![المغرب والتحولات الجوهرية.](https://jisrattawasol.ma/wp-content/uploads/cache/ff239f20-736c-4fac-bb65-882965d5b289-7hi9fu2bz9559ct7pimi6vodi2oqnwo25ouvfbjny23.jpg)
بقلم/ احمد مسلك اليام
بعد ان قطع المغرب أشواطا مهمة في مجال الديموقراطية، بإرسائه لمبادئ الدولة الديمقراطية، من خلال وضع قواعد قانونية، ومؤسسات دستورية ووطنية، مع الإشارة إلى السياسة الاقتصادية التي حظيت باهتمام خاص خلال العشرية الأولى من هذا القرن، والتي سنعود لنتائجها لاحقا، جاء الإصلاح الدستوري في ظل مخاض إقليمي، أكد على تجدر دولة الأمة، مع بداية العشرية الثانية ليعزز المسار الديمقراطي وطنيا ودوليا، تلاه تحول في مسار الدولة بتبنيها لسياسة الدولة الاجتماعية التي انطلقت من بداية العشرية الثالثة، رافقتها سياسات عمومية متعددة تصب في اتجاه تثبيت الدولة الاجتماعية، بتزامن مع هذا التوجه كانت الدولة تخوض معارك دبلوماسية مع مجموعة من الدول بغرض سحب اعترافهم بالجمهورية المزعومة، وكذلك حث دول كبرى للاعتراف بمغربية صحرائه وهو ما تحقق، في خضم هذه المعارك الشرسة كانت كواليس الفيفا تعرف نقاشا حادا حول ترشيحات كأس العالم 2030، والذي سيعرف منعطفا هامابانسحاب جميع الملفات المرشحة لصالح الملف المغربي الإسباني البرتغالي.
وبالعودة الى السياسة الاقتصادية التي أسست لها الدولة المغربية مع بداية القرن الحالي في شكل استراتيجيات متعددة شملت مختلف مناحي الحياة الاقتصادية، اثبتت التظاهرات العالمية التي احتضنها المغرب وسيحتضنها مستقبلا، وجاهة هذه الاختيارات التي اعتمدت، وسيتم تطويرها، وهذا ما اسس له جلالة الملك من خلال ما جاء به المجلس الوزاري الأخير الذي ترأسه جلالته في 04 دجنبر 2024 وللإشارة، فلأول مرة في تاريخ المغرب الحديث سينعقد مجلسان وزاريان داخل شهرين، والمجلس الأخير خصص لدارسة برنامج الاستعدادات للحدث الرياضي 2030، فالمجلس الوزاري يجسد من الناحية الدستورية أسمى اجتماع يترأسه الملك، والغرض من هذا الترأس لمجلس وزاري عوض جلسة عمل، التأكيد على الأهمية الخاصة التي يوليها الملك لهذا الحدث، لما له من انعكاس على المجتمع المغربي الذي سيغيره رأسا على عقب، كما أن توقيته جاء أسبوعا قبل الإعلان النهائي للفيفا عن الدول المحتضنة لكأس العالم 30، وهنا يجب ربط هذه الأحداث، بحدث في غاية الأهمية من الناحية العسكرية والأمنية ويجسد ملامح التعاون العسكري الامريكي المغربي، في نوع من المقارعة الند للند، فأن يقوم الجيش المغربي والأمريكي بمناورات عسكرية بواسطة مدمرات الطيران العسكري الامريكي في الصحراء المغربية فهو إنذار وتحذير شديد اللهجة والخطورة معا، لمن يهمهم الأمر، فالمغرب بسط سيادته على جميع أراضيه وأصبح فاعلا أساسيا ضمن الدول الكبرى وربط اقتصاده بالاقتصاديات العالمية.
نقطة أخيرة قبل ختم هذا المقال أتوقف من خلالها على هذه الملاحظة التي تهم الجزائر ، ان ما تعرفه هذه الأخيرة من مشاكل داخلية وخارجية أفقدتها بوصلة التحكم وأخرجت حرب الإخوة الأعداء الى العلن، أتخوف من المصير السوري أن يصيب الجزائر وهو احتمال وارد، لأن ما تعتبره الجزائر حليف استراتيجي لها المتمثل في روسيا، عليها أن تعلم أن هذه الأخيرة سبق لها أن تخلت عن صدام حسين وعن معمر القدافي، واليوم جاء الدور على بشار الاسد، وغدا على ايران والجزائر، وبالتالي فإيران استشعرت الخطر ولم ترد على اسرائيل لانها استوعبت الدرس قبل التورط، وهي تسعى جاهدة الى إعادة العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، وطبعا بالشروط المغربية بما يخدم مصالح الإستراتيجية للمغرب، والجزائر ستصبح الهدف الرئيسي باعتبارها الحليف الأخير لروسيا في إفريقيا والاقرب جغرافيا الى أوروبا، وبالتالي على شردمة المورادية إعادة النظر في سياستها حفاظا على أنفسها وعلى الشعب الجزائري الشقيق.