جسر التواصل الرباط
هل هذا الخبر صحيح ؟ وما حقيقة أن العالم سيشهد 3 أيام من الظلام ؟ ؟ ؟
وأن هذه العاصفة الشمسية هي الأكبر منذ 50 عامًا، حيث ستمتد على 72 ساعة، كما من المتوقع أن تكون هذه الفترة مزعجة جداً للبشرية !
وأن وكالة “ناسا” نصحت الشعوب بتخزين الأطعمة والشموع وحتى الأدوية إذا لزم الأمر !!.
انتشرت مؤخرا إشاعة تداولها الناس بشكل كبير، بل وللأسف ظهرت في بعض الصحف والإذاعات والقنوات الفضائية، وتقول الإشاعة: “أعلنت وكالة الأبحاث الفضائية الأميركية ناسا، أن العالم سيشهد ثلاثة أيام من الظلام هذا العام وذلك في (21 و22 و23 ) كانون الأول الحالي .وذلك بسبب عاصفة شمسية سوف تسبب ظلاما تاما على كوكب الأرض خلال كل هذه المدة”.
وفي الواقع هذه إشاعة لا أساس لها من الصحة، فوكالة ناسا لم تعلن شيئا بهذا الخصوص، وكما أنه لا يمكن التنبؤ بالعواصف الشمسية أصلا، إنما يتم رصدها وقت حدوثها، وتحتاج بعد ذلك من يومين إلى ثلاثة أيام حتى تصل الأرض، كما أن مخاطر العواصف الشمسية لا تسبب كارثة أرضية بهذه الطريقة.
والصحيح أن بعض العواصف الشمسية الشديدة جدا قد تسبب اضطرابا على شبكات الضغط العالي، والذي قد يصل إلى درجة إتلاف بعض أجزاء الشبكة الرئيسية مما قد يتسبب بانقطاع الكهرباء عن منطقة معينة. وسبب الحمل الكهربائي الزائد هذا هو الجسيمات القادمة من الشمس والموجودة في العاصفة الشمسية، إلا أن هذه المخاطر توجد في الأماكن البعيدة عن خط الاستواء مثل شمال أوروبا وشمال آسيا وشمال أمريكا، وهي نادرة الحدوث بالأصل . ولنشاط الشمس دورة شبه منتظمة تبلغ فيها الشمس ذروتها كل 11 سنة، ونحن في هذا العام في الذروة تقريبا، ولذلك من الطبيعي أن نشهد ازدياد في النشاط الشمسي.
وعند الحديث عن العواصف الشمسية، فهناك ثلاثة ظواهر أو أنواع للعواصف الشمسية، الأول يسمى بالتوهج الشمسي (Flare)، وتصنف قوة التوهج الشمسي على ما يسمى بمقياس ريختر الشمسي، بحيث تصنف التوهجات المتوسطة بأرقام من واحد إلى عشرة مبتدئة بالحرف C، في حين تصنف القوية مبتدئة بالحرف M، أما الشديدة فتصنف مبتدئة بالحرفX. والنوع الثاني هو جسيمات عالية الطاقة. والنوع الثالث وهو قد يكون الأخطر يسمى “انبعاثات الشمس الإكليلية”.
ويؤدي التوهج الحاصل على الشمس إلى تسريع جسيمات (بروتونات وإلكترونات وبعض الأيونات) بحيث تصبح ذات طاقة عالية جدا، وهي تصل إلى الأرض بعد حوالي ساعة إلى ساعتين من التوهج، وهذا هو النوع الثاني من العواصف الشمسية، ويستمر هذا التدفق من الجسيمات المشحونة ذات الطاقة العالية لعدة ساعات. وأثرها على الأرض هو نفس أثر التوهجات الشمسية السابقة، إضافة إلى خطرها الكبير على الأقمار الصناعية، فاصطدام هذه الجسيمات بالأقمار الصناعية قد يعطلها مؤقتا أو بشكل دائم، كما أن هذه الجسيمات تشكل خطرا صحيا على رواد الفضاء والمسافرين في الطائرات في المناطق الشمالية القريبة من القطب، إلا أن شركات الطيران تراقب ذلك، وتبعد طائراتها عن تلك المنطقة أثناء هذه العاصفة.
يسمى النوع الثالث من العواصف الشمسية بـ “انبعاثات الشمس الإكليلية”، وهو قد يكون الأكثر خطرا، ويتكون من مادة الشمس نفسها، بحيث تقذف الشمس كمية هائلة من مادتها وهي عبارة عن غاز مؤين (بلازما) يحتوي على مجالات مغناطيسية، وتصلنا الانبعاثات الإكليلية خلال يومين إلى ثلاثة أيام من رصدنا لها وهي تنطلق من الشمس! وعندما تصطدم هذه المقذوفات بالأرض فإنها تسبب ما يلي:-
- اضطراب في المجال المغناطيسي الأرضي، وبالتالي تتأثر البوصلة.
- تتكون تيارات كهربائية في خطوط الضغط العالي لشبكات الكهرباء، مما قد يزيد الحمل الكهربائي على الشبكة ويؤدي إلى انقطاع التيار الكهربائي.
- تتولد تيارات كهربائية في خطوط الأنابيب. ” الأنابيب الطويلة المدفونة أو الممددة على الأرض”.
- ظهور الشفق القطبي.
- تتأثر الطيور المهاجرة المعتمدة على المجال المغناطيسي.
- تتأثر مدارات الأقمار الصناعية، بسبب ازدياد الاحتكاك مع الغلاف الجوي الأرضي.
- تشويش على بعض أمواج الراديو Low Frequency و High Frequency.
إلا أن معظم هذه المخاطر محصورة في المناطق القريبة من الأقطاب، مثل شمال أوروبا وشمال آسيا وشمال أمريكا. وتقترب منا كلما كان الانفجار أكبر، إلا أنها تبقى بعيدا عن المنطقة العربية. فالغلاف الجوي الأرضي يحمينا من النوع الأول من العواصف المغناطيسية، والغلاف الأرضي المغناطيسي يحمينا من النوع الثالث، والغلافين الجوي والمغناطيسي يشتركان في حمايتنا من النوع الثاني. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الظواهر لا علاقة بينها وبين درجة الحرارة على سطح الأرض، فهذه الانفجارات لا تؤدي إلى ازدياد في درجة الحرارة على سطح الأرض.
وأما بالنسبة روزنامة الأحداث السنوية على موقع ناسا، وأنها تثبت أن هذه المعلومات مجرد شائعات.