“ناقوس الفن” لعثمان الشملاني في حلقته العاشرة في حضرة الفنان الانسان عبد الكريم الأزهر

جسر التواصل8 سبتمبر 2020آخر تحديث :
“ناقوس الفن” لعثمان الشملاني في حلقته العاشرة في حضرة الفنان الانسان عبد الكريم الأزهر

جسر التواصل – الرباط

لا زال “ناقوس الفن “يفاجئنا باختياراته، وبسعيه الى الدخول بنا الى عوالم الجمال والبهاء، ومنتدى الظل والضوء والزوايا والرموز . ….ولازال الفنان الكبير عثمان الشملاني يسافر بنا الى شطآن الابداع المتعددة في الفن التشكيلي …..لعله بذلك يريد ان ينقلنا من تجربة الى اخرى ،ومن مدرسة الى اخرى، في سلسلة محبوكة بعناية الفنان وبعين الاعلامي الذي يريد ان يطلع كل المتابعين للفن التشكيلي بمختلف المدارس والتجارب وفرسان هذا الفن الراقي .

في حلقته العاشرة من” ناقوس الفن” سنحط الرحال بأزمور،المدينة الحالمة التي تتوسد الاطلسي ،والتي انجبت فنانا رقيقا، هاجسه الانسان …وايمانه الاشتغال على الجسد …وحضوره يتجسد في الوجوه والشخوص… و يحدد المسافات بين الواقع والخيال …

انه الفنان الكبير عبد الكريم الازهر .. هذا العاشق الولهان لآزمور ،وأسوارها وسحرها وجمالها ومفاتنها ، استطاع ان يخط له مسارا متألقا في الابداع … بحث خلف الاسوار، فجسد في لوحاته ما تخبئه آزمور من خبابا و اسرار … اسرار مدينة حالمة ذات اللون الازرق، الذي يسكنه كما سكنت وجدانه المدينة باسرارها وجمالها وآثارها وسحرها الذي لا ينضب …

عبد الكريم الازهر ،فنان بقي عاشقا لازمور، متيما بها ،اسيرا لاحياءها، فأعطاها فنه وابداعاته بعد ان منحته ازمور حضنها وشمسها وماءها وحنانها وحبها وعشقها وجمالها … ورغم انه استطاع الافلات مرغما حينا، الى بلجيكا لضرورة الدراسة والتكوين وحينا، الى البيضاء لضرورة العمل… الا ان ازمور بقيت في دواخله ووجدانه واحساسه .. فبث هذه الأحاسيس في لوحاته ليستكشف في مرحلة اولى من بداية مساره ، انسانا بلا ملامح في اطار مشروع تشكيلي يغلب عليه السواد والقتامة … وما فتأت التجربة ان نضجت ،وتطورت لتعرف غزارة الالوان وتدرجها ،لتغيب ملامح الوجوه والشخوص ولتبقى الارقام … ومع توالي السنوات نهلت التجربة من معين الادب والفكر ….فازدادت تطورا لتقتحم العيون ،فضاء لوحات عبد الكريم الازهر كاشكال وتركيبات مختلفة وسط مربعات …

هي تجربة غنية بكل المقاييس ،ودالة على عبقرية فنان، باسلوب عميق ومبهر، ارتبط بالوقت ورسم الجسد والشخوص في تناغم مثير بين الانسان والزمان …

ذلك هو الفنان الكبير عبد الكريم الازهر الذي تعمقت تجربته، وانفتح على تجارب اخرى مضيئة ،فصار فنانا شاملا وفارسا من فرسان التشكيل بامتياز ….ينهل من رحيق الادب ويستكشف عوالم الذات البشرية …

ومع انه شارك في العديد من المعارض الجماعية والفردية وطالت شهرته الافاق وحظيت لوحاته باعجاب الجميع بقي كما هو بسيطا… منفتحا …متسامحا ….متواضعا … في تجسيد عميق لمفهوم الفنان الانسان …

الحلقة العاشرة من ناقوس الفن التي يقترحها علينا الفنان الكبير عثمان الشملاني .. تحفة من التحف النادرة التي يمكن ان اقول عن الحلقة قبل لن تبدا انها ناجحة ….لاننا لن نكتشف فقط عبد الكريم الازهر الفنان وانما سنغوص في شخصية عبد الكريم الازهر الانسان ……

 

الاخبار العاجلة