سعيد الإمام
على إثر الكذب والتضليل الذي جاء على لسان بعض مهربي التعاضدية الوطنية للفنانين بعد إقدام هيئة مراقبة التأمينات ووزارة الشغل والادماج المهني على إصدار تقرير تمهيدي خطير حول خروقات التسيير والخروقات المالية التي طالت التعاضدية والتي ما فتئ ينخرط فيها بعض عديمي الضمير المحسوبين على المجال الفني دون ان يقدموا له شيئا يذكر ، يؤسفني كمؤسس للتعاضدية وكعضو فاعل ومنتخب في هياكلها ونائب للرئيس ان اكلف نفسي مرة أخرى عناء التصدي لكذب وبهتان ما تضمنته مظلومية البعض حين بدأ حديثه الشعبوي بكذبة واضحة ومفضوحة صدقها بعد أن استقاها من ” بلاغ ” كاذب ومفضوح أكد أن ” تقرير هيئة مراقبة التأمينات والاحتياط الاجتماعي جاء ” استنادا على ما أسماه ” شكوى توصل بها من أحد الأعضاء المستبعدين من التعاضدية …”
والصحيح أن التقرير قامت به الهيئة تطبيقا للفصل 25 من الظهير الشريف (12 نوفمبر 1963 ) معتمدة في ذلك على نتائج المراقبة التي قامت بها في مقر التعاضدية وكذا على مختلف الوثائق التي توصلت بها بمعية الوزارة الوصية بشأن التسيير والتدبير .
والغريب في الأمر أن نفس الشخص الذي سجل له المنخرطون والرأي العام قوله بأن القضاء لم يكن نزيها مع توجهاته واكاذيبه هو نفس الشخص الذي الذي يهاجم الوزارة الوصية (وزارة الشغل والادماج المهني ) رغم أن هيئة مراقبة التأمينات والاحتياط الاجتماعي هي التي أصدرت التقرير ؟ وهو الشخص الذي يتطاول اليوم على السيد وزير الشغل بعدما التمس منه بالأمس التمديد لرفيقه في ” الكفاح ” والتسلط على أموال الفنانين المرضى وذويهم ؟
وهو الذي يكلف نفسه اليوم عناء الحديث عن ” حرمة الهياكل المنتخبة ” بعد أن حرم منتخبين وذويهم وأبنائهم من التطبيب والعلاج لمدة تفوق أربع سنوات ؟
هذا الشخص الغريب الذي يدعي بأن الهيئة ووزارة الشغل لا وصاية لها على قطاع التعاضد وليس من حقها التدخل للحد من الخروقات المتكررة والتلاعبات بالقانون وفي نفس الوقت يلتمس من السيد الوزير استقبال رئيس غير شرعي ومكتب مسير لم يطلع حتى على تقرير خطير عن الأوضاع المزرية للتعاضدية .؟
هذا الشخص الذي يهىء نفسه طمعا في منصب مدير عام للتعاضدية خلفا لرفيقه الذي علمه سحر الانقلاب من رئيس إلى مدير ؟
هذا الفنان بدون فن والمسرحي بدون مسرح والمبدع بدون عطاء الذي يوهم الرأي العام بأن ” تصفية الأجواء ” قد تمت داخل هياكل التعاضدية وان ” الأمور عادت إلى نصابها ” وهو يعلم أن كافة الأعضاء عبروا عن سخطهم وهددوا باستقالة جماعية بعد أن فطنوا إلى مؤامرة تغيير مقر التعاضدية و عقد صفقة كراء مقر آخر أصغر منه حجما بمبلغ مالي شهري قيمته ( 2مليون ونصف ) بدل مليون سنتيم شهريا للمقر الحالي وأشياء أخرى سنفضحها في حينها .؟
الفنانون ورغم تسلحهم بالحكمة والصمت في انتظار حسم السلطات الوصية على المال العام ، يتابعون عن كثب تحركات الوزارة الوصية وهيئة مراقبة التأمينات والاحتياط الاجتماعي لما لهذه المؤسسات من صلاحيات للحفاظ على قيم التعاضد وفق قرار ملكي متعلق بتزكية ومهام المجلس الأعلى للتعاضد ولسلطات الدولة على حماية المال العام من ايادي العابثين ، فلا داعي للتهديد الفارغ والوعيد الأجوف والعنف اللفظي السافل الذي لا طائل منه والتجاهل والاستخفاف البليد بدور وصلاحيات مؤسسات الدولة .
انه الارتباك و” صريصرة ” التي طالت الأجسام مرة أخرى بمجرد ما صدر التقرير وعلمت أن جميع التدابير القانونية تمت لتحديد مسؤوليات الأشخاص المتورطين في الفساد الإداري والمالي للتعاضدية .
سعيد الإمام( نائب رئيس التعاضدية الوطنية للفنانين )