أوراق وحيد

جسر التواصل20 نوفمبر 2020آخر تحديث :
أوراق وحيد

عمرعاقيل

 

إذا كنا نبحث في الجانب المعنوي في فوز منتخبنا ذهابا وإيابا أمام أفريقيا الوسطى، فقد تحقق هذا الأمر بكل تأكيد وفرح وحيد لاعتقاده بأن مثل هذه النتائج تعزز من موقفه أمام الإعلام والجماهير، لكن صدقا فإن منتخبنا بهذا الأداء الضعيف وغير المستقر يزيد القناعة لدينا بأنه يسير نحو المجهول.
غير أن المثير بشأن وحيد خليلوزيتش أن يعتمد في تشكيله الرسمى على لاعبين غير الذين شاركوا في المباريات الإعدادية ورسم لهم خطة غير التي شاهدها المغاربة واعتادوها مع المنتخب، ما شكل الكثير من التشتت في الأداء الباهت والعشوائية في تمركز اللاعبين، ولو أن هذا الفوز تحقق على حساب المستوى الفني الذي كان في أضعف درجاته حيث لم يقدم المنتخب المستوى الذي يقنعنا بأن ثمة تقدم حصل على صعيد الأداء ما يضمن اﻹرتياح في مستوى قوى القارة الإفريقية، وإن كان وحيد في مبارياته الإعدادية يبحث عن الجدوى الفنية لمثل هذه المباريات الرسمية، وقبل ذلك تحقيق اﻹنسجام بين مجموعة اللاعبين الذين اختارهم، فإن وحيد وبشهادة كل الفنيين والمهتمين بشؤون الكرة المغربية لم يحقق النجاح، وكأن الغرض من المباريات الودية الهدف منه اقناع الجمهور بأنه يسعى للتغيير وتجربة عدد من اللاعبين الذين سجلوا النجاح والتألق مع فرقهم، ومن شاهد مباراتنا الاخيرة أمام نفس المنتخب وصل للقناعة بأن منتخبنا يسير حسب التساهيل بدون خطة ولا أداء مقنع.
لست هنا المحقق ولا القاضي ولا الجلاد، ولا في معرض الخوض في النوايا والضغوط التي أوجدتها وسائل التواصل الإجتماعي تحديدا، فهنالك الكثير مما يصح ويصلح منها، كما أن هنالك الكثير من المواقف الجاهزة التي كانت ومازالت تنتظر عثرة من المنتخب أو من مدربه كي تصفى الحساب، وفي يقيني أن مجرد توصيف مباراتنا أمام منتخب من قيمة أفريقيا الوسطى يمنح كل راض أو ساخط على المنتخب فرصة للمراجعة والتقييم، باستحضار قيمة الفائدة التي تحققت من المباريات الودية، قد نصل إلى النقطة عن جدوى التغيير في ملامح المنتخب من خلال ما تحقق على أرض الواقع أمام أفريقيا الوسطى برغم كل هذه اللخبطة الذي كانت عليها الأنشطة الكروية طوال شهور كثيرة بسبب جائحة كورونا.
لا جدال في أن للتغيير حسنات لا تخفى، وهي لا تعد ولا تحصى، وفي المسار الذي اتخذه منتخبنا مع وحيد، لم يبدى أي منا رضا ولا قبول من منطلق حث اللاعبين والمدرب على الزيادة في المفعول وفي قطف ثمار الأداء، لكننا مازلنا نبحث عن الهوية الأدائية المقبولة أو المقنعة للمنتخب، لاسيما الإختلاف الحاصل في مردود اللاعبين، وقد يكون هذا الأمر نابعا من فقر الإعداد للبعض مع أنديتهم، ترتفع معها مطالب الجمهور بفوز ثم فوز وإقناع بالمقارنة مع ما كان عليه في المباريات السابقة.
فوز المنتخب بالنتيجة وخسارته للأداء مؤشر لا يقبل التأويل على زيف انكسارات الماضي، ووداع المنتخب المبكر للبطولة الافريقية، يقدم الدليل والبرهان على عقم السياسة التي كانت تحقق إنجازات البداية وتقتل أحلام النهاية، هذه الحقيقة تكفي للدلالة على أن الكرة المغربية كانت تعمل ليومها كأنها تموت في اليوم التالي، وحتى لا تكون ورقة الصربي كسابقاتها ورقة للتداول وتبريد النقد والهمة بعد كل إخفاق.
عموما، التجربة ليست وردية إلى هذا الحد، ولا تزال هناك تحديات إضافية أمام المدرب، وحتى يعلم أن المباريات أمام منتخبات من قيمة خصوم المجموعة، على الرغم من أنها رسمية، لكنها فرصة له للتحضير، طالما أن طريق كأس افريقيا لا يمر من هنا، لكن على الأقل، بدأ من المكان الصحيح، والذي كان يجب البدء منه من خلال المباريات التجريبية.
النظر إلى أحوال المنتخب المغربي تحت قيادة وحيد يسال حولها حبر كثير، ربما تكون فكرتنا من خلال مواجهة أفريقيا الوسطى، في المدى القريب على الأقل، والتي لا تتضح فيها تشكيلة ثابتة أو خطة أقرب إلى حسابات المغاربة، بعد أن جعل من المباريات الودية مجالا واسعا للتجريب، ولم يستقر رأيه على نفس غالبية الأسماء الأساسيين والبدلاء بشكل مطلق خلال مواجهة أفريقيا الوسطى، وهو ما يمكن وصفه بالسلاح ذي الحدين، الحد السلبي هو أن الصربي جعلنا في حيرة من أمرنا على مستقبل المنتخب من سيلعب، ومن سيجلس على دكة البدلاء، بعد أن كانت حيرتنا أوسع لدى تسمية القائمة النهائية.
الحد الإيجابي الذي يمكن التماسه من المدرب، فيتمثل في أنه نجح إلى أبعد نقطة ممكنة في استحضار التنافس الشديد بين اللاعبين، حتى يصبح لدى أي لاعب اليقين أو ما يشبه اليقين من أنه سيلعب إذا كان مؤهلا فعلا لا مؤهلا باﻹسم والتجربة فقط، وهي قاعدة جديدة ستظهر لنا الأيام مدى جدوى تنفيذها، أم أنه سيضيع ملامح المنتخب تماما بغياب الإستقرار الذي نفترضه من حيث المبدأ قبل مشاركة كهذه، ما يعني أن الملعب وحده سيقرر إن كنا سننطلق بقوة في رحاب باقي المباريات بأداء وتجانس المجموعة يترك أثره اللاحق الحاسم على مستقبل المنتخب خلال نهائيات الكأس الإفريقية، فالجمع بين الفوز والأداء المقنع سيبعث برسالة اﻹطمئنان إلى كل محب للمنتخب، وسيرسل إشارة لن تخطئها العين إلى غرمائنا في القارة السمراء.
وتكذيب ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻗﻀﺔ ﺍﻟﺘﻲ غلفت ﺭﺩﻭﺩ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﻓﻲ ﺷﺎﺭﻋﻨﺎ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺿﻊ ﻭﺍﻟﻬﺰﻳﻞ ﻟﻠﻤﻨﺘﺨﺐ ﺃﻣﺎﻡ أفريقيا الوسطى، ﺑﻞ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺨﻮف اﻟﺘﻲ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺗﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻴﻮﺍﺟﻪ ﺑﻬﺎ ﻣﻨﺘﺨﺒﻨﺎ ﻋﻤﺎﻟﻘﺔ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺤﺎﺳﻤﺔ ﻣﻦ ﺍلنهائيات، ﻭﻫﻞ ﺑﺈﻣﻜﺎﻥ ﺍلمنتخب مجاراة منتخبات من قيمة الجزائر، مصر وبقية القوى جنوب الصحراء.

الاخبار العاجلة