مغرب العروبة

جسر التواصل16 ديسمبر 2024آخر تحديث :
مغرب العروبة

بقلم/ أحمد مسلك اليام
المتابع للعلاقات المغربية العربية، وخاصة بعد فترة الاجتياح العراقي للكويت غشت 1990، مرورا بحرب الخليج، وكذلك تطور ملف لوكربي، وما تزامن مع هذه الأحداث أثناء فترة الملك الراحل الحسن الثاني، يدفع إلى الوقوف على بعض الأحداث لقياس حجم الموقف المغربي، والذي استمر على نفس الوثيرة مع السياسة الخارجية لجلالة الملك محمد السادس اتجاه بعض الدول العربية التي عرفت أزمات سياسية، فبالرجوع إلى مواقف المغرب من هذه الأحداث، التي عبر عنها الحسن الثاني في مجموعة من المناسبات العلنية، فالحسن الثاني رحمة الله عليه نبه صدام حسين إلى أن “الحمية تغلب السبع” إثناء اجتياحه للكويت، وقبل الحرب الأولى التي أعقبت الاجتياح،

والمغرب من الدول العربية التي لم تشارك في التحالف الذي شارك في الحرب ضد العراق، كما طالب من معمر القذافي بعدم تجويع شعبه، بعد عدم تسليم منفذي تلغيم طائرة وتفجيرها فوق منطقة لوكربي الاسكتلندية، وبالتالي فالموقوفين معا يؤكدان على اصطفاف الحسن الثاني مع شعوبهم خوفا على مصالح تلك الشعوب، وعدم الاكتراث لنزوات الأنظمة، ومع تقلد الملك محمد السادس لمقاليد الحكم في المغرب، حافظ على سياسة خارجية متوازنة وموضوعية قائمة على الحياد الإيجابي مع الأنظمة العربية، ولم ينحاز لطرف عربي ضد طرف آخر، مع أنه لم يحضر لقمة عربية قط منذ توليه الحكم، وفي ذلك حكمة أكدتها الأحداث التي عرفتها وتعرفها الساحة العربية، على عكس بعض الأنظمة العربية التي لازالت تؤمن بنظرية المؤامرة اتجاه أشقائها العرب، وأخر أوجه هذا التأمر هو التحالف الثلاثي الشرقي الموؤود في مهده ضد المصالح المشروعة للمملكة المغربية.

فإذا كان جلالة الملك محمد السادس اختار سياسة خارجية عربية متوازنة وموضوعية قائمة على عقيدة رابح رابح اتجاه الأنظمة التي تحترم وتحافظ على شعوبها، فإنه في المقابل انحاز إلى الشعوب التي تعرضت للويلات من طرف انظمتها، خاصة تلك التي رفضت دكتاتوريها. فجلالته بعد اندلاع الثورة السورية، والمنعطف العسكري الذي اخذته، وتخلي الجميع على ضحايا الثورة، عمل على تنظيم مستشفى ميداني في مخيم الزعتري في شهر أكتوبر 2012، وقام بزيارته، وظل في الاشتغال إلى حدود كتابة هذه الأسطر، وسيستمر في ذلك، والمغرب الدولة الوحيدة التي أنقدت اللاجئين السورين في الصحراء الكبرى بعد ترحيلهم إليها من طرف السلطات الجزائرية، وفتحت لهم للإقامة والاستثمار، وقبل هذا التاريخ وفي عز الثورة الليبية إرسال جلالته طائرة نزلت بمطار بنغازي شرق ليبيا وأقلت المصابين من ضحايا الثورة الليبية للعلاج في المغرب، مع استضافة مدينة الصخيرات لمفاوضات الأطراف الليبية للتوصل لحل سياسي للقضية الليبية، كما قام جلالته بزيارة تونس مباشرة بعد الأحداث الإرهابية التي عرفتها سنة 2014، وأقام بها مستشفى ميداني في عز أزمة كوفيد زاره قيس  سعيد الذي نتمنى له العودة إلى جادة صوابه، فالمغرب ملكا وشعبا اثبتوا عروبتهم للشعوب العربية، ومد المغرب يده للشعب الجزائري على مر التاريخ.، خاصة وأن شرقه على صفيح ساخن، قد تحفز شعبه  ما حصل في سوريا لفضح نفس همجية بشار والتي يعيشها الشعب الجزائري.

الاخبار العاجلة