وحسب حصيلة لأنشطة المديرية الجهوية خلال الحجر الصحي، فقد فاقت الأنشطة المنظمة على صعيد الجهة، ما كان متوقعا وشملت فنون الحكي والمسرح والإبداع الأدبي والفنون التشكيلية والتعريف بالتراث الثقافي للجهة من معالم تاريخية ومواقع أثرية وممارسات ثقافية.
وعرضت مجموع تلك الأنشطة على صفحات المؤسسات التابعة لقطاع الثقافة بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، وهي المديرية الجهوية بمراكش، والمحافظة الجهوية للتراث الثقافي بمراكش، ودار الثقافة الداوديات بمراكش، بالإضافة إلى المكتبة الوسائطية الجهوية بمراكش.
وهكذا، وتحت عنوان العقد الفريد في الحكي المفيد، باشرت المديرية الجهوية للثقافة بجهة مراكش-آسفي منذ بداية الشهر المنصرم بتقديم مجموعة من الحكايات الشعبية في قالب فني جالب وممتع.
أما فيما يخص الإبداع الأدبي، فقد تم تقديم قراءات زجلية حول موضوع فيروس كورونا المستجد. كما تم بث حلقتين من سلسلة كتاب وكاتبه، إذ تناولت الحلقة الأولى كتاب المترجم “كاتب الظل” لصاحبه كارلوس باتيستا، ترجمه الدكتور محمد آيت لعميم، فيما تطرقت الحلقة الثانية لكتاب “الحجاج في الخطاب : مقاربة تطبيقية” لمؤلفه الدكتور عبد اللطيف عادل.
وفي ميدان الفن التشكيلي، تم تنظيم ثلاثة معارض افتراضية شارك فيها 39 فنانا وفنانة. وفي نفس الميدان، تم تقديم ورشتين تقنيتين لتسليط الضوء على العناصر الزخرفية الأصيلة المستعملة في التوريق والتسطير والتي غالبا ما يعتمدها الفنان المعاصر في تعبيراته التشكيلية.
وفيما يخص البرامج المخصصة للأطفال، فقد قدمت الفنانة حياة غافري، المعروفة بسمسمة، مجموعة من النصائح والألعاب والحكايات من خلال تقمصها لشخصيات مختلفة في قالب مشوق وممتع.
وضمن الأنشطة الخاصة بشهر التراث عرضت ثلاثة أشرطة تعريفية، حيث تطرق الأول للخزف النسائي بقلعة السراغنة، فيما تحدث الثاني عن زرابي حوز مراكش وعرف الثالث بصناعة الجلد بمدينة مراكش.
وفي مجال المسرح، وبمناسبة اليوم الوطني للمسرح الذي يحتفل به في 14 ماي من كل سنة، تم بث العرض المسرحي “جرب تشوف” لورشة الإبداع دراما مراكش، بالإضافة إلى تقديم معزوفات موسيقية وغنائية لكل من فرقة أصيل للموسيقى برئاسة الفنان عز الدين دياني وجمعية رياض غرناطة للطرب الأصيل من مدينة وجدة.
كما تم تقديم مقتطفات من رقصة الأطلس من إنجاز “دار القانون” المغرب بتنسيق مع جمعية رمل الألة جهة مراكش-آسفي، وهو العمل الذي شارك فيه 18 عازفا من 6 دول وهي المغرب، الجزائر، تونس، تركيا، بلجيكا وفرنسا.
ولحد الآن، لازالت المديرية الجهوية للثقافة بجهة مراكش آسفي تستقبل العديد من المشاركات في المسابقات الثقافية التي أعلنت عنها منذ فاتح ماي الماضي والمستمرة إلى غاية 20 من الشهر الحالي والتي تخص مجالات الأدب (الشعر والقصة القصيرة)، المسرح، الفنون التشكيلية، الموسيقى، الإنشاد والحكي.
وعلى مستوى آخر، ومن خلال صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” وقناة “يوتيوب”، قدمت المحافظة الجهوية للتراث الثقافي التابعة للمديرية الجهوية للثقافة بجهة مراكش-آسفي محاضرتين علميتين تطرقت الأولى، والتي بثت مباشرة، لصناعة السياحة التراثية، فيما وضحت الثانية القيمة العلمية والتاريخية للاكتشافات الأركيولوجية المحققة بموقع أغمات الأثري.
من جهة أخرى، تم عرض مجموعة من الأعمال التي تروم التعريف بالتراث الثقافي للجهة من قبيل “أسوار وأبواب مراكش الحمراء”، و”أيقونة العمارة المرابطية”، و”ضريح المعتمد ابن عباد بأغمات”، و”تلواحت كتقنية أصيلة في أعمال البناء”، و”المرابطون وتأسيس مدينة مراكش”.
ويتعلق الأمر أيضا بـ”قصر البديع أعجوبة العجائب”، و”الجير ماد للبناء والترميم”، و”السقايات التاريخية بحاضرة مراكش”، و”تصنيف الفن الكناوي تراثا ثقافيا إنسانيا غير مادي ضمن اللائحة التمثيلية لمنظمة اليونسكو”، و”طقوس وعادات احتفالية تخص العرس بمراكش والتراث اللامادي : ساحة جامع الفنا نموذجا”.
من جانبها، وبغية تشجيع القراءة العمومية والحث على الكتابة والإبداع الأدبي، نظمت المكتبة الوسائطية خلال فترة الحجر الصحي مسابقة للقراءة الحرة عن بعد بعنوان “من قلب الدار نقراو كتاب”، وذلك احتفاء بأيام القراءة التي تصادف اليوم العالمي للقراءة وحقوق المؤلف (23 أبريل) واليوم الوطني للقراءة (10 ماي).
ودعت المكتبة القارئات والقراء لتقديم كتاب أو قراءة مقطع من كتاب باللغة التي يختارونها، وذلك باستعمال تقنية التسجيل بالفيديو.
من جهة أخرى، أطلقت المكتبة الوسائطية بمراكش نشاطا متميزا تحت عنوان “طقوس الكتابة”، بشراكة مع مؤسسة خاصة، دعت من خلاله الكتاب والشعراء إلى بعث مقالة قصيرة يصفون فيها طقوسهم الخاصة أثناء الكتابة والإبداع سواء كان ذلك شعرا أو نثرا.
وستختار لجنة خاصة أجود النصوص التي سيتم نشرها على صفحة المكتبة بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”. كما ستعمل المؤسستان على نشر أجود النصوص المختارة في كتاب مستقل.
أما دار الثقافة الداوديات بمراكش، فقد نظمت نشاطا ثقافيا تحت شعار “منبر التواصل الثقافي عن بعد – الثقافة والمجتمع إبداع وعطاء”، وهو برنامج مفتوح في وجه المثقفين والفنانين والشباب والناشئة عبر قنوات المسرح والفنون التشكيلية وفن نظم الزجل ومشاركات في وجه المجودين الشباب لتزامن هذه الفترة مع حلول شهر رمضان المبارك.
وقد شارك في تنظيم هذه الأنشطة، بالإضافة لأطر الوزارة، ثلة من الفنانين والمثقفين والأدباء والمختصين في مجال التراث.
وعلى صعيد آخر، أكدت المديرية الجهوية أن المسابقات الثقافية المتنوعة المنظمة، التي لازالت متواصلة إلى غاية 20 من الشهر الجاري، والموجهة أساسا للناشئة والشباب، تعرف ازديادا مطردا في عدد المشاركين منذ الإعلان عنها بداية سريان الحجر الصحي