهذه الصفة لا صلة لها بالأرقام بل بعبقرية الفنان التشكيلي وفرادته كما هو الامر بالنسبة للفنان التشكيلي: سعيد يغفوري الذي ولد في بني ملال سنة 1977 سنة بعد ” المسيرة الخضراء ” وقبل الحديث عن بدايات الفنان التشكيلي سعيد يغفوري أريد أن أشير انه ضيف مكرم من طرف ” ناقوس الفن ” في الحلقة 22 والتي تصادف يوم الأربعاء 2/12/20. ومنذ استضافة الفنان التشكيلي الرائع السيد عبد اللطيف العبدي تاريخ بداية كتابة هذه الإنطباعات عن ضيوف ” ناقوس الفن ” ابحث عن شيء يربطني بالضيف وفي هذه المرة مع الفنان التشكيلي سعيد يغفوري لم أجد صعوبة لان مدينة بني ملال تستوطن قلبي فقد درست في ” المصلى الغربية ” سنة 68/69 وكان معلمي الدكتور حاليا مصطفى عربوش الذي كان له الأثر على توجيهي نحو المسرح والكتابة. وهكذا وجدت مايربطني والفنان التشكيلي ضيف الحلقة 22 بني ملال فنحن نشترك في حب ” غدير الحمرة – ساحة المقاومة – بوعشوش – عين اسردون – رجاء بني ملال وحب الطبيعة والفنون التشكيلية “.
وبحسب الفنان التشكيلي سعيد يغفوري فقد ارتبط بالفنون التشكيلية عن طريق الصدفة فقط ومنذ الطفولة ذلك ان للفنان التشكيلي اخ يكبره كان يقوم برسم لوحاته ويشارك في المسابقات المدرسية ويحصل على جوائز وقد أثار هذا فضولا لذى الفنان سعيد يغفوري مما وضع في قلبه شرارة في الرحم للفنون التشكيلية وهو ماحدد هذا الارتباط الى حين وصوله إلى مستوى الرابعة وفي هذه السنة وبتوجيه من مدرس الرسم الذي وجهه الى اجتياز مباراة الفنون التطبيقية بثانوية الليمون .ومن هنا كانت الانطلاقة حقيقة ان سعيد يغفوري ياسف لكونه لم
يستمر في التكوين الأكاديمي وربما هذا ماترك لموهبته الفطرية الكثير للتعبير من خلال رسومه ولوحاته عن هذا الخزان من الالوان و الأحلام وجيوش الفراشات المنطلقة من أنامله الساحرة.

ويستمر الفنان التشكيلي سعيد يغفوري في الحديث عن الفن التشكيلي والذي خلق لديه نوع من الموازنة النفسية الأجتماعية في خلق ذرع له في مقاومة صعوبات الحياة وهو لايعتبر نفسه مقيدا او وفيا لمدرسة من دون المدارس الفنية فهو كنحلة عملاقة يتنقل بين التجريدي والتكعيبي والأنطباعي والتشخيصي وحتى السوريالي
فهو يتعامل بعفوية وبفطرة منسجم مع تأثيرات الفنانين الرواد والمجايلين له والذين بشكل او بآخر تركوا بصمة على تشكله الفكري والثقافي والفني
وقد كان لمدينة بني ملال وطبيعتها الأثر البليغ عليه في الغوص في ألوانها وخضرتها وتنوعها وسخاء غير محدود وهذا الطابع البدوي الخام والفطري قد ظل رهينا في حياته وتشكيله حتى عندما دخلت المدينة ” وثانوية الليمون ” والرباط والوداية والقصية والكدرة والمدينة القديمة واسوارها كل هذا سار بشكل متوازن وبذكاء وعبقرية يظهر ويختفي في لوحات الفنان التشكيلي سعيد يغفوري وتحدث أيضا عن صعوبة الفن والتشكيل خاصة ومسألة الرزق وأسباب المعيشة وقال انه صعوبة بيع اللوحات ان هي لم تستجب لجمالية معينة تسهل الاقتناء سواء من المحبين والعاشقين للفن التشكيلي وهنا تحدث عن هذه النقطة الحساسة بين الفن التشكيلي وإمكانية تحقيق مدخول يضمن كرامة الفنان.
وتعتبر الأعمال الفنية التشكيلية للفنان سعيد يغفوري من الأعمال التي تتميز بكونها متفردة وعميقة وتتخلها كثافة الألوان التي تستحم في الخضرة والجمال وغزارة انتقاء واختيار الألوان بعناية ربانية عجيبة وتشكل في تكاثفها وسحرها رحلات مستمرة لفراشات تسحر في عمقها والبعد عن التكرار وهي لا يمكن إلا أن تبهر المشاهد والمتلقي وتعمد الى تمديد عمر الأحلام والفرحة فينا.
وتعتبر هذه الغزارة وشلال الألوان نبض متواصل ولا ينقطع بهاء وسخاء من فنان كبير جدا بتنوع أعماله وسحرها وعمقها بشكل يجعلها وفقط من خلال توظيف الألوان وتدرجها بحيث ان اللوحة عندما نشاهدها لأول وهلة نسقط في حبها من النظرة الأولى وتحس وهي خدعة العين ان هذه اللوحة تشبه أخرى لسعيد يغفوري لكن بمرور الثواني والدقائق والتأمل الذي يتطلب منا شيئا من التركيز تبدأ ملامح اللوحة تتشكل لنبهر بسحر اللوحة التشكيلية وجماليتها ومن خلال تلك الألوان تتشكل معالم المراة او القصبة او المدينة القديمة او أسوار الوداية الرباط وسوق ” الكزا ” أو ” جامع الفنا ” أو ” درب الهريا” او “درب العفو ببني ملال” اي ان سعيد يغفوري يدعونا بعد التمحص الى تشكيل اللوحة كأنما يشركنا في عملية خلق وإعادة خلق اللوحة ومالامحها معه وبيديه الساحرتين ومن خلال هذا نكتشف تصور المدينة لديه والبادية والاطلس وشجرة الزيتون كل هذا في عالم سعيد يغفوري الرائع وهو بهذا يتجول بنا في كرنفال و موسيقى الألوان والذي يستمد من الاطلس والمرأة والمدينة والبادية مجالات متداخلة ومتكاملة كمصدر الهام و التفرد في أعمال وهو في عمله دقيق جدا و بحيث أجد ان أعماله كأنما تشبه الى حد بعيد فسيفساء المدن اليمنية العريقة وهو في تفرده وتنوعه لايتكرر ولايشبه أحدا وقد اثارتني لوحات سعيد يغفوري تكتنز اسرارا فنية وجمالية وهنا أريد أن أتحدث عن تعامل الفنان التشكيلي سعيد يغفوري مع فضاء اللوحة ذلك انني أشعر بعمق وسخاء وكرم الفنان التشكيلي سعيد يغفوري والذي يملأ اللوحة عن آخرها بمنجزه ورسوماته وهو بهذا يغذق في العطاء كأنما أفكاره الحالمة والمحملة بالألوان الزاهية تتسابق الى أنامله وتسرع لتاخد لنفسها مكان في كل فضاء اللوحة وهو في إبداعه هذا لايقتصد فمع ان لوحة واحدة لسعيد يغفوري يمكن ان تشكل مجموعة لوحات لدى الأخرين فهو يشتغل عليها بسخاء وعمق كأنما يريد أن يجدب إليه المتلقي ليغوص في جمالية لاحدود لها أو كأنما طبيعة بني ملال والاطلس والقصبة والمدينة القديمة هي مقتطعة من الطبيعة وتتزيى بجمالها الطبيعي في لوحات سعيد يغفوري وهو بهذا يريد أن يقول كل شيء وبسخاء منقطع النظير.وبصفة عامة نجد أن أعمال سعيد يغفوري تتميز بروح الحجب والكشف لجاذبية ورؤية متقاطعة الخطوط والأجزاء منسجمة مع تجريدية متميزة وتكعيبية ساحرة مفتوحة على نوافذ تصويرية وتشخيصية مع مجمعات استطرادية فاتنة مع سحر خاص في الألوان وتنوعها مع حضور القصبة والاطلس والمدينة والوداية والبادية حيث ينسجم في تنسيق بديع الأكاديمي والفطري والتكوين الذاتي.
ومع غزارة الابداع التشكيلي لذى سعيد يغفوري تتنوع غزارة مشاركاته الوطنية منذ البدايات في 2000 الى الآن على امتداد عشرين سنة ماشاء الله في المغرب وفرنسا والرباط وتطوان وطنجة واليوسوفية وبني ملال و مراكش وانجلترا وأزيلال و الدار البيضاء وفاس وناخد على سبيل المثال: ” المعرض العالمي للفنون التشكيلية الرباط من 6/الى 27/4/2019.
المعرض الدولي بمراكش ما بين يناير الى غاية سادس فبراير 2017.
المعرض الوطني للفنون التشكيلية من سادس أبريل 2019 الى غاية مارس 2020.
وتعتبر جميع مشاركاته فعالة وقوية وساحرة وتبصم على لمسة فنان تشكيلي كبير فرض نفسه بذكاء وقوة على الساحة الفنية التشكيلية المغربية.
شكرا “ناقوس الفن “
شكرا للضيف المكرم ” سعيد يغفوري
شكرا ” عثمان الشملاني “
شكرا المخرج ” طه الشملاني “
شكرا للإعلامي الفذ: ” محمد نجيب.

 

الاخبار العاجلة