تابعت جسرالتواصل مختلف المنابر الصحفية وتوقفت امام هذا المقال الرائع للصحفي الكبير الاستاذ مصطفى كينيت في الجريدة الغراء كفى بريس ، وبعد استئندانه وموافقته مشكورا نعيد نشر هذا المقال لأهميته .وكما آلت على نفسها جسر التواصل ان تعيد الاعتبار لكل الابداعات فهي تعتبر ان هذا المقال ابداع وكاتبه مبدع …..
بقلم المصطفى كنيت
بينما اختص حساب “حمزة مون بيبي” في ابتزاز المشاهير، تفننت حكومة سعد العثماني في قتل كل طموح المغاربة إلى الشهرة، مع فرق أن الحساب تقف وراءه فنانة مشهورة، كانت تحيي ليالي “الوناسه” في نهش أعراض زميلاتها الفنانات في خلوات الصحراء، أما أوضاع المغاربة فتقف وراءها حكومة من الملتحين، الذين ذاقوا نعم السلطة، وعلى رأي المثل الشعبي “الله ينجيك من مشتاق إلى ذاق”، بعد أن تسللوا للحكم عبر “قلوب الغلابة”، بالدروشة والتمسكين، راكبين على مطية الدين.
لا داعي لسرد ما فعلت هذه الحكومة بالشعب منذ أن صنع لهم بنكيران العفاريت والتماسيح، فمنهم من آمن بذلك، قبل أن يكتشف أن سي عبدالإله هو أكبر تمساح سحل تقاعدا استثنائيا، تم أخرج العفريت من “المصباح” ليدافع عن كل “العطايا” التي استولى عنها بمبرر أنها “زرق” من الله، وليست أموالا مقتطعة من أرزاق الملزمين بدفع الضرائب.
و مع ذلك، فإنه لا يرعوي عن تخراج عينيه، ملوحا بالعودة، عبر نفس الثقب الذي نفذ منه، هو و أصحابه، الذين لا يترددون في الإعلان أن الغًلًبة” ستكون لهم في 2021:
وكما يقول المثنبي:
ومن البَليّةِ عَذْلُ مَن لا يَرْعَوي عَن جَهِلِهِ وَخِطابُ مَن لا يَفهَم
أما الرئيس الحكومة، فقد حمل لنا من علامات النحس أكثر من تباشير السعد، ولم يكلف نفسه حتى عناء تهنئتنا بمناسبة رأس السنة الميلادية، التي جاد أول أيامها بالكثير من المفاجآت، بدءا بالزيادة في أقساط التأمين على السيارات بمبرر تمويل صندوق التضامن عن الكوارث الطبيعية، في انتظار أن يُؤمّن هذا الشعب نفسه من الكوارث الانتخابية، ومرورا بالزيادة في أسعار المحروقات، و ما يتبعها من زيادات في أسعار النقل والبضائع… من دون أن نتوقف عند المادة 9 التي أوقفت الأحزاب الممثلة في البرلمان في العقبة، فتدحرجت إلى أسفل معلنة الاستسلام.
والحساب المعلوم، وجد لنفسه موقعا، في كل الأحزاب، التي انكبت، هذه الأيام، على إعداد تصورها للنموذج التنموي الجديد، و قدّمته للجنة من باب الاستئناس، فقد كتب أحد الاتحاديين، تدوينة، يدعو فيها الكاتب الأول، إدريس لشكر، إلى التدخل لإغلاق حسابات “مون بيبي” الكثيرة، التي يتبادل فيها حماميز الحزب القصف…
و يحكى أنه كان لِرَجلٍ مِن الأعرابِ وَلدٌ اسمُهُ حمزة، فبينما هو يمشي معَ أبيه في السوق إذ بِرَجلٍ يصيحُ بِشابٍ: يا عبدالله، فَلَم يُجبه ذلك الشاب، فقال: ألا تَسمع ؟ فقال : يا عَم كُلُّنا عَبيدُالله فأيُّ عَبدِالله تَعني؟ فالتَفَتَ أبوحمزة إلى ابنهِ وقال: يا حمزة ألا تَرى بَلاغَةَ هذا الشاب؟ فَلمّا كان مِن الغد إذا بِرَجُلٍ يُنادي شاباً يا حمزة، فقال حمزة ابن الأعرابي كُلُّنا حماميزُ الله فأيُّ حَمزَةٍ تَعني، فقال له أبوه: لَيس يعنيك يا مَن أخمد الله بِه ذِكرَ أبيه.