جسر التواصل الرباط
دق “ناقوس الفن” أجراسه ليعلن أن الحلقة الخامسة من “يوم مع فنان” ستستضيف الفنانة التشكيلية المبهرة سميرة ايت لمعلم … هكذا هو الفنان المثير للاعجاب عثمان الشملاني الذي اختار هذه المرة ان يسافر بنا الى الفضاء الرحب للابداع وللفن الراقي الانيق ..عثمان الشملاني يبحث .. ينقب … ليحملنا الى جزر ابداعية… رائعة في تعبيرها ….انيقة في تواصلها….. سامقة في تجاربها…. ومثيرة في اسلوبها .. وهو ما ينطبق على فنانتنا الاصيلة والمبدعة سميرة ايت لمعلم ..
سميرة ايت لمعلم الفنانة التشكيلية التي تستفزنا لوحاتها وتعبيراتها وألوانها وابداعاتها … انها الفنانة التي تتجاوز المدى وتتحدى الالوان والاشكال…. وتتفوق على المادة… وتشاكس الضوء والظل … وتبني للمجسم وللوحة روحا نابضة بالجمال والدقة والاتقان … حينما نتأمل لوحاتها نخرج باسئلة وجودية … ريشتها واسلوبها يساءل وجداننا وجوارحنا وخفقاتنا واحاسيسنا لنتذوق الجمال وصانعة الجمال وتوضيف المادة لصياغة البهاء ….
لم يمكن من الصدفة ان يختار الفنان العميق عثمان الشملاني هذه الايقونة لتكون ضيفة” ناقوس الفن “الذي يتابعه الالاف داخل المغرب وخارجه .. والذي اعطى للفضاء الازرق فرصة الانتماء لهذا الفن التشكيلي النبيل واستكشاف ساداته وسيداته وفرسانه ورواده .. لم يكن هذا الاختيار صدفة لان عثمان الشملاني شرب الفن منذ نعومة اظافره… و عشق الالوان والضلال والاضواء … وأغرم باللوحة وعمقها وأبعادها … فحركت ابداعات سميرة ايت لمعلم دواخله وأثارت حواسه الرقيقة ففضل ان يقدمها لنا في “ناقوس الفن” لتكون معنا ضيفة نبحر معها في سماوات فنها العميق … ولنغرف من معين ابداع مشرق وبهي …
سميرة ايت لمعلم فنانة أصيلة.. مبدعة …أنيقة …عميقة… راقية…. أعمالها تتحدث عنها بل ان اعمالها تخاطبنا وتسكن وجداننا … لانها تتكلم لغة القلب… وما يخرج من القلب يصل الى القلب ….تحدثنا هذه الايقونة التي تسكن مدينة اكادير دواخلها …..ففيها ولدت وعاشت وترعرعت واينعت مورقة بالف لون قزحي . تحدثنا بلغة اللون والرمل والورق والحديد ….لتقتفي اثر الانسان الذي طمس الزمان ملامحه وحجبها عنا …
في اكادير عروسة الجنوب تشبعث الايقونة الفنانة سميرة ايت لمعلم بثقافة التفرد و الغنى وتعلمت منذ نعومة اظافرها معاني الصبر والتسامح والتازر والتلاقي والتضامن والتالف…. فعكست ذلك في ابداعاتها … بعد ان كانت مولعة بالتخطيط والرسم والتجسيد لتنتقل في قفزة نوعية ابداعية الى التلوين والتزيين ..
عثمان الشملاني انبهر كما العديدين بهذه الموهبة المتفردة…. وأحس بها …وعشق ابداعاتها وانتاجاتها…. فاثر ان يقدمها لنا ليتعرف الجميع على فارسة نادرة من فرسان الفن التشكيلي الاصيل … نعم سميرة ايت لمعلم فارسة الفن الراقي … تمشي الى ماوراء المادة التي تشكل ابداعاتها … تحول المجهول معلوما … تبدع في المواد غير المتجانسة فتحيلها مطواعة بفنية عالية لتصير مادة اخرى ترضي حس الفنان فيها …
تلك هي الفنانة الكبيرة سميرة ايت لمعلم بهدوءها وسموها ورقيها وصبرها. كسيدة جاءها المخاض لحظة الفكرة … وانجبت لوحة او مجسما معبرا غنيا بالرموز والدلالات … تتشكل اللوحة بروحها لان لوحات هذه الفنانة الكبيرة فيها روح واحساس ونبض وجسد … كانما لوحات سميرة ايت لمعلم كيانات ناطقة حية متحركة لا تؤثر فيها عوامل الزمن ولا الفضاءات المتقلبة … تلك فلسفتها.. وذلك اسلوبها ونهجها وابداعها الذي يبقى خالدا شاهدا على عظمة فنانة مغربية حتى النخاع ….
شكرا الفنان الكبير عثمان الشملاني وفي انتظار المزيد من اكتشافاتك الراقية … وفي انتظار حلقة اخرى بهية وناجحة كعادتك مع الرائعة سميرة ايت لمعلم …..