محمد كمل باريس 13/03/95
إهداء إلى: ” باريس” و”حسن الرايس” و محمد المزديوي” و حسن حبيبي” و” حسن الطاهري” و ” عبد الرحمان الخنيفري”.
♧1♧
لا تبحث عن إسعاد العالم لأن في ذلك تتبخر سعادتك الشخصية.
♧2♧
“لكي تروق في عيون الناس يجب أن تنسى نفسك” عن مفكر غربي بتصرف.
♧3♧
…تكاد صورتها ان تسافر من مخيلته ولكنه اخد يقاوم وعناده المعروف حتى تمكن من نسج خيوط من خياله نحث لها صورة تقريبية لوجهها وملامحها التي تشبه جمال البحر والشمس والقمر وتساءل وهو في عمق تشكيل الصورة ومع متغيرات الزمن ماجعل من شبه رجل مثله ان يظل أسيرا لهذه السيدة سليلة الغسق والجمال إلى “حد العشق” وأحس وهو في عمق حلاوة الحلم اليومي – أمام مشروب بارد- في الحي اللاتيني ان رسما شفافا اخد يتشكل في وجدانه على شكل صور شعرية
ولوحات مزخرفة تكون ملامح براءة تقتله حين يجلده اليومي وتكبر هذه الصورة حتى تكاد تشاركه مشروبه ويكاد يلمسها ويختلط لذيه
هذا التشكيل بالواقع وتنمحي صورة وجهها
للمرة الثالثة بعد الألف وشرع يحاول ويحاول
حتى أذنت الشمس بالصباح بعدما سكت العشق عن الصياح.
♧4♧
لم يكن عمره يتجاوز عددأصابع اليد الواحدة عندما كان والده ” العازب” يناديه بصوت عال ومخيف بعد أن لعبت الخمرة بأسنانه ورأسه فينحني للبحث عن طاقم الأسنان الصناعية تحت السرير الوحيد الذي يملكونه على الشياع
مع إخوته ووالده فقط عندما أكتشف والده ان تشكيل الكلمات في حلقه بدون تلك الأسنان تشبه دندنة البهلوان حتى الكلام النابي لا يسعفه والخمرة مما يمنحه فرصة لتضميد الكلام الذي وشم على أيامه السابقة.
♧5♧
“رمى بعينيه” من شرفة غرفته في طابق الخادمات فرآى طفلا كفيفا يجر والده الذي هو بدون يدين وتتبعهما بنت يمكن ان تكون أختا للولد وهي تبتسم ندى عرق مر يتصبب من وجوههم يسيرون بلا ملامح -وإنا معهم- في لوحة سوريالية نتبع الضرير في البحث عن
محسنين لهم التلاثة ولمن بقي في البيت الورقي الذي يعصف الزمن به منذ مائة عام أو يزيد وطن كل شوارعه مأوى للمشردين والمنبوذين والمرضى وعابري السبيل ومن لا تسعدهم -لاحياتهم -في بحر الطيش والتيه والمرض والحاجة.
♧6♧
تقدم الراوي نحو حانة وشعر فور دخوله بالقذارة والثمالة والدوار وفكر ان يتراجع مادام
قد وصار ثملا وهو بعد عاى عتبة “البار” ومن
ثمةيقتصد ورقة “مادام كوري ” من فئة خمس مائة درهم العزيزة في هذا الزمن الباريسي
تريث قليلا كثيرا قبل أن يسقط على مقعد ويطلب من الناذلة في عجالة ان تحضر له فنجان قهوة بالحليب في كأس زجاجي ليرى مايشربه وشرع في التلذذ بقهوته وخوف وحمى لبسته من حلول” البيرة ” على مائدته
في مرحلة أولى قبل جوفه.
♧7♧
ازاح عن رجليه الحذاء وملابسه عن بقية جسده واخد يستعد للتمدد على سريره الوحيد في انتظار ان يسلم جسده للنوم ولم يرد ان يعكر حلاوة “البيرة ” ويومه فلم يرد ان يرى كم فضل له من الورقة النقدية الجميلة في جيبه وكذلك لم يشغل التلفزة التي تبث نتيجة سباق الخيول على القناة “France 3” ايقظته
من حلم الفوزفي الرهان صعدت من أسفل جسمه من الرجل المريضة رائحة لا صلة لها بالمسك والعنبر اتكأ على الكرسي وتخيل في جزء من الثانية لو كان بدونها فوقف على رجليه معا على التو.
♧8♧
هجر اللحظة واخد يتأمل الجالسين من حوله من دون أن تجلدهم نظراته وهو لايكاد يمعن فيما يرى ومن يرى أشباح بلا روح وحنين طنيني يطرق قلب أذنيه من بعيد آت ولم يمض
بعد زمان كاف للتلذذ بحلاوة الهروب الساحر
حتى ارهبته صرخة مدوية أعادته لطفولته
وتردد للغة لامعنى لها صادرة عن رجل ابتلعت
” الجعة” والنبيذ لسانه منذ نصف قرن وهو منغمس في بحر الفراغ والتلذذ بحلاوات لاحدود لها في طريق غايته ومنتهاه الإنتحار
عمر طيش لبس الفراغ وتبخر.
♧9♧
سافر الراوي من جديد بعيدا وقرر ان يعود إلى نقطة بدايته ونهايته وان يسقط من رأسه
كل هذه الأوراق والحروف والصور والذكريات
و” السفريات” البطوطية لمح داخل داخله الأجوف بدقة عالية ممعنا في طوابير أحلامه
فلم يقو على النظر والتمييز لكونه هذه المرة قد تأكد من كونه قد ” مات ” فعلا وليس مجازيا.
باريس قبل الموت