سلا : كريم القيشوري
عرف أفول سنة 2019 على مستوى فعاليات أنشطة جمعية أضواء على الفنون؛ تنظيم ملتقى وتريات للشباب في نسخته السابعة تحت شعار : ” من أجل موسيقى راقية وهادفة ” بدعم من وزارة الثقافة والرياضة والشباب ـ مديرية الثقافة ـ بقاعة الأفراح بالجماعة الحضرية ـ باب سيدي بوحاجة ـ بمدينة التراث سلا؛ حفل تتويج ثلة من العازفين الموهوبين والمطربين أمل المستقبل من الشباب ممثلين لمدن من جهات مختلفة : ” طنجة ـ الخميسات ـ القنيطرة ـ سلا ـ الرباط ـ البيضاء.. أفلحوا في اجتياز اختبارات ” الكاستينغ” بدار الشباب تابريكت؛ الدار الحاضنة لفعاليات أنشطة الجمعية؛ والتي يشرف على إدارتها إطار مسرحي بامتياز الفنان أحمد ولد القايد..
كما شارك ثلة من تلامذة الثانوية الإعدادية شالة التابعة للمديرية الإقليمية بسلا؛ عبر مجموعة كورال سوبراني منسجم؛ أشرف على تأطيره رئيس فرقة كورال ” مي، لا، ري ” للموسيقى التابعة للجمعية ذ الموسيقى والملحن يحيى المنصوري؛ بتنسيق مع ذة خديجة العلام المشرفة على مرافقة تلميذات وتلاميذ المؤسسة في الحل والترحال.
تم افتتاح حفل التتويج بتقديم المجموعة الكورالية المكونة من تلميذات وتلاميذ مؤسسة شالة؛ للنشيد الوطني برئاسة المايسترو يحيى؛ والموسيقار يوسف بطريقة ألهبت أحاسيس ومشاعر الحضور الذي حج لمواكبة فعاليات الحفل؛ وصفق لها كثيرا كعربون محبة لما خلفته من شعور صادق لحب الوطن والوطنية ؛ في غياب لممثلي السطات المحلية ووسائل الإعلام الرسمية من إذاعة وتلفزة..
تقدم حفل الاختتام ندوة فكرية وفنية خص موضوعها : ” الأغنية المغربية بين الأمس واليوم” أطرها ذ عبدالكريم القيشوري؛ بحضور الباحث في علم الموسيقى الأندلسية ذ يونس الشامي ؛ عضو المجمع العربي للموسيقى؛ ومدون النوبات الأندلسية ( الإحدى عشر) ناقص واحدة؛ بالكتابة الموسيقية؛ حيث توقف عند الجزء العاشر منها والذي عنونه بــ ( نوبة غريبة الحسين) حيث نوه الراحل د عبدالهادي التازي بالعمل في مستهل تقديمه للكتاب قائلا : ” ..إن عمل ذ يونس الشامي يسمو بالموسيقى الأندلسية إلى أوج ما كنا نأمل؛ ويرجع ذلك إلى توفره على المؤهلات العلمية والفنية التي يتطلبها إنجاز هذا العمل الرائد الضخم؛ كما يرجع إلى غيرته الصادقة على هذا التراث وقناعته القوية بضرورة توثيقه توثيقا علميا يضمن سلامته وحفظه للأجيال القادمة..”
ويؤكد ذ الشامي في حديثه عن موسيقى الآلة أو الموسيقى الأندلسية المغربية؛ على اعتبارها موسيقى تراثية أصيلة؛ لها مكانة خاصة في نفوس جميع المغاربة؛ ليس فقط لتوفرها على رصيد هائل من الأشعار ذات القيمة الأدبية العالية؛ والألحان ذات القيمة الفنية الرفيعة؛ وإنما أيضا لارتباطها بأذهانهم بذكرى الأندلس وماضيها المجيد.
ويخلص إلى أن موسيقى الآلة أو الموسيقى الأندلسية اليوم كغيرها من أنواع الموسيقى التقليدية غير المكتوبة في بقاع المعمور؛ تجتاز مرحلة من أصعب مراحلها التاريخية وأخطرها. هذا ما لفت نظرنا إلى الاهتمام بها ؛ وتدوينها كتابة حتى يستفيد منها كل من له اهتمام وولع بالموسيقى الأندلسية دراسة وبحثا وممارسة وتأطيرا..
في المقابل عبر أستاذ التربية الموسيقية ؛الملحن والموزع الموسيقي؛ عازف الكمان ؛ والباحث في مجال دمج الأغنية التراثية بأنماط إلكترونية جديدة ؛ الشاب يوسف المنصوري عضو جمعية أضواء على الفنون في مداخلته عن بعض التقاطعات فيما عبرعنه ذ يونس الشامي ؛ حيث قدم مقارنة بين بعض الأغاني القديمة والجديدة؛ انطلاقا من اللغة ؛ وتقنيات التلحين؛ والتركيبة الموسيقية المشكلة للفرقة الموسيقية؛ وكذا اختلاف وتعدد الأذواق.
وخلص بدوره إلى أن سر انتشار موجة الأغنية السريعة بالكلمات البسيطة واللحن السريع؛ هو الإمكانيات المتاحة في وسائل التواصل الاجتماعي خاصة اليوتوب ؛ والاستوديوهات المنزلية التي انتشرت كالفطر؛ والمنصة العالمية المجانية للعرض التي منحت الفرص للجميع؛ والاعتماد على الفيديوهات الكتابية؛ واختيار أغان راقصة وموضوعات تمتح من الواقع بكلمات بذيئة؛ وبإيقاع سريع..
واختتم قوله بأنه يجب الانتباه للشباب عن طريق تربية الذوق الفني والجمالي؛ عبر تنشئة تمتح من الموسيقى التراثية الراقية؛ والأغنية العصرية الجميلة في المدارس والمعاهد والجمعيات..