جسر التوصل – محمد نجيب الرباط
( باسم الله الرحمن الرحيم من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا صدق الله العظيم )
عبد اللطيف فرج : سيرة رجل عظيم ،بعلمه ، وثقافته، وصموده، وصبره، ونضاله في سبيل وطنه وملكه ومقدساته ….سيرة رجل ضحى بالغالي والنفيس من اجل تحرير الوطن من ربقة المستعمر … عبد اللطيف فرج مثال للصمود، والتحدي، والمقاومة ، والتضحية، والصبر والثبات على المبادئ، والخلق القويم ، والنضال المتواصل الى أن أسلم الروح الى بارئها ..
نستحضر بكل اعتزاز وفخر، صولات وجولات هذا البطل المقدام، المرحوم عبد اللطيف فرج، المقاوم الكبير والوطني الصاذق والأمين، الذي كان شوكة في حلق المستعمر الغاصب .. لقد كان المرحوم عبد اللطيف فرج من الوطنيين الأحرار ، وصاحب رؤيا ثاقبة، ومجاهدا في سبيل وطنه وملكه ووفيا للعرش الخالد، ضحى بماله وصحته وممتلكاته في سبيل الوطن … لقد كان موظفا ساميا بادارة الترتيب انذاك ( وزارة المالية حاليا ) ، فصمم بعزيمة الرجال، وهمة الأبطال، وصمود المقاومين الكبار ، أن يواجه المستعمر الغاشم، حينما قرر رفقة العاملين تحت امرته القيام بمظاهرة صاخبة ، أربكت حسابات المستعمر، المظاهرة التي دعا اليها سيدي عبد اللطيف فرج شارك فيه الموظفون الرباطيون والسلاويون، وطالبت بعودة المغفور له جلالة الملك محمد الخامس قدس الله روحه الى عرشه وطرد المستعمر من الوطن الحبيب .
كان رجلا مقداما ، ووطنيا غيورا، وشجاعا جسورا ، وصلبا ، وفيا لثوابت بلادنا” الله الوطن الملك ” . لم يخشى ممارسات المستعمر ولا ارهابه ، حينما تم طرده من عمله وسجنه ستة أشهر، ونفيه الى مدينة صفرو … ظل مقاوما صلبا ، متحديا اساليب الترهيب الاستعمارية ، وواصل النضال بشموخ الكبار، ونضال الرجال الافذاذ.. رافضا لهيمنة الاستعمار ، واستمراره في احتلال بلده، فواجه طرده ، وتعسف الادارة في حقه ، بكلمة عميقة المعنى ، دالة المضمون، حينما قال المرحوم عبد اللطيف فرج ” صار بالبال ” .
عبد اللطيف فرج رحمة الله عليه واسكنه فسيح جناته، وبعد أن رجع المغفور له جلالة محمد الخامس طيب الله ثراه الى عرشه ، مثل بين يدي جلالة الملك محمد الخامس قدس الله روحه، بمعية وزير الثقافة انذاك الاستاذ محمد الفاسي . وهو شرف كبير وعظيم حظي به المقاوم البطل سيدي عبد اللطيف فرج .
هي سيرة رجل كبير كتب اسمه بحروف من ذهب في تاريخ المقاومة ببلادنا … وسيذكر التاريخ اسمه بمداد من نور وسيبقى مفخرة للمغرب ولأسرته العريقة ولأبناءه وبناته واحفاده ، ولنجله البار المخرج الكبير الاستاذ عبد المغيث فرج ….
رحم الله الفقيد سيدي عبد اللطيف فرج الذي لبى نداء ربه فيما بعد ، بعد مرض ألزمه الفراش لمدة طويلة ،..وسيبقى الفقيد سيدي عبد اللطيف فرج نموذجا يحتذى في نكران الذات والتضحية وأسدا من أسود المقاومة …