الديمقراطية الأمريكية وترامب ..

جسر التواصل5 نوفمبر 2020آخر تحديث :
الديمقراطية الأمريكية وترامب ..

ياسين كريكش التطواني جسر التواصل

من تقاليد الانتخابات الأمريكية، حينما يخسر المترشح يعترف على الفور بالهزيمة، ورغم صعوبة توجيه مثل هذا الخطاب من طرف الخاسر لكنه في الأعراف الأمريكية هو بمثابة احتفال بالديمقراطية؛ لكن ماذا سيحدث إذا رفض ترامب الاعتراف بهزيمته… و الجميع يعلم مزاجيته ، كما أن الجميع يتذكر حينما قال في مؤتمر صحفي في البيت الأبيض جوابا على سؤال أحد الصحفيين، إذا كان يتعهد بالالتزام بأبسط قواعد الديمقراطية في الولايات المتحدة وهي النقل السلمي للسلطة حينما يتغير الرئيس، لتكون اجابة ترامب غريبة ” يجب أن نرى ما سيحصل”.

خطاب التنازل أو الهزيمة ليست مسألة دستورية في القانون الأمريكي، بل هو فقط تقليد منذ عام 1896 حين أرسل ويليام جينينغز برايان الذي كان مرشحا عن الحزب الديمقراطي، رسالة ودية إلى خصمه المنتصر ويليام ماكينلي الجمهوري، والرئيس الخامس والعشرين للولايات المتحدة الأمريكية، مهنئا له ومعترفا بهزيمته.

منذ ذلك الوقت صاغ المرشحون الخاسرون خطابات الاعتراف العلني بالهزيمة، احتفاء بالديمقراطية؛ وكان اخر خطاب تنازل واعتراف بالهزيمة هو الذي صاغته المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون وتلته على الهواء مباشرة ابان هزيمتها أمام ترامب، حيث قدمت نداء من أجل نقل محترم للسلطة وقامت أيضا بمكالمتة وتهنئته بفوزه؛ وقبلها كان المرشح الجمهوري جون ماكين قد ألقى خطاب الهزيمة أمام الرئيس المنتصر باراك أوباما، حيث قال ” لقد تحدث الشعب الأمريكي، وجاء حديثه واضحا، منذ فترة وجيزة، تشرفت بالاتصال بالسيناتور باراك أوباما لتهنئته على انتخابه رئيسا للبلاد التي نحبها كلانا “.

الأمور تسير في إتجاه انتصار المرشح الديمقراطي جون بايدن، حسب النتائج الأولية؛ وحملة الرئيس ترامب ترفع دعاوى قضائية لوقف فرز الأصوات في ولاية بنسلفانيا، كما طالبت بتدخل المحكمة العليا من أجل وقف التصويت عبر البريد في ولاية أخرى… كما رفع الفريق القانوني في الحملة الإنتخابية لترامب دعوى قضائية في ولاية جورجيا، نفس الفريق مستعد لرفع كل الدعاوى القانونية من أجل التمسك بالسلطة، والرئيس ترامب لايزال يغرد على تويتر أنه ليس الشخص الذي يتنازل بسهولة، حيث كتب ” محامونا طلبوا السماح لهم بالدخول إلى مراكز الفرز لأسباب هادفة، لكن ما الفائدة من ذلك الأن ؟ ” ومحامي ترامب رودي جولياني قال ” تزوير نتائج الإنتخابات هو ما يحصل الأن، لكننا لن نسمح بحدوث ذلك …” وأضاف ” هناك حالات خروقات في فرز الأصوات في ويسكونسن ونيفادا وميشيغان”

وقال الخبير في قانون الإنتخابات ” إد فولي ” من جامعة إوهايو أنه إذا تم الاحتكام إلى القضاء قد يستمر الوضع عدة أسابيع.

و ما يتخوف منه المواطن الأمريكي هو حدوث انتكاسة غير مسبوقة في الديمقراطية الأمريكية ومن نزول أنصار الفريقين للتظاهر دفاعا عن مرشحيهم وما يمكن أن تؤول إليه الامور أمنيا في البلاد.

الاخبار العاجلة