الريادة المغربية

جسر التواصل21 أبريل 2025آخر تحديث :
الريادة المغربية

عمر عاقيــــــــل 

يمكن القول أن ما حققه أشبال الأطلس تحت قيادة الإطار الوطني نبيل باها هو ما يمثل كلمة السر الكبرى فيما يخص النجاحات المختلفة التي حققتها المنتخبات الوطنية تحت قيادة الأطر الوطنية، ذلك وبعد التأكيد على أن تحقيق لقب كأس إفريقيا لفئة أقل من 17 سنة يظهر لنا التفوق وحكاية الكرة المغربية مع الإنجازات التي كانت حتى وقت قريب عصية على التحقق، بل وأظهرت في حالات كثيرة عندما يتسلح اللاعب المغربي بالإرادة والتضحية في سبيل إعلاء راية الوطن، وإسعاد الشعب المغربي يتفوق فيها مع العديد من الخصوم الذين يواجهونه فهو من خلال مجموعة من الصعاب والعراقيل والتحديات يصنع الأمل، الذي يحاول أن يصل به إلى الحيز المناسب من الواقع، وفي تفاصيل الإنجاز الأخير لأشبال الأطلس، مجموعة من المؤشرات والدلالات، وكيف أن اللاعب المغربي بمعدنه الأصيل، تمكن من بلوغ الحلم، من أضيق الطرق ومن أصعب المحطات وأمام أقوى المدارس الأفريقية، ويكفي الإشارة إلى عاملي الأرض والجمهور، وأيضا حالة أخرى من الإستقرار، لا شك أنها متلث القيمة المضافة للمنتخب الوطني الشاب، مثلما تابعنا في لحظات حاسمة من المباريات كيف كانت الأسماء الشابة مثقلة بتحديات المؤازرة الجماهيرية.
لقد قدم منتخب المغربي من الأمثلة والعبر ما يتوجب أن يقف الجميع معها، وبعد الإشارة إلى أن كل المقومات والتجهيزات، لا يمكن أن تحدث الأثر الايجابي باللاعب، إذا ما كان اللاعب نفسه غير مكترث بالإنسجام مع كل تلك المقومات والطموحات، والمشاركة أيضا في تحمل مسؤولية حمل قميص المنتخب، والإيمان بالمسؤولية كمجموعة متماسكة مع كل التطلعات والطموحات.
لم يكن المدرب نبيل باها في كثير من القرارات محطة ثقة الجماهير المغربية، لكنه أصبح مرتكزا لأنظار الإعلام المغربي والعربي والأفريقي نظير إنجازه الأول للكرة المغربية، مثلما سبقه في ذلك مواطنه وليد الركراكي، وأيضا طأرق السكتيوي، وسعيد شيبا، وعصام الشرعي، وجمال السلامي، وهشام الدكيك، وهو ما يمكن أن نعود من خلاله للإشارة إلى المربع الأول الذي يقول أن الإطار الوطني يظل هو كلمة السر الكبرى التي لها أن تصنع الإنجازات والتاريخ للكرة المغربية، أكثر بكثير من الحديث عن أسماء تدريبية عالمية أستنزفت الكثير من الوقت والأموال.
يبقى القول أن ما فشلت فيه الجامعة مع أجيال سابقة بالبناء والإستقرار والإستمرار، وفي ظروف محفزة، من الهام جدا أن نكون أكثر واقعية ودقة في التقييم مع المنتخبات السنية الحالية، واعتبار أن ما يمكن أن ينجح مع هذه المواهب، يعكس الإهتمام وفق رؤية وأهداف شمولية، إن سعت إلى استغلال الظروف التي أنتجت لتا هؤلاء الأسماء، وأيضا العلاقة المميزة التي يرتبط بها جيل من اللاعبين مع مدربهم نبيل باها، يمكن أن تسهل كثيرا من مقومات النجاح المرحلي، وفي لحظة ليس من السهل التجاهل فيها، عندما نقول ان المنتخب الأول يعيش في مرحلة مفصلية من الإحلال واستبدال الجلد، والتغيير لجيل سابق من اللاعبين بلاعبين شباب أكثر جرأة وحماسة لحمل قميص المنتخب الوطني الأول.

في الكثير من الأحيان يكثر الضغط الجماهيري على اختيار المدرب المناسب للمنتخبات السنية، واقتصار نجاحه في نظر البعض بضرورة تحقيق الألقاب والإنجازات، دون التركيز على أهمية بناء منتخب شاب يفترض أن يكون مطالبا ومساهما بها لمستقبل المنتخب الأول، وفي ذلك ضرورة التدرج في البناء التراكمي، التجهيز المتمرحل، الذي يعتمد على صناعة أجيال كاملة لا شخصيات مهزوزة ومتقلبة، شرط أن يكون مدربا وطنيا مؤهلا وممتلكا لمقومات التميز والنجاح.
لقد نجحت أسرة الكرة المغربية ممثلة في جامعة الكرة والبعض من أنديتها في تسويق كرتنا الوطنية بصورة احترافية، وأكثر تميزا، بل وأيضا قدمت من الرسائل الكثير، تأكيدا على قيمة عميقة الإرث، أبرزت المعاني الدقيقة للترابط والقيم والأسس التي وصلت إليها منتخباتنا، لم تتردد في التأكيد على المكانة الحقيقية للموهبة المغربية، والإقتناع الواضح أن كرة القدم المغربية، لديها الكثير من الأهداف والرؤى والمكتسبات لتقدمها للعالم.
ما قدمه الأشبال هو إبراز للقيمة الحقيقية للاعب المغربي وايمانه بتشريف الوطن، هي ما عززت من تألقهم، وإظهار مكانتهم القارية التي نالت الإشارة والإعجاب، لا شك أنها الصورة التي تظل بحاجة ماسة إلى التأكيد عليها في مناسبات ومحطات مقبلة بتتويج المنتخب الأول بكأس أمم أفريقيا، يمكن حينها أن تمثل المنعطف الحقيقي والواحهة الأبرز لصورة الكرة المغربية.

الاخبار العاجلة