و ها قد دُفنتْ قضيتك كما دُفنتْ جثتك يا عدنان .

جسر التواصل23 سبتمبر 2020آخر تحديث :
و ها قد دُفنتْ قضيتك كما دُفنتْ جثتك يا عدنان .

عبد العزيز حنان
الدار البيضاء في : 22 شتنبر 2020

هو ذا المنحنى تجاوز نقطة الذروة ، و انكفأ سريعا نحو النسيان . لك الله من قبل و من بعد أيها الأمل المغتال ، عدنان .
لستَ الأول و لن تكون الأخير في واقع يحكمه الانفعال الكاذب ، و ينسيه تفجير الصرخة المكبوتة بشاعة الجرائم .
زخم التنديد و المطالبة بتنفيد حكم الإعدام المعجل خبا إلى أن تلاشى …..
و كأن ما حدث سحابة عاقرة لم تجُد بالمطر و مرت مرور اللئام يريد من لم يصابوا بسمومها نسيانها بسرعة .
عدنان تغمده الله برحمته مثل الذين سبقوه … و أكيد هناك العشرات ميتون يمارسون الحياة الملعونة في صمت اغتصبوا . مثل فتيات سلا اللائي تزامن خطفهن من عقر منزلهن أمام أعين الجيران ( كما صرحت أختهن ) ثم اغتصابهن بالغابة ، مع خطف و اغتصاب و قتل عدنان .
أين هي جمعيات ( ما تقيش ولدي ) ؟؟؟
أين جمعيات حقوق الإنسان ؟؟؟
بعد صمت مطبق أطلت بخجل بعض الأصوات ثم : عادت لرُقاد أهل الكهف ؟
و بدل محاسبة الكبار ، كل الكبار …. نسمع هنا و هناك و في كل القنوات البائرة أصوات ( أخصائيين و …و …. و …… يا حسرة) بكل عنجهية و ثقة غريبة فيما يدّعون ، تدعو إلى وجوب الاتجاه إلى الأطفال و تنبيههم بعدم الاقتراب من هذا و ذاك . و عدم مصافحة هذا و ذاك . و تجنب هذا و ذاك ………..
هي دعوة إلى الرعب و الخوف نزرعه في الطفولة من كل المحيطين به . أين هو الأمان الذي يجب أن يحس به الطفل في مجتمعه ؟؟؟
ماذا ننتظر من طفولة سنربيها على الخوف و الرعب و التوجس من الآخر ، أيّا كان الآخر ؟؟؟
بدل أن نعاقب كل من سّولت له نفسه الاعتداء على الأطفال تحت أيّ مسمى عقابا شديدا رادعا للآخرين بما فيه السجن المؤبد مع الأشغال الشاقة دون تراجع عنه أو تحويله إلى محدد وصولا إلى الإعدام المعجل النفاد ، نتجه إلى المستقبل و نكبله بالخوف و الرعب و التوجس .
ذكّرني ما يحدث الآن للطفولة و ما سينتج عنه مستقبلا بمشهد من مسرحية ( حسّي مسّي ) التي قدمتها فرقة ” مسرح لحي ” سنة 1986، متعهم الله بالصحة و العافية. حين هاجم عبد الإله عاجل – ممثلا للجيل القديم – زميله نور الدين بكر – ممثلا للجيل الشاب – واصفا إياه ب : (عْرِيوَاتْ ) فكان جواب نور الدين بكر ( شْكُونْ لٍّ دَارْنَا عْرِيواتْ ؟؟؟ انْتُومَا لِّ دَرْتُونَا عْرِيوَاتْ ) .
و هذا ما سيقوله لنا الأطفال بعد زمن حين نسألهم :
_ ما بكم هكذا جيل مرعوب متوجس خائف ؟
سيكون جوابهم حينها :
_ أنتم من جعلنا بهذه الحال . نحن نتاج فسادكم و سكوتكم عن معاقبة من يفسد في الأرض .
اللهم إني قد بلغت ، فاشهد .

الاخبار العاجلة