بقلم: احمد الكرش
لقد مرت الإنسانية ولازالت تمر عبر التاريخ بصراعات دينية وقبلية وعنصرية. وماذا كان من وراءها؟
لم نحصد من ورائها الا الحروب وسفك الدماء وعدوانية الإنسان لاخيه الإنسان. فإذا تأملنا هذا الكون، نجد ان الله سبحانه وتعالى خلق الأرض وجعل فيها ثروات معدنية وزراعية. وهذه الثرواث سخرها الله تعالى لكل إنسان يمشي على هذه الأرض. فهي ملك للانسانية جمعاء. اذن لماذا الصراع على امتلاك اكبر حصة منها؟ ولماذا انتشر الكره بهذه الدرجة الكبرى بين المجتمعات؟ الهذا الحد أصبح الناس يكرهون بعضهم البعض؟
يجب أن نعلم حقيقة واحدة. وهي ان الانسان في حاجة إلى أخيه الإنسان مهما اختلفت جنسيته او ديانته. والدليل هو هذه الحرب التي نعيشها اليوم ضد كورونا. كورونا التي وحدت العالم بأسره، ووحدت جميع الدول بجيوشها وشعبها وعلمائها من أجل القضاء على هذا الفيروس الفتاك الذي لا يرى بالعين المجردة. نسوا الحروب والاستراتيجيات المخططة لهزم العدو. واصبحت كورونا هي أكبر عدو يهدد الإنسان في هذا العالم. فبدأت الاجتماعات والمشاورات بين الدول والهيئات الطبية والعلماء في جميع أنحاء العالم من أجل إيجاد لقاح يقضي على هذا الوباء. الكل يتهافت ويبحث على حل ينقد الإنسانية.
اذن ماذا نستنتج من هذا التغيير في المعاملات؟ او بالأحرى ما الجديد الذي جاءت به كورونا؟
كورونا وحدت كلمتنا. كورونا صالحتنا مع أنفسنا. صالحتنا مع الناس وصالحت جميع الشعوب وصالحتنا مع الديانات الأخرى. هدفنا الوحيد هو إنقاذ الإنسانية. فنحن بحاجة إلى بعضنا البعض، بغض النظر عن الاديولوجيات وكل ما يتسبب في العداوة والحقد بيننا.
اخيرا اتمنى ان ارى عالما جديدا بعد كورونا. عالما تجمعه كلمة واحدة الا وهي الإنسانية. عالما تزرع فيه المحبة بين الناس أجمعين ويسوده التسامح والاحترام بين الناس واحترام الديانات لبعضها البعض والجنسيات بتنوع أشكالها.
هذه رسالة موجهة الشعوب كلها سواء كانت عربية اوعجمية. كلنا تحت رحمة هذا الوباء. فلنجعله سببا لخلق انسان جديد. سببا لانتشار السلام والحب والتعاون من أجل النهوض بالانسانية جمعاء ووقف الحروب التي طال زمنها. فكفى من الصراعات وكفى من الحقد والكراهية التي لا يأتي من رائها الا الخراب والدمار.