جسر التواصل خاص
تُحيي الجمعية المغربية لعلوم التمريض والتقنيات الصحية اليوم العالمي للتمريض في 12 مايو 2025، الذي يوافق ذكرى ميلاد رائدة التمريض فلورنس نايتنجيل، مؤسسة التمريض الحديث كعلم وفن وإنسانية. وهو احتفال سنوي عالمي أقرته منظمة الصحة العالمية بالتنسيق مع المجلس الدولي للتمريض، يهدف إلى تكريم الممرضات والممرضين والقابلات في جميع أنحاء العالم، تقديرًا لجهودهم الجبارة في رعاية المرضى وإنقاذ الأرواح، وتعافي المرضى والمصابين وإعادة إدماجهم في الحياة العامة وتحسين رفاهيتهم، خاصة في ظل التحديات العالمية. كما يهدف إلى التأكيد على مساهمتهم القيمة في صحة الأفراد والمجتمع، ودورهم المحوري في ضمان أنظمة صحية عالمية قوية وفعالة.
وقد اختار المجلس الدولي للتمريض شعار “الممرضون والممرضات يُعزِّزون الاقتصادات”، للدلالة على الدور المحوري للممرضين والممرضات، ليس فقط في مجال الرعاية الصحية، بل أيضًا في الاستقرار الاقتصادي. فعندما يحظى الممرضون والممرضات بدعم جيد، تعمل أنظمة الرعاية الصحية بفعالية أكبر، مما يؤدي إلى نتائج أفضل للمرضى والمجتمعات. يشدد هذا الشعار على أهمية الاستثمار في قطاع التمريض ودعم حقوق الممرضين لضمان أنظمة صحية عالمية قوية وفعالة. يؤكد شعار عام 2025 على دورهم المحوري ليس فقط في الرعاية الصحية بل أيضًا في الاستقرار الاقتصادي، حيث إن دعمهم يؤدي إلى أنظمة رعاية صحية أكثر فعالية ونتائج أفضل للمرضى والمجتمعات. كما يساهم الاستثمار فيهم في تحسين النتائج الصحية وتوفير علاج أكثر فعالية وبناء اقتصادات أقوى. فالعالم يحتاج إلى 9 ملايين ممرض وممرضة وقابلة لتحقيق التغطية الصحية الشاملة بحلول عام 2030.
وفي هذا السياق، تحتفل الجمعية المغربية لعلوم التمريض والتقنيات الصحية بهذه المناسبة تحت شعار: “الاستثمار في التمريض ضمان لحقوق المرضى ودعامة قوية للصحة العامة”. وتنتهز الجمعية مناسبة الذكرى الخمسينية لتأسيسها، لتوجيه أصدق التهاني والشكر والتقدير إلى رواد مهنة التمريض والقبالة والتقنيات الصحية، الذين قدموا خدمات جليلة للسكان والمجتمع، وتركوا بصمات لا تُنسى في محاربة الأوبئة والأمراض الفتاكة، ورعاية خاصة بصحة الأم والطفل. فقد كان لهم الفضل في تطوير مهن التمريض والقبالة والتقنيات الصحية بالمغرب، وهم الآن في سن التقاعد بعد سنوات حافلة بالعطاء والإنجازات بتفانٍ ومسؤولية عالية تجسد أسمى معاني الإنسانية والالتزام الاجتماعي.وهي مناسبة لنترحم على كل الممرضين والممرضات والقابلات وتقنيي الصحة الذين غادرونا الى دار البقاء وعلى رأسهم المرحوم حبيب كروم الرئيس السابق للجمعية. كما ايضا نحيي الممرضين والممرضات والقابلات الشباب الذين يمارسون اليوم هذه الرسالة النبيلة، التي تُعد حجر الزاوية في المنظومة الصحية الوطنية، ويساهمون بقوة في إنجاح أوراش إصلاح المنظمة الصحية الوطنية وتقريب الخدمات الصحية للمواطنين وتحسين جودتها. وكانوا جميعا في الصفوف الأمامية في محاربة ومواجهة جائحة كوفيد -19. وجائحة بوحمرون وفي هذا الإطار ايضا ، تُسجل الجمعية المغربية لعلوم التمريض والتقنيات الصحية المجهودات التي تبذلها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية في تدبير وتثمين وتأهيل الموارد البشرية الصحية، وضمنها أطر التمريض وتقنيات الصحة، بمقاربة تتماشى والمفاهيم الحديثة لتدبير الموارد البشرية، تعتمد على التجديد العقلاني للوظائف واحتياجات الإدارة وتخطيط التوظيف و الرقمنة وتعزيز القدرات التنظيمية لمعاهد تكوين الكفاءات اللازمة والمهارات العالية لمهن التمريض والتقنيات الصحية والقادرة على مواكبة التحديات الحالية والمستقبلية التي تواجه المنظومة الصحية الوطنية، وتحفيز مهنيي الصحة عبر إشراكهم في الحوار الاجتماعي لمعالجة الملفات الاجتماعية والمالية والمهنية .
وفي ضوء ذلك، تدعو الجمعية المغربية لعلوم التمريض وتقنيات الصحة وزارة الصحة والحماية الاجتماعية إلى:
* الاستثمار في تحسين الوضع المادي وظروف العمل والتكوين للممرضين والممرضات والقابلات وتقنيي الصحة العاملين في القطاعين العام والخاص، انسجامًا مع أهداف التغطية الصحية الشاملة وأوراش إصلاح المنظومة الصحية.
* الرفع من عدد المقاعد البيداغوجية بمعاهد تكوين مهن التمريض والتقنيات الصحية وتوظيف كافة خريجي المعاهد العليا لتغطية الخصاص الحاد لتحقيق التغطية الصحية الشاملة بحلول 2030.
* تخصيص ميزانية كافية للمعاهد العليا لتكوين مهن التمريض والتقنيات الصحية ومواكبة تطورات العلوم الطبية والتمريضية والتكنولوجية والذكاء الاصطناعي، واعتماد وحدة التعليم والتكوين الأكاديمي المهني كنموذج للتميز والكفاءة والرحمة والمبادئ الإنسانية وتشجيع البحث والابتكار.
* الاستثمار في أطر التمريض كجزء أساسي من الفريق الطبي، يطبق نفس الممارسات القائمة على أساس علمي، ويسعى لتقديم خدمات الرعاية الصحية بمنتهى الجودة والتميز، مع توفير بيئة عمل صحية ومناخ عمل إيجابي معتمد على روح الفريق.
* الاعتراف بالدور القيادي للتمريض في صنع السياسات الصحية وجعله شريكًا أساسيًا في بناء منظومة صحية متينة، تُكرس العدالة والجودة من خلال تحسين التشريعات المنظمة لمهن التمريض والتقنيات الصحية.
* إخراج قانون الهيئة العليا للممرضات والممرضين والقابلات، وإشراكهم في بلورة السياسات الصحية.
* ربط المعاهد العليا لتكوين مهن التمريض وتقنيات الصحة بالجامعات وكليات الطب وتحويلها إلى كليات التمريض والتقنيات الصحية.
* تعزيز مكانة الممرضين والممرضات والقابلات في حماية حقوق المرضى وأخلاقيات المهن الصحية الطبية والتمريضية. تعكوين وتدريب طلبة التمريض على المهارات العلمية والتكنولوجية والاجتماعية واللغات والدكاء الاصطناعي التي يحتاجونها لدفع عجلة التقدم في مجال الرعاية الصحية
– استحداث مناصب قيادية في مهنة التمريض، من بينها مدير التمريض. بالمنظومة الصحية الترابية والمراكز الاستشفائية و ودعم تنمية المهارات القيادية في صفوف الشباب والمرأة من الممرضين والممرضات والقابلات وتقنيي الصحة
الجمعية المغربية لعلوم التمريض والتقنيات الصحية
الرئيس : ادريس شناق