جسر التواصل الدار البيضاء
تعد الثقافة الحسانية نتاج ثقافات متنوعة الروافد تتخطى حدود الجغرافيا المحلية ، فهي مزيج من الثقافات الأفريقية والعربية ذات البعد الإسلامي لذلك يحرص المجتمع الصحراوي على التشبت بهذه الثقافة للمحافظة على قيمتها وصون تراثها.
ويعتبر التراث الثقافي الحساني ركيزة أساسية للهوية المغربية ،و تراثا انسانيا يجب العناية به ، عملا باتفاقية اليونسكو الداعية إلى صون التراث الا مادي للشعوب و المجموعات الثقافية ، والتراث الحساني غني و متنوع ، و يتجلى في الشعر و أدب الامثال والالغاز والحكايات الشعبية وغير ذلك من التعابير المادية و الشفهية.
كما تعد الحسانية من أقدم اللهجات العربية التي يتحدث بها عرب الصحراء الكبرى في عدة دول شمال وغرب افريقيا ، و يرجع تسميتها إلى بني حسان ، أحد بطون قبيلة المعقل التي عبرت من الجزيرة العربية إلى مصر وافريقيا مع بني هلال وبني سليم.
والحسانيون ، أو بنو حسان بن المختار محمد بن معقل ، هم مجموعة من عرب المعقل تنسب الى حسان بن المختار بن محمد بن معقل ، كانت قد دخلت شمال إفريقيا ضمن الهجرة الهلالية التي اجتاحت بلاد المغرب منتصف القرن الحادي عشر الميلادي. والبيضان أو البيظان هي تسمية مجتمع القبائل الصنهاجية الأمازيغية بالصحراء الكبرى ، و من انضاف اليهم من بني حسان من عرب المعقل مع تأثير متفاوت للأسر العربية القرشية و الأنصارية و الشريفة.
وامام هذا التنوع الثقافي الحساني الغني مازال البحث الاكاديمي شبه غائب بالمقارنة مع الثقافة الأمازيغية التي يحتضنها المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية والثقافة العربية بمختلف الجامعات الوطنية.
لمناقشة هذا الموضوع يستضيف برنامج الرياض الثقافي هذا الأسبوع الاستاذ الباحث في الثقافة الحسانية محمد فنيدو من مواليد مدينة گلميم إطار بقطاع الثقافة، حاصل على شواهد عليا من عدة جامعات القاضي عياض بمراكش ،و المدرسة الإدارية بالرياض وفرنسا له كتابين: گلميم ملتقى القوافل الصحراوية نظرات غربية 1915، و الطريق الى السمارة مذكرات ميشيل فيوشونج ( ترجمة). والدكتور بوزيد الغلى باحث في الثقافة الحسانية من مواليد آسا جنوب گليميم حاصل على الدكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانية و شواهد عليا أخرى له مجموعة من المؤلفات: من واد الذهب إلى ادرار ، الرواية و الخصوصيات والثقافية المحلية ، دراسة نقدية في المتن الروائي بالصحراء ، رواية الطلح لا يخطىء القبلة ، التراث الشعبي الحساني ثراء و تنوع ، نفاضة الذاكرة الشعبية الحسانية و العديد من المقالات و الدراسات المنشورة رفقة الصحفي العربي رياض والباحث والناقد الفني مصطفى احريش يوم الأحد المقبل 4 ماي ابتدأ من الساعة الخامسة مساءاً كونوا في الموعد.
