زهور الغزاوي تعتبر حب المستمعين لها ولبرامجها أحسن اعتراف وأحسن تتويج لمسارها الاذاعي .

جسر التواصل14 نوفمبر 2020آخر تحديث :

امحمد الغيداني

زهور لغزاوي

زهور لغزاوي ، التي التحقت للعمل بإذاعة طنجة سنة 1967 ، قدمت العديد من البرامج من أجناس متعددة ، وبمبادرة من الراحل محمد حسن الرامي ساهمت زهور في اعطاء الانطلاقة للبرامج المباشرة باذاعة طنجة ، وتقول الاعلامية زهور الغزاوي عن بداياتها الأولى مع إذاعة طنجة أنها تعود الى حضورها الى الأستوديو، وهي تلميذة أثناء تسجيل برنامج ” أطفالي الصغار”للاذاعية أمينة السوسي ، استمرت العملية الى أن جاءت فرصة المشاركة في تقديم بعض فقرات هذا البرنامج ، وجاءت مرحلة الإنخراط في جمعية بدار الشباب بطنجة ، حيث شاركت في مسرحية تحمل عنوان ” بقيت وحيدا ” وكانت المسرحية تحكي عن عرفة الذي خان ملكه ووطنه ، وهي مسرحية شعرية من تأليف الشاعر أبو بكر اللمتوني ، وهنا طلبت اذاعة طنجة من الجمعية ومن مخرج المسرحية تقديمها على أمواج الاذاعة، كان عمرها آنذاك لا يتعدى ستة عشر سنة ، فلما توجهت الفرقة الى الاذاعة لتسجيل المسرحية، أعجب مدير الاذاعة بصوتها وبطريقة إلقائها لدورها في المسرحية ، فطلب منها الاشتغال مع الاذاعة ، رحبت زهور بالدعوة ، وغادرت الدراسة للتفرغ لعملها الجديد في اعداد وتقديم برامج الاطفال وكان ذالك سنة 1967 ، في هذه السنة بالذات سافر كل من أمينة السوسي وزوجها خالد مشبال الى اسبانيا لاستكمال التكوين في المجال الاذاعي هذه الفترة استغرقت سنتين ، وشهدت هذه السنة أيضا توقف إذاعة موريطانيا عن بث البرامج الموجهة الى الشعب الموريطاني ، وكان يرأس هذه الإذاعة زوج الصحفية شفيقة الصباح الذي انتقل الى الرباط وبطبيعة الحال انتقلت معه شفيقة ، وكان من نتائج ذلك خلو إذاعة طنجة من الأصوات النسائية ، وهكذا أتيحت الفرصة لزهور الغزاوي للعمل في برامج أخرى الى جانب كل من محمد الغربي ومحمد العربي الزكاف والمختار الحليمي وعبد القادر المقدم ، أغلب البرامج المقدمة آنذاك كانت نصية تكتب ويقرأها المذيع ، هذا المذيع الذي كان يتولى تقديم جميع الأجناس الصحفية ، فقد كان يحرر ويقرأ الأخبار ويقدم البرامج، هذا النوع من العمل لم يعمر طويلا باذاعة طنجة ، بحيث قام الاعلامي محمد حسن الرامي رئيس محطة طنجة ، بفضل تجربته ومرونته وتمكنه من العمل الاذاعي ، قام بفتح المجال للعاملين بالاذاعة لتقديم البرامج المباشرة ، وفي هذا الاطار قدمت زهور الغزاوي أول برنامج مباشر بإشراك المستمعين يسمى ” الاحد لكم ” هذا الاسم الذي انتقل من بعد الى الرباط حيث قدمت بنفس الاسم سلسلة من البرامج الناجحة من اعداد الاعلامي المتألق محمد بنعبد السلام ، وكانت البرامج التي قدمت آنذاك على أمواج إذاعة طنجة بمساهمة المستمعين بالرغم من بساطتها وطرق تقديمها ، فقد كانت أساسا للبرامج ذات المضامين الجيدة والموفقة التي طبعت مسار هذه الاذاعة ، وقد صادف وأن قدمت زهور الغزاوي برنامجا تطبعه الجرأة في تناول المواضيع ، إلا أنه تم توقيفه بتعليمات صادرة من الرباط ، ورغم ذلك يحسب للسيد محمد حسن الرامي دوره في إعطاء انطلاقة البرامج المباشرة بإذاعة طنجة ، خاصة وأنها كانت تبث برامجها آنذاك على الأمواج الوطنية ، هذا البث وفي هذه الفترة ، ساهم في خلق نوع من المنافسة بين مختلف العاملين بإذاعة طنجة كل في مجال تخصصه سواء أكان في الثقافة او الفن او السينما او المسرح ، وهو ما ساهم في خلق نوع من التكامل بين جميع مكونات الاذاعة ، ولم تكن الفترة الليلية المخصصة لبرامج طنجة ، عائقا يحد من طموحات وعطاءات الإذاعيين ، بل كان البحث عن الأحسن والأجود هو مطمح كل واحد ، وهذا تجلى أكثر في البرنامج الذي تناوب على تقديمه كل الاذاعيين وهو برنامج ” الأسبوع ستة أيام ” وقد كان يقدم بهذا الاسم لكون إذاعة طنجة كانت تبث برامجها على الأمواج الوطنية ستة أيام في الأسبوع واليوم السابع كان مخصصا لبرامج إذاعة العيون ليلة كل أحد ، أما البرمج الأخرى التي أشرفت على تقديمها زهور الغزاوي ، والتي طبعتها الجرأة التي رسم معالمها الاعلامي خالد مشبال الذي ترأس إذاعة طنجة لسنوات ، فقد أتاح مشبال للإذاعيين فرصة تناول المواضيع بكل جرأة وطرح مواضيع كانت محظورة ، وهنا تتذكر زهوربعض برامج هذه الفترة المتميزة من مسار إذاعة طنجة منها ” ألف ليلة وليلة ” و ” حنين ” وهو برنامج خاص بالجالية وحائز على جوائز في تظاهرات وطنية وعربية ، وبرنامج ” على الهواء ” الذي كان أحد مواضيعه اغتصاب القاصرين ، وحصل في هذه الحلقة على جائزة نجوم بلادي، كما حصلت زهور على الجائزة الذهبية من مهرجان القاهرة للإعلام عن برنامج ” تواصل ” حول مهرجان أصيلة الثقافي ، ولكن وبالرغم من حصولها على هذه الجوائز وتكريمها في عدد من المناسبات والتظاهرات ، فإن زهور الغزاوي تعتبر حب المستمعين لها ولبرامجها أحسن اعتراف وأحسن تتويج لمسارها الاذاعي .

الاخبار العاجلة