ترامب وبايدن يركزان على ولايات الحسم: وواشنطن تتأهب للاحتجاجات

جسر التواصل1 نوفمبر 2020آخر تحديث :
ترامب وبايدن يركزان على ولايات الحسم: وواشنطن تتأهب للاحتجاجات

جسر التواصل/ الرباط: وكالات

يركز الخصمان اللذوذان الرئيس دونالد ترامب ومنافسه الديموقراطي جو بايدن جهودهما في الأمتار الأخيرة من السباق نحو البيت الأبيض، على الولايات الحاسمة في الوسط والغرب .ويهيمن فيروس كورونا المستجد على الحملة الانتخابية رغم إصرار الرئيس على التقليل من أهميته، فيما تحصن العاصمة واشنطن تحسبا للاحتجاجات ولوقوع أعمال عنف أثناء الانتخابات أو بعدها.
ويتوقع المحللون أن يكون إقبال الناخبين على التصويت قياسيا بالنظر إلى وجود رئيس تختلف حوله الآراء على بطاقة الاقتراع وجائحة فتاكة تلقي بظلالها على دور الحكومة في تخفيف العبء.
وأدلى ما لا يقل عن 86 مليون أميركي بأصواتهم بالفعل سواء بالحضور الشخصي أو عبر البريد وفقا لمشروع الانتخابات بجامعة فلوريدا، وهو ما يعادل 63% من إجمالي الإقبال لعام 2016.
وتظهر بيانات التصويت المبكر أن عدد الديموقراطيين الذين صوتوا بالبريد أكبر بكثير، بينما من المتوقع أن يشارك الجمهوريون بأعداد أكبر يوم الاقتراع.
هذا وقد أودت جائحة كوفيد-19 بحياة ما يقرب من 230 ألف شخص، مع عودة انتشار الفيروس بضراوة في جميع الولايات المتحدة، وسجلت أعلى ارتفاع على الإطلاق في حالات الإصابة المؤكدة تجاوز الـ 100 ألف إصابة بحسب رويترز، ليصبح إجمالي الإصابات أكثر من 9 ملايين وهو ما يمثل نحو 3% من عدد السكان. وتوشك المستشفيات على بلوغ أقصى طاقتها.
وفي محاولة للتنصل من المسؤولية التي يحمله إياها الكثيرون، وجه الرئيس ترامب انتقادا لاذعا للمسؤولين الحكوميين المعنيين بالتصدي للجائحة والعاملين في المجال الطبي.
وألقى ترامب الاتهامات جزافا فقال إن الأطباء يجنون قدرا أكبر من المال بموت مرضاهم، مواصلا انتقادات سابقة لخبراء في المجال الطبي مثل الدكتور أنتوني فاوتشي كبير خبراء الأمراض المعدية في البلاد.
وقال الرئيس الأميركي للصحافيين إنه لا يشعر بالقلق من احتمال إصابة مؤيديه الذين يتوافدون على تجمعاته الانتخابية بالفيروس، رغم انه وأفرادا بعائلته والعديد من موظفي البيت الأبيض صارعوا المرض في الأسابيع الأخيرة.
وانتقد ترامب المسؤولين الديموقراطيين في مينيسوتا لفرضهم قواعد التباعد الاجتماعي والتي جعلت تجمعه الانتخابي قاصرا على 250 شخصا، وقال: هذا شيء صغير لكنه شيء مروع.
وتظهر استطلاعات الرأي أن ترامب (74 عاما) يأتي خلف بايدن (77 عاما) سواء على الصعيد العام أو في الولايات المتأرجحة التي ستقرر نتيجة الانتخابات بعد غد. ويقول الناخبون إن جائحة فيروس كورونا تمثل مصدر القلق الأكبر بالنسبة لهم.
وقد توجه ترامب أمس إلى ولاية بنسلفانيا التي لم تشهد حتى الآن قفزات كبيرة في حالات الإصابة بكورونا كتلك التي تهدد قدرة المستشفيات في ويسكونسن وغيرها من الولايات الأخرى الحاسمة.
ومع ذلك توفي نحو 8700 شخص في الولاية، في حين توجه بايدن إلى ميتشيغان برفقة الرئيس السابق باراك أوباما. وهما ولايتان أساسيتان.
وقبل ذلك جاب المرشحان وسط البلاد الغربي الذي يعتبر منطقة أساسية في الاقتراع الرئاسي. وعقد ترامب 3 تجمعات في ميتشيغان ومينيسوتا وويسكونسن.
وأمام مناصريه، خفف الرئيس الأميركي مجددا من خطورة وباء كوفيد-19 الذي تعافى منه محذرا من خطط منافسه الديموقراطي.
وقال ترامب للجموع في روتشستر في ولاية مينيسوتا إنه في حال فاز بايدن بالرئاسة: لن تفتح المدارس أبوابها ولن تقام مراسم توزيع شهادات ولا حفلات زواج ولا عيد الشكر ولا عيد الميلاد.
وأكد قبل ذلك في ميتشيغان «في حال أصبتم (بكوفيد-19)… ستحصلون على مناعة» فيما الأزمة الصحية ضربت الاقتصاد في الصميم.
وزار جو بايدن أيضا 3 ولايات في يوم واحد هي أيوا ومينيسوتا وويسكونسن. وخلافا لخصمه الجمهوري، يراعي بايدن إجراءات الوقاية من كوفيد-19.
وسعى بايدن إلى إقناع عدد قليل من الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم بعد بأن عهده سيتسم بالثبات وبأنه سيشفي «روح» أميركا، واصفا ترامب بأنه غير مسؤول.
وقال بايدن لعدد صغير من الصحافيين إن الأمر يتعلق بـ «العمل حتى اللحظة الأخيرة للفوز بكل صوت
وغير بعيد عن الحملة الانتخابية، يسود ضجيج أصوات المطارق وأعمال تركيب لتحصين الابنية والمتاجر في وسط واشنطن، على تحصين واجهاتها بألواح خشبية خوفا من حصول تظاهرات تتطور الى أعمال عنف في يوم الاقتراع أو بعده.
وتتناوب فرق من العمال في أنحاء الشارع في محيط مباني المكاتب «داون تاون دي سي»، في مؤشر على التوتر السائد في كل أنحاء البلاد مع اقتراب الانتخابات.
في حال تقارب النتائج بشكل كبير او تأخرها، يخشى البعض حصول سيناريوهات كارثية يقوم فيها أنصار المرشحين بالنزول الى الشارع او حتى حمل السلاح، وخصوصا أنصار الرئيس ترامب الذي رفض مرات عدة أن يقول بوضوح إنه سيسلم السلطة بشكل سلمي في حال هزيمته.
وتعيد هذه التحصينات الى سكان واشنطن ذكرى حزينة: فقد اتخذت إجراءات الحماية نفسها في الربيع خلال التظاهرات الكبرى المناهضة للعنصرية التي تخلل بعضها أعمال عنف ونهب. وانسحب كثيرون من المكان قبل بضعة أسابيع فقط.
وقد أعلنت شرطة العاصمة واشنطن إغلاق شوارع في منطقة واسعة جدا بمحيط البيت الأبيض في الثالث والرابع من نوفمبر.
وقال رئيس بلدية واشنطن مورييل بوسر قبل أيام: «نعلم أن بعض الأشخاص يرغبون في نشر الفوضى والارتباك»، موضحا انه ليس لدينا معلومات محددة حول هذا الموضوع لكننا جاهزون لضمان أمن المدينة.
وأعلنت عدة منظمات من الآن عزمها على تنظيم تجمعات. إحداها «أغلقوا دي سي» التي قدمت طلبا للحصول على إذن لجمع ما يصل الى 10 آلاف شخص في «ساحة حياة السود تهم» أمام البيت الأبيض مساء 3 نوفمبر
ومن المرتقب بث الموسيقى وإلقاء خطب مع نصب شاشة كبيرة تبث النتائج.
لكن المنظمة أقامت أيضا تدريبا لأعضائها تحسبا لوقوع صدامات محتملة: كيفية التفاعل مع الشرطة ومجموعات أخرى من المتظاهرين وتقنيات منع التصعيد.

الاخبار العاجلة