نص قصصي ” الحذاء السحري” للشاعرمحمد كمل

جسر التواصل10 يوليو 2020آخر تحديث :
نص قصصي ” الحذاء السحري” للشاعرمحمد كمل

محمد كمل : Mohammed Kamel

القنيطرة : Kénitra Maroc

10/07/2020

إهداء الى: “عيد الرفاعي ” آخر الملائكة على الأرض .

استعملت حذاء جلديا تجاوز صبره معي جميع الحكماء والأنبياء وتحمل خفة عقلي وقلة حيلتي لسنوات وقاسى معي كل محن ” العاجلة المحبوبة” ولم اكن لأهمله وهو الذي يذكر كل مراحل خيباني خلال اربع سنوات ويزيد ويتذكر رجلي قبل أن تسقط مني وقد كنت رحيما بهذا الحذاء واريد ان يكون في مستوى الأحذية الأخرى واسعى لذلك كلما سمحت لي الظروف بأن أعتني به لكن عندما لإيصاب بعطب اجعله يجهد نفسه في مرافقتي في رحلتي من البادية الى المدينة ومن المدينة الى البادية والدليل على مااقوله وحسن نيتي فقد حاول إنقاذه من موت محقق اكثر من مائة إسكافي في مدينتي الساحلية حتى انه في العشر مرات الأخيرة يقوم الإسكافيون بإنعاشه وجمع مايمكن ان يجمع مما تبقى منه لوجه الله ووجهي وبسرعة جنونية كأنهم يرغبون التخلص مني ومن الحذاء في نفس الآن حتى ان هناك من هؤلاء الظرفاء من أخد يختلق قصصا عن كونه اول حذاء في تاريخ البشرية وآخر حذاء وأنه قد عمر معي لأكثر من أربع سنوات وبعد هذا العمر اقتنعت انا والزمن والحاجة والضرورة القصوى بعد مداولة ماراطونية : بأن حياة هذا الحذاء قد نفذت وأنه في أمس الحاجة “لموت رحيم” وإنقاذه من مذلة الإلتصاق برجلي المرهقة واقتنيت نعلا من النوع الذي لاهو جلد ولاهو بلاستيك من صنع محلي ولايتجاوز ثمنه ستون درهما من بائع أحذية ” رحالة” ومتجول بين المقاهي تسلم النقود ومسح دمعة كادت تبرح عينيه وقد رق لحال حذاء سحري من الزمن الجميل!! وفرحت به فرحة عودة الحبيب بعد غياب لعمر خاصة وإنني لم أشتر شيئا غير أوراق الرهان و “جرعات الانسولين “منذ سنوات وفكرت ان البس النعل الجديد على التو وأصبح شبيها بالإنسان وبعد ذلك مباشرة رميت الحذاء القديم في ركن من الشارع بالقرب من بنك ودخلت الى المقهى لأقضي حاجتي وأحسست في نفسي بشوق للحذاء القديم الذي هو الآن متشرد وملقى به في الشارع فعزمت أن أمر الى المكان الذي أودعته فيه لالقي عليه التحية لآخر مرة بعد عشرة عذاب وأنين لكن المفاجأة كانت كبيرة جدا ولم اصمد عندها لم أجده ولم يمض على رميه سوى دقائق ففي الوقت الذي قررت أن امتعه “بالموت الرحيم” وبتقاعد مني ومن العمل مر من هناك شخص مجهول لااعرفه وخلق له عمرا جديدا.

 

 

الاخبار العاجلة