جسر التواصل/ الرباط: الحسين بلهرادي
بدون عنوان.. وبدون سابق إنذار، أقدمت إحدى الشركات الكبرى المعروفة على الصعيد الوطني بالقيام بتهديد بطرد عاملين ،اشتغلا منذ سنوات..الأول دخل منذ 2008 والثاني 2011 ..يعني عقود من الزمن..دون مراعاة لظروفهما الاجتماعية التي يعرفها الجميع.. وأنا واحد منهم..بحكم إنني ابن المنطقة..واعرف المستوى المعيشي لسكان جماعة سيدي علي بن يوسف المعروفة بأولاد زيد
باقليم الجديدة.
المعنيان بالأمر( ب/ د) و( ر/ق) وقفا باندهاش أمام الخبر الصاعقة الذي نزل عليهما..فكيف بين صباح ومساء..وعوض تشجيعهما على عملهما الذي يستحق التنويه.. جاءت الرسالة الشفهية تحمل الطرد التعسفي الذي أصبح يهددهما؟.
العاملان اللذان يعملان بصبر وتضحية رغم الظروف القاهرة، بدون تعويضات أو الاستفادة من التغطية الصحية أو العطل، لكن ذلك لم يمنعهما من الاستمرار في العمل، رغم الراتب الهزيل الذي لا يصل حتى للحد الأدنى القانوني..فمنذ رحيل الشركة الفرنسية التي كانت والتي ضمنت لهما حقوقهما لمدة خمس سنوات..والتي كانت تحت لواء الشركة الكبرى المعروفة..وبعد دخول شركة يسيرها أحدى “الشخصيات النافذة” عاد الراتب إلى الحضيض..وتلك حكاية أخرى سوف نعود إليها قريبا.
العاملان توصلا قبل أيام، برسالة شفهية تخبرهما بأن الشركة لم تعد بحاجة إلى خدماتهما لأسباب في نفس يعقوب..كما تم استدعاءهما للاستماع إليهما.
العاملان البسيطان الأول له أربعة أبناء وزوجة..والثاني حاصل على الإجازة في الأدب العربي..غريب مايقع في هذه الدنيا..مجاز منذ سنوات وفاعل جمعوي ..عوض البحث له على عمل قار..لأنه يملك كل المؤهلات.. تتم معاملته بطريقة أخرى؟ ..لكن ما دام في هذه الجماعة والجماعات المجاورة هناك لغة “باك صاحبي” فمصيره يبقى بين السماء والأرض..و نصيبه هو رسالة الطرد..فأين الذين يطلبون أصوات المواطنين أمام هذه المعادلة الغريبة؟.
الخبر المتداول خلال هذه الأيام بين الساكنة المغلوبة عن أمرها هو التضامن الكبير من كل الأجناس، ومن المنتظر أن تدخل جمعيات حقوقية على الخط لكشف المستور..وتوضح الحكرة والتهميش والمعاناة التي تعرضا لها.
القرار الجائر وغير المبرر لأهل القرار والمتمثل في طرح الطرد التعسفي لهما دون احترام للمقتضيات القانونية سوف يولد مجموعة من الأمور.. لأن ما يحدث الآن هو بداية جريمة في حقهما وضربا للحق الدستوري في العمل.
ومن الغرائب العجيبة أن بعض الأشخاص دخلوا على خط دون معرفة سبب دخولهم القانوني؟..ومنهم من أراد أن ينصب نفسه كمحامي للشركة..هؤلاء عوض الدخول بالخيط الأبيض والتفكير في مصلحة الضحايا..والتفكير في مصيرهما الغامض..يزيدون صب الزيت على النار..والتي قد تشتعل في أي لحظة..لان ساكنة أولاد زيد مهما صبرت على الظلم..قد تنتفض في أي ساعة..لأنها تحفظ عن ظهر قلب أغاني الشيخة خربوشة..وقصتها مع عيسى بن عمر..وهو الدرس الذي على الجميع أن يعرفه..ومن لا يعرفه عليه أن يعود الى أغنية خربوشة المعروفة بحادة الزيدية..التي قلبت كل الموازين..وظلت تلك الأسطورة الخالدة..وخصوصا عند أهل العيطة….
العاملان المعنيان بالأمر لم يتوصلا براتبهما منذ أربعة أشهر..ومع ذلك يواصلان حراسة المكان الهام..ألا وهو المحرك الكهربائي الذي يزود العديد من الدواوير بالماء الصالح للشرب..في جماعة أولاد زيد وبولعوان..فهما يتناوبان على الحراسة..ليلا نهارا..رغم الظروف الصعبة..حتى لا يبقى الساكنة بدون ماء..تصوروا ان يبقى هذا العدد الكبير من السكان بدون ماء بسبب خطأ بسيط؟..
المغرب مقبل على تظاهرات رياضية كبيرة كأس إفريقيا وكأس العالم والعديد من التظاهرات القارية الأخرى..لذلك علينا التفكير قبل القيام بكل خطوة..لا تحمد عقباها.
قصة دحمان وقرشاوي..قصة كل ساكن أولاد زيد الأحرار.. و قصة كل العمال..ولهما الحق في الولوج إلى كافة الخطوات النضالية المشروعة..بما فيها الاعتصام والإضراب عن الطعام حتى يتمكنا من انتزاع حقوقهما المشروعة..
القصة تحتاج إلى المتابعة وهذا ما سوف نقوم به..حتى تنتهي الحكاية بدون خسائر…ولنا عودة إلى الموضوع…..
Views: 8
