جسر التواصل الرباط
مرة أخرى يحل “ناقوس الفن” في الموعد، ليغوص بنا في عالم الجمال ….والبهاء…. والصفاء…. و النقاء ……. جمال الالوان، وبهاء اللوحات، وصفاء الظل ، ونقاء الضوء …. ويصر الفنان الكبير عثمان الشملاني، أن يستفز فينا الاحساس بالجمال ، وبروعة الابداع، ليقدم لنا في كل مرة ، أيقونة من أيقونات المشهد التشكيلي المغربي… هذه المرة ،يتوقف بنا امام تجربة الفنان الكبير رشيد الطالب …وهي تجربة غنية، وثرية وفريدة ،بأسلوبها…. ومرجعيتها ….وفلسفتها….. وتألقها …
هذا الفنان الذي عشق الالوان منذ صغره، فصارت داءه ودواءه…. وملهمته…. والهواء الذي يتنفسه…. فانبهر بتمازجها ، وانعكاسها، وظلالها، وأضواءها …هذا الفنان، استطاع ان يجد له مكانة كبيرة في الساحة الفنية المغربية بابداعاته، وجهوده ،وموهبته ،وأسلوبه، واستمراريته في اقتحام فضاء اللوحة، بكل عنفوان… وبثقة …وبجرأة من يطرح مواضيع تدعونا للتأمل والتفكير … في الزمان والمكان والطبيعة والانسان ….لتتجلى قمة الابداع في لوحات رشيد الطالب في ثنائيات تبدو في الظاهر، متباعدة ومتباينة،… وليؤكد لنا ،أن هذا الوجود مرتكز على ثنائيات مرة منسجمة ، وأخرى متضادة … كان رشيد الطالب انطباعيا ،ليصبح تجريديا، فتصويريا ، ثم تجسيديا فواقعيا ،ليبرز اللون الرمادي كرهان اختاره رشيد الطالب، ليستفز فينا الشعور والاحاسيس… ويدعونا للتأمل ….وطرح الاسئلة الحارقة ….لعل في لوحات رشيد طالب، جوابا بل اجوبة شافية لكل سؤال حارق ..
هو ذاك الفنان الذي يصخي السمع للمتلقي، ويستفزه ليعود باجابات شافية تحملها ابداعاته التي حينما نعرضها نجد أنفسنا امام شلال متدفق من الاحاسيس والحكايات….. وفيها من كل فن طرف .. يمتزج فيها الألم بالأمل …..والطموح بالصبر والمكابدة …..والاخفاق بالنجاح ولذة الفوز … والاصرار باليأس … والحب بالجحود …. في ثنائيات متضادة ومتباينة، بروعة ريشة فنان ملهم ومبدع وداع للتأمل ….
هو ذاك رشيد الطالب ابن مدينة الرباط، الذي استوطن أسفي، التي ألهمته بطقوسها ….وبحرها ….وأهلها وتاريخها…. وجغرافيتها …..وأصالتها …هو ذاك ايضا الحنين الجارف الى الرباط مدينة الأنوار…..يقف بشموخ ليحكي سيرة فنان كبير ،اسلوبا ومعنى ومضامين …
رشيد الطالب … سيرة فنان عميق الرؤيا، صاحب ريشة انيقة، ولمسات راقية، وألوان زاهية ، في لوحات ينبعث منها النور والضياء والبهاء … هو فنان يرتدي ثوب المصارع، في نزاع مرير مع الألوان ومع الضوء والظل ….ميدان صار فيه التنافس صعبا، والوصول الى المراتب الاولى محالا …. لكنه استطاع باسلوبه والهامه وسيطرته على الالوان وعلى تمرد اللوحة أن يطوعها ليسجل اسمه بحروف من نور، في الساحة التشكيلية ببلادنا ….
و”ناقوس الفن” هذا الاسبوع ،سيحملنا الى عالم رشيد الطالب بل الى عوالمه ،وليبحر بنا المبدع عثمان الشملاني في سيرة فنانكبير ،أصيل…. مناضل ….. مجتهد ….مبدع….. سائر في دروب النجاح بثقة الكبار …. ليخط له في المشهد الفني احلى مسار …..