الإنسان جوهر التنمية وأساس التغيير

جسر التواصل3 يناير 2025آخر تحديث :
الإنسان جوهر التنمية وأساس التغيير

بدر شاشا

في عالمٍ مليء بالتحديات والصراعات، يبرز الإنسان كجوهر لكل تغيير إيجابي وأساس لكل تقدم مجتمعي. فكيف يمكن لأي مشروع أو فكرة أن تزدهر دون أن يكون العنصر البشري محور اهتمامها؟ الإنسان ليس مجرد أداة تُستخدم لتحقيق أهداف مادية، بل هو القوة الدافعة وراء كل إنجاز، والحامل لقيم الإبداع، والإصرار، والرؤية المستقبلية.قد يتساءل البعض: ما الذي يجعل الإنسان محوراً مهماً للتنمية؟ الإجابة بسيطة لكنها عميقة. عندما نضع الفرد في قلب أي عملية تنموية، نكون قد أرسينا الأساس لمجتمع قائم على الابتكار، العدالة، والاحترام المتبادل. فالتنمية لا تُقاس فقط بالإنجازات المادية أو الأرقام، بل تُقاس بمدى تأثيرها على حياة الناس وتحسين جودة معيشتهم.الاستثمار في الإنسان يبدأ من التعليم. التعليم ليس مجرد تلقين للمعارف، بل هو بناء للعقول، وتطوير للمهارات، وغرس للقيم الأخلاقية. فهو السلاح الذي يمكّن الفرد من مواجهة تحديات الحياة بثقة وإبداع. لذا، يجب أن نعمل جميعاً على تحسين جودة التعليم وربطه بسوق العمل ومتطلبات العصر الحديث.
إلى جانب التعليم، يأتي دور الصحة والرفاهية. كيف يمكن لفرد أن يُبدع أو يُساهم في بناء وطنه وهو مُثقل بأعباء صحية أو نفسية؟ الصحة ليست مجرد خلو الجسم من الأمراض، بل هي حالة من التوازن الجسدي والنفسي والاجتماعي. لذا، فإن توفير رعاية صحية شاملة لكل فرد هو حق لا بد أن يُصان.
ومن هنا، يأتي دور الحكومات والمؤسسات في تبني سياسات تُعزز من دور الإنسان في المجتمع. توفير فرص عمل لائقة، خلق بيئة مشجعة على الابتكار، والاعتراف بجهود الأفراد هي خطوات أساسية لتحقيق تنمية شاملة ومستدامة.لكن الدور الأكبر يبقى على عاتق الفرد نفسه. لا يمكن لأي مجتمع أن ينهض إلا إذا كان أفراده يحملون روح المسؤولية والتحدي. العمل الجاد، والإيمان بالقدرة على التغيير، والسعي المستمر للتعلم والتطوير هي القيم التي تصنع الفارق. الإنسان هو الحلم والطموح، وهو الأمل في غدٍ أفضل. علينا جميعاً أن نؤمن بأن التغيير يبدأ من الداخل، وأن بناء مجتمع قوي ومستدام يتطلب العمل المشترك، والاعتراف بأن لكل فرد دوراً مهماً لا يمكن الاستغناء عنه.فلنجعل من الإنسان المحور والغاية، ولنؤمن بأنه السلاح الأقوى لتحقيق كل ما نصبو إليه.

الاخبار العاجلة