بقلم محمد نجيب
حينما يرسم الفنان الكبير عثمان الشملاني ، فتوقع منه لوحة غير مألوفة ، لوحة فيها من التميز ، والإبهار والخلق والابداع والابتكار والتأمل الشيء الكثير ….
عادة لوحاته عبارة عن سفر بالخيال الى اللامدى ،الى اللامحدود ،الى عوالم أخرى من المعرفة بطقوس الألوان …والشخوص ،والغوص في خبايا النفوس ….
عثمان الشملاني يدعونا في لوحته الى إعمال الخيال ،،، الى السفر داخل النفس البشرية ،الى اختراق الذات ، الى اشعال فتيل الرغبة في التمرد على الجميع ، المحيط ،والناس ، والفوضى ، والضجيج ،والعادات والتقاليد ……ليرسم لنا عالما جديدا فيه من الحب الكثير ،ومن الرغبة في الانعتاق الكثير ايضا . يعيد تشكيل
الاشكال بمنظوره الخاص ، بطريقته الخاصة ، يحيل القديم جديدا ، ويرسم البهجة في كل جديد …. ويفجر المسكوت عنه فينا وبنا ولنا ومعنا … لنعيد ضبط ايقاع احساسنا بالجمال …..
عثمان الشملاني هذا الفنان المبهر ، المشاكس بالالوان ، العصي عن التراجع امام الانكسارات ، يبدو طموحه شاخصا وسط الالوان ، يتحدى به بياض اللوحة ، يعانق بريشته آماله ، يبثها آلامه وهواجسه واحلامه واكراهاته …
عثمان الشملاني .كل لوحة من ابداعاته تحكي جزءا من مساره النفسي والعاطفي والانساني والمعرفي ، كل لوحة رسالة لنا لتهذب ارواحنا. من الزيف الحاضر فينا ، من النفاق المستوطن في سلوكاتنا و الحب المكبوت في قلوبنا للصبر المحدود الذي يكبل طاقاتنا ……..عثمان الشملاني فنان كبير ،عمقا وتجربة وابداعا واخلاصا لريشة هي رفيقته ، لقناعاته وللوحاته ولجمهوره وعشاق فنه .
عثمان الشملاني فنان خارج عن المألوف وعن المطلوب والمرغوب ليخلق عالمه الفاتن المليء بالاسرار والحكايا والاساطير ، عالم فيه عمق الرؤيا ورقي الفن وجمالية المحتوى والمضمون .
ويبقى الكبير عثمان الشملاني بابعاده الثلاثة : التميز ،التألق ، والإبهار ذو بصمة خاصة سمتها الابداع في ابهى تجلياته ….. ولتبقى لوحاته لها ألف معنى …