محمد رجيب: صحافي مخضرم راكم التجربة بالتلفزة المغربية وأبدع في “الجزيرة”

جسر التواصل10 أكتوبر 2020آخر تحديث :

محمد الغيداني

محمد رجيب

ولد الإعلامي محمد رجيب يوم 07 يونيو سنة 1962 في مدينة الدار البيضاء، توفي والده وعمره 7 سنوات، فكافحت والدته لتعليمه وتربيته رفقة إخوته. وكان في طفولته مولعا بقراءة مجلات الأطفال، وقد ساهم بالكتابة في عدد منها وهو طفل.وفي شبابه، تأثر بعدد من نجوم التلفزة المغربية إبان فترة السبعينات من القرن الماضي مثل مصطفى العلوي والصديق معنينو ومحمد ذو الرشاد وأحمد الزايدي والمذيع الإسباني الشهير بلورانزوميل. تلقى رجيب تعليمه الابتدائي والثانوي بالبيضاء، ودرس الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الحسن الثاني فتخرج سنة 1988، ثم نال الإجازة في اللسانيات من نفس الجامعة سنة 1988. رغبته في مواصلة تكوينه بموازاة عمله الإعلامي في التلفزة المغربية لم تقف عند هذا الحد، إذ سعى رجيب إلى نيل دبلوم المؤسسة الألمانية “فريدريتش ناومان” من معهد غوته سنة 1992، ودبلوم الشبكة الأورومغاربية للتكوين في مهن الاتصال” REMFOC” من مركز الدراسات الإعلامية “CECOM” التابع للجامعة الكاثوليكية في لوفان لانوف ببلجيكا، ودبلوم من معهد الصحافة وعلوم الأخبار بتونس سنة 1994. اشتغل محمد رجيب بالتلفزة المغربية فور تخرجه من الجامعة، وتولى مهمة رئيس تحرير مساعد في قسم الأخبار بالقناة الأولى سنة 1989. كانت تلك البداية عن طريق مسابقة تمت لاختيار صحافيين ومذيعين لفائدة مصلحة الأخبار الجهوية التي كان يشرف عليها آنذاك الصحفي مصطفى العلوي. وعن هذه المسابقة يتذكر الإعلامي محمد رجيب كيف أنها أتت بالصدفة، وكيف أنه حل بالرباط صيف سنة 1989 للبحث عن فرصة عمل قاصدا المبنى العريق للتلفزة المغربية بزنقة دار البريهي لتفتح بعد ذلك أولى صفحات مشوار حياته المهنية وهو لم يتجاوز السابعة والعشرين من عمره بعد اجتياز كل الاختبارت والتدريب المهني بنجاح داخل استوديو نشرات الأخبار. ويتذكر محمد رجيب بنوع من التأثر والتأمل كيف أخبره المذيع مصطفى العلوي آنذاك بقبوله بالقول: “إن مدير التلفزة المغربية محمد إيساري قد وافق عليك وقال لي بالحرف: احتفض بهاد الشاب يمكن تطلع منو شي حاجة”. وبعد أن قضى عشر سنوات في قسم الأخبار بالتلفزة المغربية صحافيا ومراسلا داخل وخارج المغرب ومساعدا لرئيس تحرير الأخبار الجهوية ومنتجا لعدة برامج استطلاعية في ظروف يقول عنها رجيب أنها كانت صعبة على أغلب الصحافيين العاملين بالتلفزة إبان هيمنة وزارة الداخلية في عهد الوزير إدريس البصري على قطاع الإعلام، اختار الإعلامي محمد رجيب أن يلقي كل شيء وراء ظهره ولا يلتفت كثيرا ليخوض تجربة أخرى ولو كانت الضريبة مغادرة الأهل والوطن وتجرع مرارة الاغتراب حيث توجه سنة 1999 نحو منطقة الخليج العربي. وقد شكلت دولة الإمارات العربية المتحدة الوجهة الأولى في مسار تحوله المهني خارج المغرب بعد اتصال هاتفي تلقاه شخصيا من الإعلامي الراحل رياض الشعيبي، الذي كان مستشارا إعلاميا لحكومة دبي، لينضم إلى الفريق المؤسس لأول فضائية عربية متخصصة في الاقتصاد وعالم المال والأعمال، قناة “الاقتصادية” وهي إحدى قنوات تلفزيون دبي. وكان رجيب المغربي الوحيد في هذا الفريق المكون من جنسيات مختلفة. وقد تمكن الإعلامي محمد رجيب ضمن نقطة التحول هذه من حجز مقعد أساسي له داخل القناة، فلم يقتصر عمله على تقديم النشرات الرئيسية للأخبار السياسية والاقتصادية، بل امتد إلى إعداد وتقديم عدد من البرامج الإخبارية ذات الصلة بعالم الاقتصاد، ومنها البرنامج اليومي “تقرير الخليج “GULF REPORT”، والبرنامج الأسبوعي “أوراق مصرفية” الذي كان يجري إعداده بالتعاون مع اتحاد المصارف العربية ببيروت وتناقش فيه مع خبراء ماليين ومسؤولين كبار في المصارف العربية أهم القضايا المصرفية الساخنة في العالم . وبعد أن قضى ما يقرب من ست سنوات بقناة دبي الاقتصادية أثبت فيها نفسه، تلقى الإعلامي المغربي محمد رجيب عدة عروض للعمل في أكثر من فضائية دولية كـ”الحرة” الأميريكية و”العالم” الإيرانية ودويتشه فيله (DW) الألمانية. لكن العرض الذي تلقاه سنة 2005 من هيئة إذاعة وتلفزيون مملكة البحرين كان بالنسبة له الأفضل، فانضم بذلك رجيب إلى فريق إعلامي عربي أسندت له مهمة إعادة هيكلة وتطوير مركز الأخبار بتلفزيون البحرين، فكانت الخبرة المهنية في مجال الإعلام الاقتصادي حاضرة هنا بقوة وتولى مهام الإشراف على هيكلة ورئاسة القسم الاقتصادي بالمركز. بيد أن طموح رجيب كان أكبر من ذلك، ففور علمه برغبة شبكة الجزيرة الإعلامية القطرية في إطلاق نشرة الجزيرة المغاربية من مدينة الرباط أرخى شراع حلمه في هذا الاتجاه ولم يتأخر عنه الرد واتصلوا به سنة 2005 ليقر قرار رئاسة التحرير بقناة الجزيرة العربية على إلحاقه بالقسم الاقتصادي للقناة مذيعا لنشرات الأخبار الاقتصادية. إلا أن وضاح خنفر المدير العام لشبكة الجزيرة الفضائية آنذاك كان له رأي آخر بعد معاينته، إذ ارتأى أن مكان المذيع المغربي محمد رجيب في نشرات الأخبار السياسية. وبالفعل، ومنذ أن جلس على كرسي تقديم أخبار الجزيرة، بقي محافظا على أسلوبه الهادىء نفسه في الإطلالة على مشاهدي القناة الأكثر متابعة في العالم العربي. وتبقى الإشارة إلى أن الإعلامي محمد رجيب وبعد هذه المسيرة الإعلامية المميزة راكم خبرة مهنية دولية في العمل التلفزيوني تمتد لأكثر من 27 عاما، انطلاقا من التلفزة المغربية ومرورا بعدد كبير من المحطات الفضائية الرائدة في العالم العربي. وهو اليوم عضو في معهد الصحافة الدولي IPI ومقره العاصمة النمساوية فيينا. وكتب مؤلفا عن “سيميولوجيا الخطاب الإشهاري في التلفزيون المغربي”. ونشر مقالات شتى في صحف ومجلات مغربية وعربية. كما أن له اهتمامات واسعة بفنون الخط العربي.

———————————————————————————————————————————

* المصدر: كتاب “للإذاعة المغربية.. أعلام”، وكتاب “للتلفزة المغربية.. أعلام” امحمد الغيداني

الاخبار العاجلة