محمد عمار من الدار البيضاء إلى الجوق الملكي بالرباط.

جسر التواصل20 يونيو 2020آخر تحديث :

ياسين التطواني جسر التواصل

ولد الفنان محمد عمار في 11 أكتوبر سنة 1954 وقد كان عاشقا للفن حيث كان من المشاركين الاوائل في البرنامج الشهير ” مواهب ” للراحل الكبير الرائد عبد النبي الجراري رحمه الله, حيث شارك في البرنامج بالة الكورديون, بعدها سيقوم بتجربة رسمية مع الجوق العصري براسة محمد الأشهب الذي كان أستاذا لمادة الصولفيج بالمعهد البلدي بمدينة الدارالبيضاء فيما بعد كان له أول تسجيل مع المرحوم إبراهيم العلمي الذي استدعاه لحضور التمارين الموسيقية للفرقة العتيدة للجوق الجهوي بمدينة الدارالبيضاء التي كان يراسها و التي كانت توجد في الإذاعة الوطنية بجانب المسرح البلدي أنذاك, ورغم حبه للفن فقد تمسك الفنان محمد عمار بالتحصيل الدراسي.


إلتحق الموسيقار محمد عمار فيما بعد بمدينة الرباط بعدما أقنعه كل من محمد الشاعر وبوغالب القصري رحمهم الله ليبدأ مشواره الفني كمحترف بالجوق الملكي, وسنه لايتجاوز الخمسة عشر ربيعا, بعد المدة القصيرة التي قضاها مع أفراد الجوق الجهوي لمدينة الدارالبيضاء, واحتكاكه مع كبار الفنانين مثل المعطي البيضاوي المرحوم بلهاشمي والمرحوم البليدي ومجموعة كبيرة من الفنانين رحمهم الله.


حينما إلتحق الفنان محمد عمار بالجوق الملكي كانت له فرصة لتعرف والإحتكاك بأجود الأساتذة الأكاديميين المتواجدين بالفرقة الملكية, وليبدأ طموحه يكبر في طلب العلم والمعرفة الموسيقية تحت راسة الكومندار عبد القادر الرتبي والمرحوم الأستاذ سيدي حسن العرايشي والمرحوم المايسترو عبد السلام الخشان والمرحوم الأستاذ عمر السرغيني والمرحوم العربي الكوكبي والمرحوم الطاهر الزمراني, وعازف الكمان اليوسفي عبد الغني والأستاذ عبد الكامل والمرحوم محمد الشاعر وغيرهم.
داخل الجوق الملكي تعرف الموسيقار محمد عمار على جميع أنواع الموسيقى منها الموسيقى الأندلسية والمغربية والعربية والشرقية والكلاسكيكة والغربية والعصرية بكل تلاوينها وليبدأ تأقلمه مع عالم الإحتراف وكان لقائه بالملك الراحل الحسن الثاني طيب الله ثراه في أول حفل رسمي مع الجوق الملكي والمناسبة هي إزدياد صاحب السمو الملكي مولاي رشيد وكانت المفاجئة حينما أمر الملك الراحل بإعطائه الته الشخصية ” الأوكورديون ” وليبدأ التعرف على التغيرات المتعلقة بالربع مقام والأصوات المركبة وغيرها وبعد دقائق قليلة حتى فاجئه الملك الراحل وامره بالعزف وليبدأ الأستاذ محمد عمار في العزف وحينما إنتهى قال له جلالة الملك الراحل: سأرسلك للقاهرة لتكمل الدراسة.


بعد سنوات سيصبح الموسيقار محمد عمار أحد أعمدة الجوق الملكي ويقوم بعزف الروائع الوطنية التي تغنت بها كل الأجيال, كما كان يشارك أيضا الجوق الوطني في العزف مع عمالقة الطرب المغربي, امثال عبد القادر الراشدي, أحمد البيضاوي, احمد الغرباوي, عبد الواحد التطواني, عبد الوهاب الدكالي, نعيمة سميح, عبد الهادي بلخياط, حسن القدميري , عزيزة جلال, سميرة بنسعيد, خصوصا في السهرات المباشرة والخاصة.


بعد كل هذا التراكم الفني والإحتكاك القوي مع كبار الموسيقيين المغاربة أقتحم الفنان محمد عمار مجال التأليف الموسيقي والتوزيع الموسيقى حيث ألف عدة مقطوعات موسيقية ثم توظيفها في الإذاعة والتلفزيون المغربي, ولتتعامل معه فيما بعد منظمة اليونيسيف بعدة قطع عن أطفال العالم لتتوالى الكثير من الألحان والمعزوفات الموسيقية.
كانت أول قطعة قام بها الفنان محمد عمار بتلحينها وتوزيعها هي أغنية ” الساقية ” والتي شارك بها في مهرجان الأغنية المغربية بالمحمدية سنة 1985.


ثم ليشارك في المهرجان الثاني للأغنية المغربية والذي نظمته وزارة الثقافة أنذاك والذي كان بمدينة الرباط سنة 1987 وشارك بأغنية ” يا أسرا ” وهي من كلمات الأستاذ المرحوم الطاهر التوزاني وغناء الأستاذة رذاذ الوكيلي وهي بالمناسبة إبنة معلمة الموسيقى الأندلسية الراحل مولاي أحمد الوكيلي, وليفوز بالجائزة الأولى لهذه الدورة.
قام الفنان محمد عمار بالعزف وراء الكثير من الفنانين العرب أمثال المرحومة ذكرى, محمد عبده, رابح درياسة, والقائمة طويلة من مشاهير الغناء العربي.


محمد عمار الفنان المثالي والخلوق والرجل الذي يشجع الشباب ورغم كل هذه السنوات لايزال محبا للفن والفنانين ويؤمن تمام الإيمان بالخلف وأن مشعل الفن لابد أن يبقى مضيئا.

الاخبار العاجلة