الشاعرة السورية مها أبو لوح
هذا الطريق لم يعد طريقنا
أصبح مملا و مقيتا
ككل نهاراتنا
تبدأ بالآه و تنتهي بتنهيدة
الكل يلهث خلف رغيف في الوحل
يركض أمامنا ضاحكا
ويلتف حول أعناقنا
يمتص أحلامنا
ويقتل ذكرياتنا
أنهكتني التفاصيل
وأصبحت لعبة الحياة مملة
للحياة أسرار تمارسها القلة
وأنا لا أجيد إلا عد أعقاب السجائر
وأقلب فنجان القهوة
أتأمل تلك الخربشات
ربما تهديني بصيص أمل
أو حلما جديدا يشاكس خيالي
فالأحلام في بلدي
لها تأشيرات مرور
فقط الدموع و المقابر لا تحتاج لتأشيرة
فمقابر الأحياء أكثر اتساعا وأقلها وعورة
مؤلم هذا الخوف
الذي يعسعس فينا
و يخنقنا
أرغب في الصلاة
ربما ينشرح صدري
سأركع لفجر برائحة البحر
وشعاع يتحسس الرمال
وأكتب على صفحة الماء
رحمتك يا أرحم الراحمين
