تحية تقدير وسنة سعيدلكل الزملاء الفنانين و الجمهور المغربي التواق للإبداع الغنائي الراقي الأصيل و الغيور على الثرات و الموروث الموسيقي الوطني الذي أسسه مبدعون كبار من أواسط الأربعينيات إلى أواسط السبعينيات، منهم من لبى نداء ربه و منهم من ينتظ، و على نهجهم سار جيل ثاني أخذ منهم المشعل للحفاظ على ذلك الكنز النفيس و تطويره و تجويده كفن غناءي مغربى أصيل متميز عن الألوان المشرقية و الخليجية . هذه الأخيرة بدأت تكتسح في تلك الحقبة شمال أفريقيا و العالم العربي برمته من خلال القنوات الفضائية و شركات الإنتاج و التوزيع امتد ذلك إلى بداية الثمانينيات وهنا بالضبط حل الحاسوب والهواتف الذكية و مواقع التواصل الاجتماعي فتطورت أساليب التسجيل و الإنتاج و والترويج و أصبح كل من يملك من الموسيقيين حاسوب و اورغن و نظام معلوماتي خاص بإنتاج الاغاني قادر على الإنتاج من خلال النشر عبر المواقع الاجتماعية فانقسم الجمهور المتلقي إلى قسمين الأول لا يفضل الا الغناء الأصيل والثاني أنساق وراء موجات عديدة تعتمد على الإيقاع السريع و الموسيقى الصاخبة و الكلمات البسيطة جدا (الراي و الراب و الهيب هوب)
أضف إلى ذلك تخلي الشركة الوطنية للاذاعة و التلفزة عن الاجواق و عن لجنتي الكلمات و الالحان بعدما كانت بالأمس توفر لنا اجواقا جهويةمتكاملة و جوقا وطنيا رائعا ابدع لنا القمر الأحمر و قصة الأشواق و نهج البردة و العديد من الأعمال الراقية شعرا واحنا و توزيعا .
هنا أقول دائما للذين يسمون ذلك الزمن بالجميل لا لا ذلك الزمن تصح تسميته بالزمن الأصيل و الزمن الحالي هو الزمن الجميل بالتطور الصناعي و التكنولوجيات الرقمية الحديثة من انترنيت و أقمار الاصطناعية يجب فقط مواصلة ما تحقق من مطالب الفنانين بخصوص حقوق المؤلف والحقوق المجاورة مع تحقيق مكاسب لازالت غائبة و إعطاء أهمية خاصة للأغنية المغربية مع احياء الاغنية الوطنية التي غابت بالمرة و على وزارة الثقافة و الشباب و الرياضة التفكير في تأسيس اوركسترا وطنية تضاهي اجواقا الدول الشقيقة و الصديقة .وتبقى الشركة الوطنية للاذاعة والتلفزة أداة للترويج لان برامجها مختلفة و متعددة بين ما هو تحسيسي و ديني و وثائقي و اخباري حيث يضيق الحيز المخصص للموسيقى و الغناء و تحق لنا المطالبة بانشاء قنوات فضائية خاصة بالغناء و تعميم التربية الموسيقية على كافة المستويات الابتدائي و الاعدادي و الثانوي …….